يس عراق: متابعة
يتزاحم المستثمرون على سوق الأسهم الأمريكية، وخاصة الشركات الكبرى، وسط بحثهم عن ملاذ آمن مع تزايد المخاطر بسبب الحرب في أوكرانيا، وارتفاع أسعار الفائدة، والركود العالمي.
وارتفع مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” بأكثر من 8%، خلال الأسبوعين الماضيين، ليعوّض بذلك جميع خسائره، منذ الغزو الروسي في 24 فبراير، في الوقت نفسه، ارتفع مؤشر “ناسداك 100” الذي يضمّ شركات التقنية بنسبة 11% تقريباً خلال نفس الفترة.
وتواصل الشركات تسجيل أرباح قوية، كما تتحسن توقعات الأداء، وسط توقعات باستمرار المكاسب، رغم المخاطر التي لا تُعدّ ولا تُحصى التي تتعرض لها الأسهم العالمية.
وتسبّبت الحرب في ارتفاع حاد في أسعار السلع الأساسية، ما أدى إلى تصاعد التضخم الذي كان مرتفعاً بالفعل، ليسجل أعلى مستوى له في أربعة عقود، يأتي ذلك وسط تداعيات العقوبات المفروضة على موسكو على نمو الاقتصاد العالمي، كما تتزايد مخاطر الركود في الولايات المتحدة أيضاً، حيث انعكست أجزاء من منحنى عائد سندات الخزانة مع بدء مجلس “الاحتياطي الفيدرالي” دورة التشديد النقدي الجديدة.
ويبقى الأمر المثير للحيرة، أن أكبر أسواق الأسهم في العالم لم تنهرْ، حيث ظل مؤشر “ستوكس أوروبا 600” (STOXX Europe 600) ثابتاً، منذ الغزو الروسي لأوكرانيا. فيما انخفض مؤشر “إم إس سي أي آسيا باسيفيك” MSCI AC Asia Pacific بأكثر قليلاً من 3% خلال تلك الفترة، بينما خسر مؤشر “ناسداك غولدن دراغون تشاينا” (Nasdaq Golden Dragon China) نحو 7.5%، ويرجع ذلك إلى حد كبير بسبب مخاوف تباطؤ النمو، وخطر إلغاء إدراج الشركات الصينية من البورصات الأمريكية.
ويبدو أن الأسهم الأمريكية أصبحت تمثل الخيار المفضل للمستثمرين العالميين في الوقت الحالي، وخاصة في حالة مقارنتها مع السندات، حيث يقترب العائد على الديون الحكومية العالمية المرجحة بأوزان إجمالي الناتج المحلي العالمي، من تسجيل أسوأ أداء خلال عام له منذ 1949 وفقاً لـ “بنك أوف أمريكا”.