أثار تعليق برنامج تلفزيوني في العراق، جدلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث انقسمت الآراء بين ساخر ومؤيد.
فبعد أن استقبل برنامج حواري بث على قناة "يو تي في" الخاصة التي يملكها ابن السياسي السني المعروف في البلاد، خميس الخنجر، الممثل أياد الطائي الذي راح يتحدث بشكل ساخر عن بيع مناصب أمنية، ووجود فساد في المؤسسات العسكرية، وتطرق بطريقة فكاهية لمدة عشر دقائق، إلى مسألة بيع وشراء بعض المناصب الرفيعة وحصول ضباط على أموال مخصصة لجنود وهميين يطلق عليهم تسمية "فضائيين"، اعترضت السلطات المعنية.
مادة اعلانية
تعليق بث البرنامج
وقررت هيئة الإعلام والاتصالات تعليق بث البرنامج، لإساءته للجيش وأفراده.
كما أشارت إلى أن الحديث الذي بث "يسبب خطراً على قطاعات الجيش العراقي وتماسكها في الميدان"، مطالبة بالاعتذار وبحذف تلك الفقرة من جميع مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي التابعة للقناة.
بدورها، اعتبرت وزارة الدفاع في بيان أمس الثلاثاء، بحسب ما نقلت فرانس برس، أن ما تناوله البرنامج، الذي يقدمه الإعلامي أحمد ملا طلال، "يسيء إلى سمعة كل الجيش العراقي ويمحي كل تضحياتهم وبطولاتهم وما قدموه من أجل أن ينعم كل المواطنين بالأمان".
"لن أعتذر!"
في المقابل، رفض طلال الاعتذار، قائلا في تغريدة على حسابه على تويتر أمس "تحرشت بعش الدبابير، انتقلنا من مرحلة الفساد والفشل إلى مرحلة الفساد والفشل وتكميم الأفواه والدكتاتورية والقادم أسوأ، لن أعتذر عن كشف جزء من الحقيقة ولن أعتذر للفاسدين".
يشار إلى أن الجيش العراقي يحظى باحترام واسع في أوساط العراقيين، لا سيما بعد الانتصار على تنظيم داعش أواخر عام 2017، ما دفع البعض إلى تأييد قرار المنع، على عكس آخرين.
انتقاد حالات مسيئة لا يعني الاساءة للمؤسسة كلها يا هيئة ووزارة!
— Ahmed Albasheer -احمد البشير (@ahmedalbasheer1) April 5, 2022
شلون يعني نرجع وياكم لاول ابتدائي مال اعلام؟؟!!! https://t.co/ccntaopGZJ
وفي هذا السياق، قال زياد العجيلي رئيس مرصد الحريات الصحافية، وهي منظمة غير حكومية عراقية تعنى بالدفاع عن حقوق الصحافيين، لفرانس برس "نحن في العراق لا نسمح لمقدم برامج بوزن أحمد ملا طلال أن ينتقد الفساد في المؤسسة العسكرية".
كما أضاف "قرارات هيئة الإعلام والاتصالات تتعامل مع ملفات الفساد على أنها ملفات "سياسية مقدسة" لا يمكن المساس بها".
في حين علق الإعلامي والفكاهي الساخر أحمد البشير على قرار الهيئة والوزارة، مؤكدا في تغريدة على حسابه على تويتر أن انتقاد حالات مسيئة بعينها لا يعني انتقاد المؤسسة العسكرية بأكملها.
يذكر أن اتهامات الفساد ضد مسؤولين وسياسيين تنتشر في العراق. فهذا البلد النفطي مصنف في المرتبة 160 من أصل 180 بلداً من بين الأكثر فسادا في العالم، وفق منظمة الشفافية الدولية.