يس عراق: بغداد
ترجح المؤشرات الاقتصادية امكانية استفادة العراق من مبيعاته النفطية الفورية الى الصين بعد قيام السعودية برفع اسعار خاماتها الى المستهلك الاسيوي الكبير، وهو امر قد يقلل المخاوف على مصير الصادرات العراقية النفطية عقب “استياء” الهند من ارتفاع اسعار الخام العراقي بالاضافة الى مزاحمة النفط الروسي للنفط العراقي وعرضه لزبائن العراق “الهند والصين” بخصومات سعرية كبيرة.
وتخطو الصين لانتعاش وارداتها من النفط الخام، الا انها مازالت في طور الخطر بفعل تفشي كورونا، حيث مازالت الواردات النفطية للصين اقل من شهر كانون الثاني.
واستوردت الصين التي تعد أكبر مستورد للخام في العالم 10.88 مليون برميل يوميًا في آذار، ارتفاعًا من أدنى مستوى في أربعة أشهر عند 9.51 مليون برميل يوميًا في شباط، لكنه لا يزال أقل بكثير من 11.54 مليون برميل يوميًا في كانون الثاني.
ويبدو ان قفزة الاستيرادات الشهر الماضي، جاءت بسبب زيادة الطلب من المصافي حيث تم رفع قيود التلوث بعد الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين في شباط، ومع زيادة الطلب على الوقود بعد عطلة رأس السنة القمرية الجديدة.
ومع ذلك، خفضت الصين حصص التصدير في تخصيصها الأول لعام 2022، وخفضها بنسبة 56٪ إلى 13 مليون طن، كجزء من الجهود المبذولة لخفض التلوث وضمان الإمدادات المحلية.
ومن المرجح أن يكون قرار المملكة العربية السعودية برفع سعر البيع الرسمي للشحنات التي يتم تحميلها في أيار إلى آسيا إلى علاوة قياسية مقارنة بالمؤشر الإقليمي عمان / دبي بمثابة عائق إضافي لواردات الصين، مما جعل بعض المصافي الصينية تطلب كميات أقل في أيار من السعودية، حيث ستشجع عمليات البيع الرسمية السعودية القياسية لشهر ايار شركات التكرير في آسيا على أخذ أقل قدر ممكن من النفط السعودي والسعي لشراء بدائل في السوق الفورية.
قد تسعى المصافي الصينية للحصول على مزيد من خام الشرق الأوسط من البائعين الفوريين مثل العراق وسلطنة عمان ، لكن يمكنها أيضًا الشراء من الولايات المتحدة وغرب إفريقيا لأن الفروق تجعل هذه الدرجات أكثر تنافسية.
مخاوف على مصير النفط العراقي
وتزداد المؤشرات المثيرة للقلق بشأن سيطرة ومكانة النفط العراقي في السوق العالمي، فبينما برزت مؤشرات على إمكانية لجوء شركات من السوق الاسيوي ولاسيما في الهند والصين لشراء النفط الروسي الذي بدأ يعرض بثمن أقل من السعر العالمي، والابتعاد عن شراء النفط العراقي، مازالت استيرادات الولايات المتحدة الاميركية من النفط العراقي تنخفض ايضًا للاسبوع الثاني على التوالي.
ومنذ اذار الماضي، بدأت صادرات العراق النفطية الى اميركا تنخفض تدريجيًا، حيث صدر العراق النفط الخام لأمريكا خلال الأسبوع الأول من شهر آذار بمعدل 188 ألف برميل يوميا، فيما صدر متوسط 161 ألف برميل يوميا في الاسبوع الثاني، وصدر متوسط 489 ألف برميل يوميا في الأسبوع الثالث”، فيما بلغت صادرات الاسبوع الرابع 82 ألف برميل يوميا”.
وخلال الاسبوع الاول من نيسان، بلغت صادرات العراق النفطية الى اميركا 71 الف برميل يوميًا، وبحسب ماتم استيراده خلال اذار، فأن معدل استيرادات اميركا من النفط العراقي تبلغ قرابة 230 الف برميل يوميًا، اما في الاسبوع الاول من نيسان بلغت 71 الف برميل يوميًا، وبمعنى اخر، فأن صادرات العراق النفطية الى اميركا خلال الاسبوع الاول من نيسان انخفض بنسبة 62% مقارنة بالاسبوع الاول من اذار.
ويعتبر هذا الانخفاض مثير للاستغراب، حيث انه بعد ان حظرت الولايات المتحدة الاميركية النفط الروسي كانت التوقعات تشير إلى امكانية ان تعوض اميركا حاجتها للنفط من استيراد النفط “الشرق اوسطي” فترتفع صادرات العراق مع باقي الدول المصدرة للنفط، الا ان ماحدث هو العكس.
وتأتي هذه المؤشرات لتزيد “القلق” حول مكانة النفط العراقي في السوق العالمي، بعد مؤشرات اخرى “اسيوية” تشير لتخلي بعض الشركات الهندية عن شراء النفط العراقي، وتفضيل النفط الروسي لانه ارخص ثمنًا مع الخصومات التي بدأت موسكو تقدمها للزبائن الاسيويين لتعويض نقص صادراتها النفطية بفعل العقوبات الغربية وتخلي الكثير من الشركات الغربية عن شراء النفط الروسي.
وبالفعل لجأت الهند إلى البراميل الروسية المتوفرة بخصم كبير من مؤشر برنت القياسي ، مستشهدة بـ “المصالح الوطنية”، حيث اشترت مصافي التكرير الهندية ما لا يقل عن 16 مليون برميل من النفط الروسي الأرخص ثمناً للتحميل في مايو/ ايار على أساس التسليم، على غرار المشتريات لعام 2021 بأكمله .
وتمثل الـ16 مليون برميل اكثر من 41% من الكميات التي تستوردها الهند من النفط العراقي، وبذلك فأن صادرات العراق النفطية التي تمثل قرابة 1.3 مليون برميل يوميا الى الهند المستهلك الاكبر للنفط العراقي، مهددة بالانخفاض وتخلي الهند عنها او تقليلها لصالح شراء النفط الروسي الارخص ثمنًا.
وتمثل صادرات النفط العراقي للهند 1.3 مليون برميل يوميًا، قرابة 40% من صادرات النفط العراقي البالغة 3.3 مليون برميل يوميًا، ووفق سعر 100 دولار للبرميل، فأن 4 مليار دولار من ايرادات العراق الشهرية تحت تهديد خطر الانخفاض وذهابها الى روسيا بدلا من العراق عبر شراء الهند للنفط الروسي الرخيص والذي يقدم خصومات سعرية كبيرة.
شارك هذا الموضوع: