نفى السفير الإيراني في العراق إيرج مسجدي، اليوم الأحد، قطع طهران روافد المياه المشتركة مع بغداد، مشيراً إلى أن 7%ة فقط من مياه العراق تجري من إيران والباقي يجري من تركيا.
وأكد مسجدي في لقاء تلفزيوني نقلت وكالة "إرنا" الإيرانية أجزاء منه، أن مسألة المياه هي مشكلة إقليمية ولا تنحصر بدولة واحدة، مؤكداً أن إيران سوف تتعاون بشكل كامل مع العراق في هذا الملف.
مادة اعلانية
وأضاف أن إيران لم تقم بخفض مناسيب المياه المشتركة مع العراق، مطالباً بحل هذه المشكلة بالتعاون مع جميع دول المنطقة.
وكان وزير الموارد المائية العراقي مهدي الحمداني قد قال في إبريل الماضي، إن مخزون المياه في العراق انخفض إلى النصف مقارنةً بعام 2021، مؤكداً أن المشاريع الإيرانية تحرم البلاد من 20% من مواردها المائية، وستتسبب بالتالي في دمار كبير في العراق.
نهر دجلة عند مروره في الموصل حيث دمرت الحرب على داعش البنية التحتية
وأوضح الحمداني أن إيران قطعت أكثر من 90% من روافدها المائية المشتركة مع العراق وحوّلت مجاريها، لافتاً إلى أنها لم تبادر حتى الآن للتعاون مع العراق لتقاسم الضرر في حالات الجفاف.
وأضاف الحمداني أن هناك اجتماعات مكثّفة مع وزارة الخارجية العراقية لتحضير ملف تدويل قضية المياه مع إيران.
ويُعد العراق الغني بالنفط والغاز أحد خمسة بلدان في العالم هي الأكثر تضرراً من تغير المناخ وعرضة للتصحر، وتعتبر المياه قضية رئيسية في هذا البلد شبه الصحراوي الذي يبلغ عدد سكانه 41 مليون نسمة.
بدوره، قال عون ذياب، كبير مستشاري وزارة الموارد المائية، في ابريل الماضي إن "التخزين المائي المتاح حالياً هو أقل مما كان لدينا العام الماضي بحوالي 50%، وذلك بسبب قلة الأمطار والواردات القليلة من دول الجوار".
ويشترك العراق في مياهه، التي يحصل عليها من عدة أنهر لا سيما دجلة والفرات، مع تركيا وسوريا وكذلك إيران. وبحسب بغداد، فإن بناء سدود من قبل جيرانها على مياه المنبع يقلل من تدفقها عند وصولها إلى العراق.
رجل يصيد على نهر الفرات في الأنبار
وقدّر البنك الدولي أنه في حالة عدم وجود سياسات مناسبة، قد يشهد العراق انخفاضاً بنسبة 20% في موارد المياه العذبة المتاحة بحلول عام 2050.
وقال البنك إنه في بلد دمرت الحروب المتكررة البنى التحتية فيه وحيث تتباطأ عملية إعادة الإعمار بعد الهجمات ضد تنظيم داعش، سيكون من الضروري تخصيص 180 مليار دولار على مدى 20 عاماً لإقامة بنى تحتية جديدة وسدود وتطوير مشاريع الري.
وتعاني إيران كذلك من جفاف شديد، فقد عرفت العاصمة طهران هذا العام أسوأ جفاف منذ نصف قرن مع انخفاض نسبة الأمطار 97%.