الألعاب النسوية... رياضة منسية في العراق

آخر تحديث 2022-05-06 00:00:00 - المصدر: اندبندنت عربية

أسهمت الظروف الأمنية والاقتصادية والاجتماعية، لاسيما بعد 2003، في تقليص دور الرياضة النسوية بالعراق مع تغليب الألعاب الرجالية، ومنها "كرة القدم"، اللعبة الأكثر شعبية في بلاد الرافدين.

وبين الظروف الأمنية والاجتماعية، التي شهدها العراق، تعيش الرياضة النسوية أسوأ فتراتها مع عزوف كبير للفتيات، إثر عدم الاهتمام الكبير من قبل السلطات العراقية.

وزير الشباب والرياضة، عدنان درجال، أكد مساندته ودعمه للألعاب الفردية، فيما كشف عن حلول للاهتمام بأبطال تلك الألعاب.

تعاون عراقي فرنسي

درجال قال "نؤكد مساندتنا ودعمنا للألعاب الفردية المنجزة، والرياضة النسوية كونها الأكثر قدرة على تحقيق الإنجاز ورفع اسم العراق في المحافل الدولية، فضلاً عن رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة، والاتحادات بجميع الألعاب".

وأوضح أن "مشكلة الألعاب الفردية والرياضة النسوية تأخذ جانباً كبيراً من تفكيرنا ومساعينا للارتقاء بها مع الألعاب الأخرى بالتأكيد، وقد توصلنا إلى نتيجة هي بتفعيل مذكرة التفاهم مع وزارات التربية والتعليم العالي وتنشيط العمل مع وزارة الشباب والرياضة، لأن ذلك سيسهم في إضافة شحنة كبيرة إلى الألعاب الفردية والنسوية، وبشراكة الأندية والاتحادات الرياضية سيتحقق المطلوب بأكبر قدر ممكن". 

وأعلن الاتحاد العراقي لكرة القدم، في وقت سابق، توقيع اتفاقية تعاون مع نظيره الفرنسي، لرعاية كرة القدم النسوية، التي تتضمن إطلاق مشروع رعاية وتطوير 100 لاعبة لثلاث فئات، فضلاً عن 30 مدربة و30 حكماً.

وأوضح درجال أن "الهدفُ من المشروع هو تطوير وتأهيل القيادات الإدارية النسويّة، وإشراك المدربات والحكمات من كل المحافظات في معايشات مع نظيراتهن الفرنسيات".

عدم اهتمام رسمي

في المقابل، ترى أنوار طارق جهاد، مديرة قسم الرياضة النسوية بوزارة الشباب والرياضة، أن "الرياضة النسوية في العراق تعاني من قلة النساء، وبهذا تقل المنافسة على الإنجاز".

وشكت جهاد، في تصريح لها، "ضعف الكادر التدريبي، وقلة الاهتمام من قبل المؤسسات المسؤولة عن الرياضة النسوية"، مطالبة بـ"توفير مستلزمات نجاح هذه الرياضة من قاعات ومدربين ووسائل نقل وتجهيزات رياضية ورواتب شهرية".

وحددت جهاد "أهم المشكلات التي تقف حائلاً أمام تطور الرياضة النسوية، هو الفساد المالي والإداري للأندية، وعدم تطوير الطرق التدريبية الخاصة بكل لعبة رياضية، إضافة إلى قلة المنافسات الرياضية، سواء المحلية أو العربية أو الدولية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

افتقار البنى التحتية

وشددت على "افتقار المجتمع للبنى التحتية الخاصة بممارسة المرأة للألعاب الرياضية"، وأعربت عن أسفها لـ"عدم توفر قاعات أو ملاعب أو مسابح خاصة بالنساء، فيما تمتلك دول أخرى مدناً رياضية خاصة للنساء".

وأوضحت جهاد أن "واقعنا يعاني من قلة الإمكانيات المالية، التي تشكل عائقاً أمام تطور الرياضة النسوية، لأن ذلك يؤثر بشكل مباشر على مستوى اللاعبة". وكشفت أن "اللاعبة تحتاج إلى تجهيزات رياضية من أجل تحسين مستوى الأداء وتحقيق الإنجاز العالي وللحصول على المراكز الأولى".

وأشارت إلى أن هناك "فرقاً كبيراً بين أعداد الرياضيين الذكور مقارنة بالإناث، وذلك بسبب خوف أغلب العائلات من ممارسة بناتهم للرياضة". وبينت أن "التشديد يزداد في المجتمعات المحافظة المغلقة، التي تحكمها العادات العشائرية، في حين يسمح للذكور بممارسة أي نوع من الألعاب الرياضية". وقالت إن "المجتمع الشرقي بشكل عام يعتبر الرياضة النسوية لا تنسجم مع عاداته وتقاليده، فهو يقيّد حريّة المرأة".

عادات وتقاليد

إلى ذلك، كشفت نور علي، إحدى لاعبات التنس، أن "الرياضة النسوية تشهد تراجعاً كبيراً في العراق نتيجة قلة الدعم المقدم من قبل المعنيين".

وقالت "بعض الأهالي يرفضون ذهاب ابنتهم لممارسة الرياضة في أحدى النوادي نتيجة العادات والتقاليد والظرف الأمني الصعب، الذي مر على العراقيين خلال السنوات الماضية".

وأشارت إلى أنه على الرغم من انتشار بعض الصالات والنوادي الخاصة بالألعاب النسائية، إلا أن الإقبال ما زال ضعيفاً للغاية، حتى باتت الرياضة النسوية منسية في العراق".