تقرير ايراني يكشف عن التداعيات البيئية والاقتصادية والسياسية لأزمة المياه في العراق- عاجل

آخر تحديث 2022-05-08 00:00:00 - المصدر: بغداد اليوم

بغداد اليوم - ترجمة

في الآونة الأخيرة، أدى تجفيف بحيرة سوا في محافظة المثنى مرة أخرى إلى تسليط الضوء على أزمة المياه في العراق.

ويأتي القلق المتزايد بشأن أزمة المياه تزامناً مع العواصف الترابية في جميع أنحاء البلاد خلال الأسابيع الماضية اضافة الى زيادة مشاريع بناء السدود التركية باعتبارها تهديدًا حاسمًا لمستقبل الحياة في العديد من مناطق العراق.

وتحدث موقع ايراني عن هذا الموضوع وبحسب تقرير الموقع "ABNA" الذي ترجمته (بغداد اليوم)، فأنه "بالاضافة إلى ما ذُكر اعلاه، فقد أدى القرار غير المنسق لإقليم كردستان لبناء ثلاثة سدود جديدة وتوقيع اتفاقية لبناء أربعة سدود جديدة مع شركة PowerChina إلى زيادة المخاوف بين المسؤولين العراقيين وكذلك سكان المناطق الجنوبية والوسطى".

وأضاف أن "ازمة المياه تتحول إلى تحدٍ جديد للعراق، وربما ستتأثر أجزاء أكبر من البلاد بالجفاف, حيث أصبح الجفاف والعواصف الرملية ودرجات الحرارة التي تزيد عن 50 درجة شائعة بشكل متزايد في العراق".

وبهذا الصدد، شددت وزارة الموارد المائية على أنه "في حالة عدم اتخاذ إجراءات علاجية ، فإن حصة المياه التي يحصل عليها العراق من نهري دجلة والفرات ستنخفض إلى الصفر خلال السنوات العشرين المقبلة".

وتابع التقرير: "شكّلت فترات الجفاف الطويلة والإجراءات البشرية ومشاريع بناء السدود من قبل جيران العراق على نهري دجلة والفرات أسبابًا لانخفاض احتياطي المياه بشكل غير مسبوق في البلاد.

وفي الآونة الأخيرة، أكد عون دياب، كبير مستشاري وزارة الموارد المائية، أن موارد العراق المائية تقلصت بنسبة 50٪ منذ العام الماضي بسبب الجفاف المتكرر وقلة هطول الأمطار.

ومن وجهة نظره، يعتبر الجفاف المستمر في السنوات الأخيرة وكذلك سياسات بناء السدود في دول المنبع وتحديداً تركيا وسوريا وإيران، السبب الرئيسي لانخفاض منسوب المياه في هذا البلد بنسبة 50٪".

وقال التقرير إنه "من المتوقع أن يواجه العراق بحلول عام 2035 عجزا مائيا يزيد عن 10 مليارات متر مكعب, حيث يمثل العراق واحد من أكثر خمس دول عرضة للتغير المناخي والتصحر، على الرغم من موارده النفطية الغنية وتدفق نهري دجلة والفرات".

-التداعيات السياسية والاجتماعية لأزمة المياه:

لفت التقرير الايراني الى ان العواقب البيئية ليست وحدها التي يمكن أن تحدثها أزمة المياه على العراق موضحاً :"يمكن أن تؤثر ندرة المياه والجفاف على الحياة الاجتماعية للعراقيين بل وتمهد الطريق للاحتجاجات الشعبية في المحافظات الجنوبية والوسطى. بالتأكيد ، هذه قضية يمكن التنبؤ بها في المستقبل ، فإن بناء السدود على نهري دجلة والفرات سيعرض جزءًا كبيرًا من سكان المحافظات الجنوبية والوسطى لخطر التهجير السكاني. مثل هذه النتيجة هي بالتأكيد حقيقة لا يمكن إنكارها في المستقبل غير البعيد ويمكن أن تصبح قضية رئيسية للسياسة والحكم العراقيين"

وبين انه "يبدو أن أزمة المياه في المقام الأول هي قضية بيئية وغير سياسية، ولكن في العصر الجديد، تعد السياسة البيئية واحدة من أكثر المجالات السياسية ليس فقط داخل حدود البلدان ولكن أيضًا في العلاقات بين الجيران, فيما يتعلق بالعراق، يمكن اعتبار أزمة المياه في نهاية المطاف قضية سياسية ومهمة في المعادلات المستقبلية للبلد".

وشدد على أنه "يجب أن يؤخذ في الاعتبار أن تفاقم أزمة المياه يمكن أن يؤدي إلى هجرة سكان المقاطعات الجنوبية, سيؤدي هذا إلى تغيير ديموغرافي في المناطق الشمالية، وهي قضية يحتمل أن تزيد من حدة التوترات بين الحكومة المركزية والمنطقة الكردية في الشمال, لان الاكراد يسعون لتسليح ازمة المياه ضد بغداد بسياسة بناء سدود جديدة في المناطق الشمالية وايضا لحماية انفسهم من تداعيات الجفاف في العراق, وهذا يمكن أن يشعل احتجاجات واسعة النطاق في مختلف المحافظات وحتى الحرب الأهلية في العراق".

-المبالغة في بناء السدود التركية واستياء بغداد من حرب المياه في أنقرة:

سلط التقرير الايراني ايضاً على تأثير بناء السدود على ازمة البلاد ، ووضح قائلاً :"بالتأكيد، مشاريع السدود التركية هي أكبر سبب لتدهور أزمة المياه العراقية. حوالي 80٪ من مياه دجلة والفرات مصدرها تركيا. خلال عام 2021، انخفضت وتيرة النهرين بنسبة 50٪؜. ومن المتوقع أن تزداد وتيرة الانخفاض أسرع.كما انه في الخمسينيات من القرن الماضي ، صممت تركيا خطة سد إليسو، وهو مشروع لتوليد الطاقة الكهرومائية بدأ بناؤه في عام 2006 على نهر دجلة على طول الحدود مع مقاطعتي ماردين وشرناق التركيتين ، وتم الانتهاء منه وافتتاحه في 2018, في وقت مبكر في حزيران من العام نفسه، بدأت الحكومة التركية في ملء خزان السد. وقد تأثرت الآن محافظات عراقية مثل الموصل والسليمانية وبغداد والبصرة بعملية الملء".

ولفت ايضاً إلى أنه "كجزء من مشروع جنوب شرق الأناضول، الذي تم إطلاقه في السبعينيات، قامت تركيا ببناء 5 سدود ضخمة على نهر الفرات و 2 آخران قيد الإنشاء, أحدهما هو سد أتاتورك الضخم الذي تم الانتهاء منه في عام 1990 ويمكن أن يستوعب 48 مليار متر مكعب من المياه, وتواصل تركيا بناء السدود على نهري دجلة والفرات، وكلاهما شريان الحياة لسوريا والعراق, إذ خفضت هذه المشاريع استهلاك العراق من المياه بنسبة 80٪ وسوريا بنسبة 40٪".