سيدي رئيس الوزراء… التخطيط العبثي ليس في المخططات الأساسية لمدينة بغداد….. إنما هي في الأساس في مسارات التنفيذ المخالفة لضوابط هذه المخططات.. وهي في معظمها نتيجة عدم إقرار مخطط جديد للمدينة (تم إكمال مخطط جديد لكنه لم يقر رسميا لحد الان) وكذلك في قوى الضغط السياسي والاجتماعي في مشاريع لم تدرج في هذه المخططات وما يترتب على ذلك من تغيرات وتداخل في استعمالات الأرض من العشوائيات وتجاوز على ضفاف النهر وتغير الاستعمال من سكني إلى تجاري ومن زحف عمراني على المساحات الخضراء والمساحات المخصصة للخدمات العامة… و تغيرات في الملكية العقارية ومشاريع إسكان متسارعة خارج ضوابط الاستدامة بعيدا عن الدراسات المعمقة في تخطيط المدن.
– التخطيط العبثي.. سيدي رئيس الوزراء… هي في اصدار قرارات في تغير استعمالات الأرض لم تخضع لدراسات تحليلية في تاثيراتها البيئية والاقتصادية وحتى الاجتماعية والعمرانية مع أنماط استعمالات الأرض الحضرية في علاقات تفاعل وتبادل ضمن نسيج حضري قائم على علاقات وظيفية مستدامة.
– نعم بغداد تختنق لأنها بدون مخطط اساسي منذ عام ٢٠٠٠.. مخطط بول سيرفس… وان اللجنة العليا المكلفة بمتابعة تنفيذ هذا المخطط واتخاذ ما يلزم في متابعة تغير استعمالات الأرض قد شابها الكثير من التداخل سواء في تشكيل هذه اللجنة كما جاء في القانون.. او الضغوط التي تتعرض لها…
– بغداد تختنق بفعل التجاوزات في مختلف صفحات نشاطها الحضري.. بما في ذلك مركز المدينة ومراكز القطاعات المكونة لها
– بغداد تختنق في نظام مرور متهالك لا تتوفر فيه أدنى مستلزمات النقل الحضري الحديث.. وتلكؤ في تنفيذ النقل العام.. من قطار الانفاق (المترو)… إلى القطار المعلق.. مع إهمال غريب ومثير للدهشة لامكانات مصلحة نقل الركاب..
– بغداد تختنق في أسواق الجملة… في تردي مواقعها التراثية من شارع الرشيد… إلى جامع الخلفاء ومنطقة البتاوين وحديقة الأمة بل وحتى رمزها العمراني نصب الحرية … و… و… و…. حتى ضفاف النهر الا في مواقع محددة.. وما تكدس الاهالي على جسر الجادرية دليل على ذلك
– نعم.. بغداد تختنق في العشوائيات.. بفعل تراخي الحكومات المتلاحقة عن توفير السكن للمواطن…. وفي التجاوز على الأرصفة… على الممتلكات العامة بما في ذلك الدور التراثية.. – – بغداد تختنق.. من هذا الاختلاط الغريب في استعمالات الأرض من الشورجة الى الشيخ عمر امتدادا إلى اسواق جميله ومدينة الصدر شرقا والى باب المعظم باتجاه الميدان إلى الاعظمية شمالا … وانعدام سهولة الوصول والمغادرة إلى هذه المواقع..
بغداد تختنق من أطرافها ومحيطها من انعدام سهولة الوصول ( accesibility) مع مداخل للمدينة متهالكة لا تليق باي مدينة عصرية… فكيف بعاصمة العراق…
وغيرها… الكثير…..الكثير مما يخنق بغداد….. مع الأسف.. وليس لنا الا القول وباختصار؛
نعم.. بغداد بحاجة ماسة إلى مخطط اساسي شامل في إبعاده الحضرية والإقليمية… مع إدارة حضرية كفؤة بعيدة عن التجاذبات السياسية….. مع دعم حكومي و رقابة برلمانية فاعلة ومنصفة لهذه المدينة التاريخية العريقة…