'فضيحة' مطار النجف ترفع الستار عن ملف فساد في وزارة النقل (وثائق)

آخر تحديث 2022-05-24 00:00:00 - المصدر: السومرية نيوز

سلطت "فضيحة" مطار النجف، التي حصلت اليوم الثلاثاء، الضوء على باب من أبواب الفساد الذي يسود وزارة النقل.

فبعد تغلغل "الفتى المتسول" إلى أعماق مطار النجف، بل وركوبه في إحدى الطائرات وإدخال المطار بأكمله بحالة إنذار، تكشفت هشاشة حماية المطار، في وقت تسعى فيه وزارة النقل وعبر وزيرها الحالي ناصر الشبلي إلى التعاقد مع ذات الجهة المتعهدة بأمن مطار النجف، لغرض تسلمهم ملف حماية مطار بغداد الدولي.

"شركة الغدير للخدمات الأمنية" و "بيزنس إنتل" الكندية، هما الجهتان اللتان تتوليان توفير حماية وأمن مطار النجف، وهما الجهتان المسؤولتان عن الخرق الأمني الذي حدث اليوم، كما أنهما الجهتان التي يسعى ورائمها وزير النقل من أجل جلبهما إلى مطار بغداد، وفق مصادر مطلعة.

وحصلت السومرية نيوز، على وثيقة صادرة عن مديرية شؤون الشركات الأمنية الخاصة، في 30 / 3 / 2021، وكانت حينها موجهة إلى شركة "الغدير"، طالبت "بتزويدها بما يؤيد تسجيل مكتب أو فرع لشركة (بيزنس إنتل) داخل العراق، إذ لوحظ من خلال التدقيق عدم خضوع العقد إلى القوانين العراقية النافذة". كما أن المديرية تعذرت عن تصديق العقد "لكونه مخالف للشروط".


وفي 6 نيسان من 2021، عادت مديرية شؤون الشركات الأمنية الخاصة، بكتاب جديد وجهته لذات الشركة (الغدير)، جاء فيه: "نظراً لعدم التزام شركة (بيزنس إنتل) الكندية بشرط التسجيل في دائرة مسجل الشركات، عليه يكون العقد باطلاً ولا يمكن المضي به".

لكن في 23 أيلول 2021، تبرأت "الغدير" من "بيزنس إنتل"، حيث قالت: "لا يوجد بيننا وبين شركة بيزنس عقد اتفاق بما يخص مطار بغداد الدولي، حيث كان لدينا عقد في مطار النجف وتم الغاءه لأكثر من سنة بأوامر من قبل وزارة التجارة ووزارة الداخلية كون الشركة غير مسجلة في العراق"، مشيرة إلى أن "بيزنس انتل في مناقصة مطار بغداد تستخدم اسم شركة الغدير".

يذكر أن شركة "الغدير" التي تُدير أمن مطار النجف، كانت قد أجبرت منتسبيها على توقيع تعهد بعدم المشاركة بأي تظاهرات أو اعتصام أو إضراب عن العمل، وإلا سيتم إنهاء خدماتهم فوراً؛ وذلك على خلفية إضراب عدد من العناصر الأمنيين بالمطار عن العمل، من أجل المطالبة برواتبهم المتأخرة، وذلك في أيار 2021.

وفي وقت سابق من اليوم، اخترق طفل دون العاشرة من العمر امن مطار النجف ووصل إلى نقطة انطلاق طائرة ايرانية تستعد للإقلاع إلى ايران مع مسافرين على متنها، وذلك لطلب المساعدة من المسافرين.

وانتقد مراقبون، ما حصل بالقول، إن "هذا يدل على الفرق بين شركة عالمية تعمل ضمن ضوابط منظمة الطيران الدولي كما في مطار بغداد الدولي، وشركة محلية تعمل من دون ضوابط".

وأضاف المراقبون: "تخيل وأنت جالس داخل طائرة تستعد للاقلاع من مطار دولي، تتفاجئ فجأة بطفل يتجول بداخلها للتسول من المسافرين!، هناك ستدور الكثير من الاسئلة في رأسك.. كيف وصل هذا الطفل للطائرة؟، ومَن سمح له بدخول المطار بهذه السهولة؟، أين الاجراءات الامنية؟، كيف تجاوز هذا الطفل جميع نقاط التفتيش وحتى الكاونتر؟.. هنا ستعرف انك في مطار النجف"، معبرين عن استيائهم أن يشهد مطار من المفترض أن يكون دولياً، مثل هذه الحادثة".