الحلم الامريكي.. رياض محمد

آخر تحديث 2022-06-18 00:00:00 - المصدر: يس عراق

كتب رياض محمد:

لم اشهد منذ وصولي للولايات المتحدة قبل 11 سنة اوقاتا اسوأ للامريكيين عموما من هذه السنة.

سرق التضخم ما لايقل عن 500 دولار شهريا – الى 1000 دولار او اكثر – من كل عائلة.

ومن ذلك ارتفاع الايجارات وفوائد الرهون العقارية ما بين 25% الى 100% والوقود 80% الى 200%, وتذاكر الطائرات ما بين 30% الى 80%, والطعام بنسب مختلفة (امثلة: 12 بيضة كنت اشتريها باقل من دولار صارت الان 3 دولارات, كيلو من قطع السمك كان ب 6 دولارات صار ب 10, كرات اللحم المطبوخة كان 3 ارباع الكيلو ب 5 دولارات صار ب 6 دولارات ونصف, نصف كيلو من الطعام البحري المتنوع كان ب 5 دولارات صار ب 7…الخ)

وبسبب التضخم اضطر الاحتياطي الفدرالي الامريكي (ما يعادل المصرف المركزي في الدول الاخرى) لرفع اسعار الفائدة عدة مرات هذه السنة لتهدئة الانفاق من اجل وقف التضخم دون نتيجة تذكر حتى الان.

الخطر الان والذي يزداد موثوقية ان اجراءات الاحتياطي ستؤدي الى دخول الولايات المتحدة – والعالم – الى كساد جديد في عام 2023!

وقد انعكس هذا على اسواق الاسهم التي تعرضت لخسائر هائلة هذه السنة.

الاقتصاد الامريكي الان محصور بين فكي كماشة: التضخم من جهة والكساد من جهة اخرى!

وبسبب كل التداعيات الهائلة للجائحة وما تلاها ارتفعت نسب الجريمة في مختلف انحاء الولايات المتحدة – قبل ان يبدأ العراقيون التعليق والتفلسف بخصوص هذه الفقرة اذكر ان معدلات القتل في العراق هي ضعف نظيرتها الامريكية!

اصبحت نشرات الاخبار تحتوي اساسا على خبرين: التضخم والجرائم! وغدت مشاهدة الاخبار امرا يثير القرف!

واخيرا ولكي تكتمل القصة فقد تعرضت الولايات المتحدة عموما ولاشهر لسلسلة من الظروف الجوية السيئة والمتلاحقة التي زادت الامور سوءا.

في منطقتنا مثلا نجونا من اعصار مدمر فتلاه اسابيع من الامطار والانذارات بالفيضان (يقصد بالفيضان زيادة عير معهودة للمياه وليس الفيضان الذي يدمر المدن -ثم تلوث – بسيط – لمياه الشرب ادى الى اصدار المدينة لامر للسكان بغلي المياه قبل استهلاكها لعدة ايام واخيرا موجة حر ستستمر لشهر مع انذارات ضد الحرائق وسط تحذيرات اخرى من تلوث الهواء – تلوث مؤقت دام ليوم واحد – بسبب سحابة دخان هائلة قادمة من الولايات المجاورة!

امتلأ الهاتف برسائل التحذير من خطف الاطفال – عندما يخطف طفل في مدينتنا ترسل حكومة المدينة تحذيرا لكل مواطن برسالة نصية! – الى تحذيرات الاعصار والمطر والفيضان والحر الشديد!

باختصار اصبح حديث الرحيل جزءأ من مما يدور بين عراقيي امريكا هذه الايام!

وقبل ان يبدأ العراقيون الترامبيون التفلسف بلوم بايدن اذكر ان بايدن ليس سبب هذه الازمات. الامر يتعلق بزيادة الطلب على كل شيء بعد الخروج من الاغلاق الذي رافق الجائحة وضعف العرض بسبب ازمة سلاسل التوريد واغلاق الصين وضعف الاقبال على العمل في الولايات المتحدة واخيرا حرب اوكرانيا. بايدن يلام فقط على بطء الاستجابة لكنه ليس سبب هذه الازمة.

واحيرا اقول – للشامتين – ان هذه المشاكل عالمية وليست فقط في الولايات المتحدة كما ان اي كساد يحدث في الولايات المتحدة يعني كسادا للعالم كله…

شارك هذا الموضوع: