يس عراق: بغداد
لم يجد المحللون السياسيون والمراقبون للشأن السياسي عمومًا، هدفًا واضحًا وراء الدعوة “الضخمة” لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر لصلاة جمعة موحدة في الـ15 من ذي الحجة، والتي جاءت في غضون توتر يزداد شدة، خصوصًا مع البيانات المتتالية التي اصدرها الصدر عبر الحساب البديل “صالح العراقي” والتي تحدث فيها عن اسباب انسحابه من العملية السياسية.
ولم ينتظر الصدريون في جميع مناطق العراق موعد الصلاة التي تقام ظهر يوم الجمعة 15 ذي الحجة والتي توافق أول صلاة جمعة اطلقها محمد صادق الصدر في مسجد الكوفة عام 1998، حتى توافد عشرات الالاف من المصلين من مختلف المحافظات بالباصات والقطارات إلى مدينة الصدر وتم تحديد شارع الفلاح موقعا لتلك الصلاة.
الزخم الكبير الذي لاقته دعوة الصدر لصلاة الجمعة، بالرغم من كونها ليست حادثة فريدة وهو الوضع الطبيعي لاي دعوات يوجهها الصدر، الا ان العوامل السياسية ومايحيط بها وانسحاب الصدر من العملية السياسية وما بينه من استياء واضح من الكتل السياسية ولاسيما الاطار التنسيقي الذي اجهض مشروع الصدر بانشاء حكومة اغلبية، فضلًا عن كون الصلاة اقيمت في موعد ذكرى اول صلاة جمعة اقامها محمد صادق الصدر، جميعها عوامل زادت من زخم الحضور الجماهيري.
بالمقابل، فأن ترجيح الصدر بحضوره بنفسه الى الصلاة لامامة المصلين، زادت من زخم الحضور أيضًا، فيما كشفت مصادر وفق وسائل اعلام محلية عن وصول الصدر وتواجده في العاصمة بغداد منذ مساء امس الخميس، وسط عدم وجود معلومات واضحة عما اذا كان سيشارك الصدر في الصلاة ام لا.
واظهرت صور عديدة امتلاء شارع الفلاح بالمصلين منذ ليل الخميس وازدادت الاعداد فجر الجمعة ومازالت الاعداد تتوافد الى موقع الصلاة قبل 12 ساعة من موعد الصلاة.
بالمقابل، فأن اهداف الصدر وراء هذه الصلاة يقرأها المهتمون بشكل بسيط بأنها تقتصر على “استعراض الاعداد”، الامر الذي قد يكون أيضًا رسالة تخويف وعصا جديدة في عجلة الاطار التنسيقي الذي سيتخوف من الانفراد بتشكيل الحكومة، بالاضافة الى كونها رسائل للكتل الاخرى التي ستعيد حساباتها في المضي مع الاطار بتشكيل الحكومة، خصوصا وان الصدر وفي تغريدته الاخيرة قد وضع خيار التظاهر قائمًا، واكد أنه سيشارك في اي تظاهرات “شعبية” ستنطلق، مايعني ان الصدر يحاول ان يؤكد انه لن يكون مصدر اي تظاهرة احتجاجية ستخرج بل ينتظرها من الشعب وسيكون معها.