أعلن القضاء العراقي اليوم الثلاثاء فتح تحقيق بشأن تسريبات صوتية نسبت لرئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، وأججت التوتر بينه وبين زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، ليزداد تعقيد المشهد السياسي المتأزم منذ الانتخابات التشريعية المبكرة.
وفي حين نفى المالكي أن تكون تلك التسجيلات تعود إليه مؤكداً أنها "مفبركة"، لكنها أنتجت توترات ستزيد من صعوبة تشكيل حكومة جديدة للبلاد.
وقال حزب المالكي الذي يعدّ من أبرز السياسيين في العراق، في بيان اليوم الاثنين "إننا لن ننجر إلى فتنة عمياء بين أبناء الوطن الواحد".
في الأثناء، أعلن مجلس القضاء الأعلى في بيان أن محكمة تحقيق "تلقت طلباً مقدماً إلى الادعاء العام لاتخاذ الإجراءات القانونية بخصوص التسريبات الصوتية المنسوبة للسيد نوري المالكي، وتجري حاليا التحقيق الاصولي بخصوصها وفق القانون".
ونشر صحافي عراقي على حسابه في تويتر خمسة تسجيلات مسرّبة يهاجم فيها المتحدّث الذي قُدِّم على أنه المالكي، قوى شيعية لا سيما التيار الصدري وزعيمه مقتدى الصدر، الذي تجمعه معه علاقات متوترة منذ سنوات.
تسريب خامس
في تسريب خامس منسوب لرئيس الوزراء العراقي الأسبق ورئيس "تحالف دولة القانون" نوري المالكي، إثر الرد الذي جاء به رئيس التيار الصدري مقتدى الصدر، جاء فيه إعلان المالكي عن مخططات لإشعال الحرب الأهلية في العراق ونيته التخلص من الصدر ومسعود بارزاني وآخرين، كما كشف عن انقسام داخل إيران.
كما كشف التسريب نية المالكي الذهاب إلى الحرب الأهلية وأنه سيعمل على تسليح القبائل الموالية له، وأنه لا يثق في الشرطة ولا الجيش العراقيين.
"حرب طاحنة"
يأتي ذلك بعد التسجيلات الأخيرة المنسوبة له التي هاجم فيها مقتدى الصدر وأنصاره، مؤكداً أن الأيام المقبلة تنذر باقتتال داخلي شيعي - شيعي.
وهدد رئيس الوزراء الأسبق بمهاجمة النجف لـ"حماية المرجعية" إذا هاجمها الصدر.
كما تحدّث عن "حرب طاحنة لا يخرج منها أحد"، وأنَّه أعد العدة لذلك من خلال تسليح 15 تجمعاً لمواجهة ذلك".
وأكد المالكي أنّ العلاقات جيّدة مع قائد ميليشيات "عصائب أهل الحق"، قيس الخزعلي، وأنّ "الفتح" والفصائل و"كتائب حزب الله" والعصائب... كلها تابعة مباشرة لإيران.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف "قائد عصائب أهل الحق قيس الخزعلي هو من سيضرب معارضيه... الخزعلي جيّد، لكنّ الإخوة الذين في تحالف الفتح وبدر هؤلاء لا علاقة لهم، هم في عالمهم الخاص، مشغولون بالمزارع".
الوضع الإيراني بين فريقين
ودعا المالكي في التسريب المنسوب إليه، قيادات الفصائل المسلّحة إلى اتباع خطّ "الحرس الثوري الإيراني"، والابتعاد عن الاطّلاعات وتوكيل أمرهم بيد قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني.
وأضاف "الوضع الإيراني الآن بين فريقين: هناك فريق الحرس الثوري والآخر فريق الاطّلاعات".
ووصف فريق الاطّلاعات بأن لديه "مشكلة مع الحكومة العراقية ومع الحرس الثوري منذ ولاية الرئيس الإيراني حسن روحاني، وعندما تولّى الرئاسة إبراهيم رئيسي تقاربت وجهات النظر بين الفريقين".
وحدد الصورة كالآتي "فريق المرشد الإيراني، علي خامنئي، هو الحرس الثوري، وفريق الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يتمثّل بالاطّلاعات".
وأوضح المالكي في التسريب "الحرس الثوري لا يعطي الاطّلاعات فرصة للتدخّل بأيّ شيء، هو فقط من يقرّر".
وأضاف "عندما زرت إيران تحدّثت مع مستشار المرشد الإيراني، علي أكبر ولايتي، ومع رئيس مجلس الشورى ومع وزير الاطّلاعات، وكلّهم يوافقوني الرأي لكنّهم في الأخير يقولون إنّ الموضوع بيد قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني، ويطلبون أن نركّز جهودنا مع الحرس الثوري".