يس عراق: متابعة
منذ تتويج اللاعب الليبيري “جورج ويا” في عام 1995 بجائزة الكرة الذهبية؛ لم يتمكن أي لاعب أفريقي من الفوز بها، وهي الجائزة التي تمنحها سنويا مجلة “فرانس فوتبول” (France Football) الفرنسية.
ويظل “ويا” -وهو اللاعب السابق لميلان- المتوج الوحيد بالجائزة التي فتحت بداية من 1995 للمنافسة أمام اللاعبين من جميع أنحاء العالم ولم تعد تقتصر على اللاعبين الأوروبيين.
وخلال السنوات الماضية حقق اللاعبون الأفارقة مواقع متقدمة في الترتيب السنوي لجائزة الكرة الذهبية وظهر النجم المصري محمد صلاح والسنغالي ساديو ماني والجزائري رياض محرز في قائمة العشرة الأوائل، ولكن لم يقترب أحد منهم من معادلة إنجاز جورج ويا، فما أسباب ذلك؟
التضامن الأفريقي
رصد تقرير سابق لصحيفة “لوموند” (Le Monde) الفرنسية عدة عوامل قد تفسر غياب نجوم قارة أفريقيا عن قائمة المتوجين بالكرة الذهبية رغم تألق العديد من اللاعبين الأفارقة مع أكبر الأندية الأوروبية في السنوات الأخيرة.
ويرى فرديناند كولي، اللاعب السابق لمنتخب السنغالي، أن اللاعبين الأفارقة يعانون من كون منتخباتهم الوطنية ليست من بين الأفضل في العالم، وهذا يمكن أن يؤثر على نقاط التصويت.
وانتقد كولي ما وصفه بغياب التضامن الأفريقي، وقال “كنت أرى دائما أن كرة القدم الأفريقية لم تكن موحدة تماما. من عام 2010 إلى عام 2016، كان المدربون وقادة المنتخبات الوطنية يشاركون في لجنة التحكيم خلال التصويت على الفائز بالكرة الذهبية، إلى جانب الصحفيين، ولكن لم أشعر أبدا بتضامن من الأفارقة”.
وتحدث بول كيساني، القائد السابق لمنتخب الغابون عن وجود “شكل من أشكال الضغط لمصلحة النجوم الكبار”، في إشارة إلى دور وسائل الإعلام والشركات الكبرى في التأثير على التصويت واختيارات الجوائز، لارتباط الفوز بتلك الجوائز بعائدات وأموال ضخمة وتأثيرها على صورة اللاعب المتوج.
غياب العدالة
من جانبه، قال الهداف الكاميروني السابق صامويل إيتو في تصريحات سابقة، إن لاعبي كرة القدم الأفارقة لا يتم احترامهم ولا تقدّر قيمتهم بعدالة.
بدوره، قال أسطورة منتخب الكاميرون روجيه ميلا إن “جورج ويا” فاز بالكرة الذهبية “لأن أوروبا لم تستطع فعل أي شيء” أمام النجم الليبيري الذي حقق الإجماع بفضل أدائه الخارق الذي لم يترك أي مجال للمقارنة بينه وبين آخرين حينها.
وأشار إلى أن الوضع اليوم اختلف، وتحدث عن “وجود رغبة بعدم تتويج أي لاعب أفريقي بالجائزة”، ولكنه استدرك مبديا تفاؤلا بإمكانية تحقيق الجائزة في السنوات المقبلة عبر لاعبين مثل محمد صلاح أو ساديو ماني، وقال “أعتقد أن الأمور يمكن أن تتغير. ما يفعله محمد صلاح حاليا رائع، وما يفعله ماني رائع أيضا.. على الناس أن يكونوا موضوعيين. إذا أردنا أن تستمر كرة القدم بالتقدم في بلدان القارة الأفريقية، يجب أن تكون سلطات كرة القدم نزيهة”.
ومع تراجع سطوة النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي وغريمه البرتغالي كريستيانو رونالدو اللذين سيطرا على الجائزة تقريبا في آخر 15 عاما، يبدو المجال مفتوحا أمام النجوم الأفارقة لكتابة التاريخ مجددا وإحراز الجائزة، فمن سيكون خليفة جورج ويا في سجل المتوجين بالكرة الذهبية؟
شارك هذا الموضوع: