طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، حكومته بالبدء الفوري في تنفيذ عملية إجلاء إلزامي للسكان من منطقة دونيتسك شرقي البلاد التي تشهد قتالاً ضارياً مع روسيا.
وقال زيلينسكي، في خطاب تلفزيوني، إن مئات الآلاف من الأشخاص الذين ما زالوا في مناطق القتال بإقليم دونباس الأكبر، والذي يضم دونيتسك إضافة الى منطقة لوغانسك المجاورة، بحاجة إلى المغادرة.
وأضاف “كلما غادر المزيد من الناس منطقة دونيتسك الآن، قلّ عدد الأشخاص الذين سيكون لدى الجيش الروسي وقت لقتلهم” مضيفا أنه “سيتم منح السكان تعويضات”.
وعن أهداف دعوة زيلينسكي إلى تنفيذ عملية الإجلاء قبل الشتاء، قال المحلل السياسي والأكاديمي في العلاقات الدولية، مصطفى خالد المحمد، إن دعوة الرئيس الأوكراني لسكان دونباس الموالين لروسيا لمغادرة المنطقة “لا تؤدي إلا الى تفاقم الخلاف بين كييف وجنوب شرق البلاد، فالدعوة التي وجهها ليست طوعية بل إجبارية، أي أنه يستقطب السكان لغايتين، الأولى كسب العديد من الشبان الذين سيجندهم للقتال بعد فقدانه العديد من الجنود في الحرب”.
وأوضح المحمد أن الغاية الثانية من وراء دعوة زيلينسكي هي “منع أو تعطيل روسيا من تنفيذ مرحلة الدمج بإعطاء الجنسية الروسية للسكان الذين يعيشون في الدونباس، وذلك اعتقاداً من زيلينسكي أن روسيا ستستغل السكان المجنسين في كسب انضمام فعلي ومعترف به عالميا للمنطقة من خلال استفتاء شعبي إذا ما طلبت الأمم المتحدة ذلك”.
وأكد المحمد، أن عملية التجنيس الروسية لشعوب الدونباس هي وسيلة ليست جديدة من وسائل الضغط، موضحا أن “موسكو فعلت ذات الشيء في أوستيتا الجنوبية، وهو نوع من الضغط السياسي ومقدمة لأي تدخل روسي محتمل لتلك المناطق حتى إذا حصلت على الاستقلال، ولتبرير أي تدخل روسي حال إخلال أوكرانيا بأي اتفاق قد يتم التوصل اليه في المستقبل”.
وتابع “برأيي يؤكد تصريح زيلينسكي تماما بأنه يسعى لتدمير منطقة الدونباس ككل من خلال هجمات عسكرية ضخمة، وتحسبا لعدم استغلال روسيا أمام المجتمع الدولي الضربات التي ستشنها كييف على إقليم دونباس بأنها تستهدف المدنيين، لذا يقوم زيلنسكي بالإجلاء ليعلنها منطقة عسكرية روسية يُسمح له باستهدافها بكافة أنواع الاسلحة الثقيلة والمتطورة”.
واستخدمت أوكرانيا خلال الأيام الماضية أنظمة صواريخ بعيدة المدى حصلت عليها من الغرب لإلحاق أضرار جسيمة بثلاثة جسور عبر نهر دنيبرو في الأسابيع الأخيرة، ما أدى إلى عزل خيرسون.