وسط القاعة الرئيسة في مجلس النواب العراقي الذي اقتحمه متظاهرو التيار الصدري، يوم السبت الماضي، معلنين اعتصامهم المفتوح، يتوسط الشبان، علي محمد وأحمد علاء وحسين علي، بهو القاعة التي يجري فيها تشريع القوانين، والتصويت على الرئاسات الثلاث، وتشكيل الحكومة في بلادهم، قبل إخلاء البرلمان من قبل المتظاهرين، مطلع أغسطس (آب) الحالي.
ابتسامة النصر المؤكد
يقف الشبان الثلاثة بابتسامة عريضة تدل على نصر مؤكد، بينما يتلقط شخص رابع صورة جماعية لهم، يقولون إن اعتصامهم في مجلس النواب كان بحثاً عن مستقبل أفضل للعراق والعراقيين، مؤكدين أنهم رهن إشارة "زعيم الإصلاح"، في تلميح إلى زعيم التيار مقتدى الصدر.
على مقربة من هؤلاء الشبان، وقف عباس فاضل، وهو صاحب سوبرماركت في إحدى مناطق العاصمة بغداد. يقول إن "التظاهر حق مشروع، وهدفنا هو الإصلاح ونصرة العراق"، مبيناً أن "السياسيين في العراق لم يعملوا من أجله، ولا يبنون البلاد، بل زاد في عهدهم الخراب والفساد وسوء الخدمات".
وانتشر أنصار زعيم التيار الصدري منذ اقتحامهم مبنى مجلس النواب العراقي وحتى إخلائه، في أروقة المبنى وخارجه، بينما رفعت صور الصدر واللافتات التي تدعم توجهاته وتؤيده.
مشاهد غير مألوفة
في مشاهد غير مألوفة بالمنطقة شديدة التحصين، حيث يقع مقر الحكومة العراقية والبعثات الدبلوماسية، يتجول بائعو الشاي والآيس كريم وأرصدة التليفونات في المنطقة الخضراء التي كان محرماً على غالبية العراقيين دخولها، بينما يحرص آخرون على التقاط الصور التذكارية أمام فخامة الأبنية، في حين يقدم فريق ثالث من المتطوعين وجبات الطعام إلى المتظاهرين مجاناً.
يفترش كثير من المحتجين حدائق مبنى البرلمان، بينما لم تخلُ تظاهرة التيار الصدري من المظهر العشائري، إذ تعبر بعض العشائر العراقية عن تأييدها عبر مسيرات ولافتات داعمة لزعيم التيار الصدري في مشهد غريب أيضاً عن المنطقة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
من جهتها، أكدت "اللجنة المركزية لثورة عاشوراء" التابعة للتيار الصدري استمرار الاعتصام، مبينة أن إخلاء مجلس النواب جاء للحفاظ على ممتلكات الشعب.
وقالت اللجنة في بيان مقتضب، "وردتنا استفسارات بخصوص تصريحات البعض حول أن هناك انسحاباً من بناية مجلس الشعب"، مضيفة "أيها الأحبة، لا يوجد انسحاب، فالاعتصام مستمر، والإخلاء هو للحفاظ على ممتلكات الشعب ولتنظيم تفويج أعداد المعتصمين الوافدين من داخل بغداد وخارجها".
قضية واحدة
لم يقتصر حضور متظاهري التيار الصدري على أهالي بغداد فقط، إذ شهدت التظاهرات وجود أتباع التيار من محافظات وسط العراق وجنوبه، وهو ما يؤكده المواطن البصراوي مجتبى إبراهيم بالقول "جمعنا حب الصدر والعراق وعلى نهجه سائرون".
ويضيف إبراهيم، الذي جاء من البصرة، "هدفنا قضية واحدة، هي إزاحة الطبقة الفاسدة من السياسيين ومحاسبتهم"، مشيراً إلى أن "العراقيين أصبحوا لا يطيقون هذه الطبقة منذ تغيير النظام السياسي في العراق عام 2003". وتابع "من خلال التظاهرات، تعرفت إلى كثير من الشباب المصلح في مختلف مناطق ومحافظات العراق".