أطلقت قوات الأمن في مدينة السليمانية بإقليم كردستان العراق، السبت السادس من أغسطس (آب)، الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات المتظاهرين الذين تجمعوا في وسط المدينة احتجاجاً على الفساد وتردي المعيشة، واعتقلت لفترة وجيزة نواباً من حزب كردي معارض كانوا قد دعوا للتظاهرة.
ودعا حزب "الجيل الجديد"، وهو حزب كردي معارض، إلى تظاهرة في مدينة السليمانية، ثاني أكبر مدن الإقليم، تنديداً بالفساد وتراجع الحريات.
وقبل أن تبدأ التظاهرة جرى نشر العشرات من سيارات الشرطة في وسط المدينة الواقعة في شمال العراق.
وما إن بدأ المئات بالتجمع في المكان، حتى قامت القوات الأمنية بإطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي عليهم لتفريقهم، وفق ما أفاد مراسل في وكالة الصحافة الفرنسية، مشيراً إلى أن قوات الأمن منعت الصحافيين من استخدام كاميراتهم للتصوير.
اعتقال النواب
وفيما كانوا متوجهين إلى التظاهرة، قامت قوات أمن الإقليم باعتقال ستة من نواب الحزب في البرلمان العراقي في أربيل والسليمانية، وفق ما أفادت رئيسة كتلة "الجيل الجديد" في البرلمان العراقي سروة عبد الواحد. كذلك اعتُقلت النائب عن برلمان الإقليم في مدينة رانيا.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأُفرج عن جميع النواب بعد بضع ساعات، حسب ما قالت عبد الواحد لوكالة الصحافة الفرنسية.
ونشرت على حسابها في "تويتر" صورةً لـ30 ناشطاً اعتقلوا في الأيام الأخيرة.
وأفاد بيان لحزب "الجيل الجديد" بأن "30 سيارة عسكرية مسلحة حاصرت مقر الحراك" في السليمانية قبيل التظاهرة، وحمّل البيان "سلطة الإقليم وحزبي الاتحاد والديمقراطي مسؤولية الحفاظ على حياة رئيس الحراك ونوابه وقيادييه"، مؤكداً "أبلغنا السفارات والأمم المتحدة بما يحدث".
"الوضع سيئ"
غالباً ما يندد ناشطون في مجال حقوق الإنسان بالاعتقالات التعسفية وانتهاك الحق في التظاهر وحرية الصحافة في إقليم كردستان.
وكان رئيس حراك "الجيل الجديد" شاسوار عبد الواحد كتب في تغريدة في الأول من أغسطس، أن "الوضع في إقليم كردستان سيئ، السلطات لا تقوم بمعالجة المشكلات، بل تزيد عليها. الفساد والفقر والبطالة وصلت إلى ذروتها. حكومة الإقليم لا تصغي إلى القوى المعارضة ولن تقوم بإجراء انتخابات جديدة. هل من خيار آخر أمامنا سوى التظاهر؟".
ويهيمن حزبان خصمان في إقليم كردستان الذي يقدم نفسه كواحة للاستقرار في بلد مزقته النزاعات على المشهد السياسي، هما الحزب الديمقراطي الكردستاني وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني تقودهما عائلتا بارزاني وطالباني.
ويأتي قمع هذه التظاهرة في وقت يقيم مناصرو الزعيم النافذ مقتدى الصدر اعتصاماً مفتوحاً في حدائق البرلمان العراقي، بعدما اقتحموا المنطقة الخضراء المحصنة في وسط بغداد.