يس عراق: بغداد
مع تصاعد المنافسة القوية من قبل النفط الروسي في السوق الهندي، والتي ادت الى ازاحة النفط السعودي حيث تمكن النفط الروسي من حجز المرتبة الثانية بقائمة الدول الاكبر توريدًا للنفط الى الهند، الا ان العراق وبالرغم من كون صادراته الى الهند تراجعت بنحو 10% الا انه بقي محافظا على موقعه كأكبر مورد الى الهند من النفط الخام.
واعتبرت الصحافة الهندية، ان العراق “لعب بذكاء” في سباق بيع النفط للاسواق الهندية مع اشتعال الحرب الروسية على اوكرانيا، حيث يبدو هذا اللعب الذكي يتمثل بتخفيض العراق اسعار نفطه الى الهند أسوة بروسيا التي بدأت تبيع نفطها الى الهند والصين باسعار ارخص لتعويض مافقدته في السوق الاوروبي والاميركي.
واوضحت صحيفة هندية، ان “الهند سخرت اعتمادها المفرط على النفط المستورد، لصالحها، حتى عندما ارتفعت اسعار النفط عالميا بسبب الحرب الاوكرانية، حيث خسرت السعودية امام روسيا في الاستجابة لسوق بيع النفط للهند”، وبحسب دراسة اعدتها وكالة “بلومبيرغ” الامريكية، فإن روسيا تفوقت على السعودية لتصبح ثاني اكبر مصدر للنفط الى الهند خلال شهر حزيران/ يونيو الماضي.
واوضح التقرير ان هذه التغييرات حدثت عندما لجأت روسيا الى بيع نفطها بسعر مخفض، مشيرا الى ان العراق من جهته “لعب بذكاء من خلال خفض سعر نفطه المباع للهند”.
وبين انه عندما قامت روسيا بغزو اوكرانيا في شباط/ فبراير الماضي، كانت مشتريات الهند من النفط الروسي محدودة كثيرا، بينما كان العراق والسعودية يسيطران على سوق مشتريات النفط الهندية، فيما فرضت سلسلة من العقوبات على روسيا بسبب الحرب.
وذكر التقرير انه خلال شهر اذار/ مارس الماضي، كان النفط الروسي يتدفق بشكل كبير الى الخزانات الهندية، الا ان النفط الروسي كان يباع بكلفة اكبر تقدر بنحو 13 دولارا للبرميل، مقارنة بالإمدادات التي توفرها السعودية من براميل نفط الى السوق الهندي.
واضاف ان اسعار النفط ارتفعت في هذه الاثناء، وتحديدا خلال شهري نيسان/ ابريل وايار/ مايو، واصبح سعر برميل النفط الروسي المخصص للهند ارخص من النفط السعودي خلال شهر نيسان/ ابريل، في حين ان العراق كان ما يزال يبيع النفط الاعلى تكلفة للهند، ولهذا فإن المخزون الروسي في الخزانات الهندية استمر في الزيادة بسبب السعر المخفض.
واوضح انه بينما لم تعمد السعودية الى اعادة التفاوض حول تسعير النفط للهند، فإن العراق قام بتخفيض اسعاره بشكل طفيف خلال شهري ايار/ مايو وحزيران/ يونيو الماضيين، وهو ما مكن العراق من ان يظل أكبر مصدر للنفط الى الهند في حين خسرت السعودية مكانتها لصالح روسيا.
ولفت التقرير الهندي الى ان براميل النفط الروسية اصبحت أرخص من البراميل السعودية من نيسان/ ابريل الى حزيران/ يونيو، وكبرت فجوة الفارق ما يقرب من 19 دولارا للبرميل في ايار/ مايو قبل ان تسجل تراجعا الى 13 دولارا في حزيران/ يونيو، اما النفط العراقي، فقد كان اغلى بنحو 9 دولارات للبرميل مقارنة بالخام الروسي في ايار/ مايو لكنه اصبح ارخص لاحقا.
وفق ذلك، فأن العراق كان يبيع نفطه ارخص بنحو 15 دولارًا عن سعر النفط السعودي والنفط العالمي، وبينما يصدر العراق 1.3 مليون برميل يوميًا الى الهند، فهذا يعني ان العراق ضحى بقرابة 20 مليون دولار يوميًا جراء بيع النفط بسعر ارخص الى الهند للمحافظة على المنافسة الصعبة مع النفط الروسي، واقناع الهند بشراء نفطه.
شارك هذا الموضوع: