كتب سعدون محسن ضمد:
هناك تفسيران للأزمة الحالية:
الأول؛ أن الكتل السياسية ومنذ 2003 لم تتّفق على معايير عمل فيما بينها، فعندما تلجأ جهة منها إلى الدستور والقانون، تلجأ الجهة المقابلة إلى التهديد بسلاحها أو استغلال نفوذها على مؤسسات الدولة، والعكس صحيح. ومن هنا، فما يجري الان هو محاولة لتوحيد معايير العمل، إما أن تُقاد الدولة بالسلاح والنفوذ، أو تُتْرك العنتريات جانباً، وتُقاد الدولة بالدستور والقانون.
كأن لسان حال القوم يقول: «تريدها بالقوة تعال للميدان حتى نعرف ياهو اقوى، تريدها بالقانون، اذاً اترك التهديد بالقوة والضغط على المؤسسات».
إذا كان هذا التفسير هو الصحيح فلا يمكن للقوى المستقلَّة أن تفعل شيئاً، بل تنتظر أن يتفق الأقوياء على ضوابط العمل.
التفسير الثاني، أن الأزمة في حقيقتها هي سعي لإيجاد سبيل يُنهي الانسداد السياسي، وفي هذه الحالة يمكن للقوى المستقلة أن تشترك، لكن بعد أن تخوض مباحثات جادة ومتكافئة مع الجهة الأقرب إليها، وتكون مخرجات هذه المباحثات قابلة للتطبيق ومعلنة، وعند ذلك يمكن توحيد الجهود والاقتراب من قوَّة تأثير الشرعية الجماهيرية.