بتوليفة سينمائية مختلفة، قدّمت الممثلة المصرية دنيا سمير غانم، أول عمل ببطولة مطلقة لها في السينما عبر فيلم “تسليم أهالي”، الذي استطاع أن يحقق ما يقرب من 17 مليون جنيه مصري (890 ألف دولار) منذ بداية عرضه في الأسبوع الأول من آب/ أغسطس الجاري.
وراهنت دنيا سمير غانم في فيلم “تسليم أهالي” على تصدر البطولة النسائية المطلقة التي تأخرت سنوات مقارنة بنجاح تجربتها في التلفزيون، حيث ركزت خلال الأعوام الماضية على تقديم عدد من المسلسلات بوصفها بطلة رئيسية، ومن بين تلك المسلسلات “لهفة” و”بدل الحدوتة 3″ و”في اللالالاند”، لكنها غابت عن السينما منذ آخر مشاركة لها في فيلم “لف ودوران” مع أحمد حلمي عام 2016.
وتطلب هذا الرهان من “دنيا” التركيز على تفاصيل البطولة الأولى؛ فاختارت شركاء نجاح تجربتها في “بدل الحدوتة 3″؛ وهم المؤلف شريف نجيب والمخرج خالد الحلفاوي والفنان هشام ماجد.
إلى جانب عدم اعتمادها فقط على اللون الكوميدي في الفيلم، بل ما تضمنه من مشاهد رومانسية وحركة أيضا.
ومن عناصر نجاح “تسليم أهالي” أيضا كونه يشهد التجربة السينمائية والتمثيلية الأخيرة لوالدتها الفنانة دلال عبد العزيز التي رحلت العام الماضي، بالإضافة إلى ظهور والد دنيا الفنان الكوميدي الراحل سمير غانم ليكون ضيف شرف. إلى جانب العديد من ضيوف الشرف الآخرين مثل لوسي وعمرو وهبة ومحمد ممدوح وأحمد فتحي وعبد الله مشرف.
قصور في السيناريو
ونجحت الحبكة الدرامية للفيلم بنسبة كبيرة في تقديم شخصية الأبطال “زاهية” التي ترغب في الزواج سريعا من خليل، ولكن في ليلة الزفاف يقعان في العديد من المواقف الكوميدية الخفيفة التي نجح المؤلف في تقديمها بإيقاع سريع حتى لا يمل منها الجمهور.
وأسهمت الكيمياء أيضا بين نجوم الفيلم الأربعة: دنيا سمير غانم وهشام ماجد ودلال عبد العزيز وبيومي فؤاد في إضفاء حالة من البهجة والتناغم، إلا أن النهاية لم تأت موفقة؛ إذ يشعر المشاهد بأن أحداث الفيلم انتهت بشكل مفاجئ، إلى جانب عدم منطقية بعض المواقف والأحداث داخل العمل.
جرأة محسوبة
ويعد طرح فيلم “تسليم أهالي” جرأة محسوبة للفنانة دنيا سمير غانم، حيث تنافس بفيلمها كبار النجوم الرجال مثل كريم عبد العزيز وأحمد عز في فيلم “كيرة والجن”، ومحمد عادل إمام بفيلم “عمهم”، وتامر حسني بفيلم “بحبك”، وهي الأفلام التي بدأ عرضها مع موسم عيد الأضحى السينمائي واستمرت حتى الموسم الصيفي الحالي.
ونجحت أيضا في إعادة المنافسة النسائية لشباك التذاكر بعد تراجعها سنوات، وبالتحديد منذ عام 2018، إذ كان آخر ظهور للوجوه النسائية كبطولة مطلقة في فيلم “أبلة طمطم” لياسمين عبد العزيز، الذي حقق إيرادات تخطت 10 ملايين جنيه مصري في 7 أسابيع عرض، والثاني هو “بلاش تبوسني”، من بطولة ياسمين رئيس وحقق 332 ألف جنيه مما أدى إلى رفعه من دور العرض.
ومنذ ذلك الحين، وحتى الآن اتجهت كل الأوجه السينمائية النسائية إلى الدراما التلفزيونية بحثًا عن الربح المضمون والجمهور المستمر، مثل ياسمين عبد العزيز ومنى زكي ومي عز الدين وهند صبري ومنة شلبي وغيرهن، ووجدن بالفعل الإقبال على أعمالهن الدرامية والنجاح الكبير لها.
نجمات البطولة
وتصدرت الوجوه النسائية “للأفيش” السينمائي (غلاف الفيلم) في مرحلة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، مثل فاتن حمامة وشادية وتحية كاريوكا، ثم ظهر بعدهن جيل سعاد حسني ونادية لطفي.
ولم تكن الأفلام تعتمد فقط على إتاحة الفرصة للنجمات في مقاسمة البطل بطولة العمل الفني، بل كانت الحبكة الدرامية للأعمال تعتمد على البطولة النسائية، ثم ظهر جيل آخر تصدرته نجلاء فتحي وميرفت أمين ثم نبيلة عبيد ونادية الجندي، حتى بدأت بعدهن البطولة النسائية في التراجع مع جيل يسرا وليلى علوي، فبدأت تتحول الممثلات إلى مجرد “سنّيد” (مشاركة في البطولة) إلى جوار البطل، ما عدا استثناءات قليلة مثل مي عز الدين وياسمين عبد العزيز ومنى زكي.
وربما نجاح دنيا سمير غانم في “تسليم أهالي” يحمس شركات الإنتاج على منح الفرص مجددا للممثلات في خوض تجربة البطولة والمنافسة أمام السينما الذكورية.