أكد الصدر أنه اعتزل السياسة اعتزالاً شرعياً (كرار عيسى/الأناضول)
وجّه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، أنصاره بالانسحاب من مبنى البرلمان خلال ساعة واحدة فقط، منهياً اعتصاماتهم التي امتدّت لشهر كامل داخل المنطقة الخضراء وسط العاصمة بغداد، معتبراً أنها خرجت عن سلميتها، فيما توقف إطلاق النار داخل المنطقة الخضراء وبدأ أنصار التيار بالانسحاب منها.
وجاء ذلك بعد يوم كامل من المواجهات الدامية، التي اندلعت أمس على إثر اعتزال الصدر العمل السياسي، إذ تظاهر المئات من أنصاره داخل المنطقة الخضراء وخارجها وفي المحافظات الأخرى، واشتبكوا مع أمن "الحشد الشعبي"، ما تسبّب بمقتل أكثر من 22 متظاهراً وجرح أكثر من 200، وسط ارتباك أمني خطير.
وظهر اليوم الثلاثاء، عقد الصدر مؤتمراً صحافياً ببلدة الحنانة بمحافظة النجف، أكد فيه، أنه "بغض النظر عمن بدأ الفتنة في الأمس، فأنا أمشي مطأطأ الرأس، وأعتذر للشعب العراقي الذي هو المتضرر الوحيد مما يحدث، فالقاتل والمقتول في النار".
وأضاف أن "وطني أسير للفساد والعنف معاً.. كنت آمل أن تكون احتجاجات سلمية وليس بالرصاص والقاذفات"، مشدداً على أنه "ما دام العنف شاب الثورة، فهي ليست بثورة أصلاً، ولا أقول بعد الآن ثورة، وأنا أنتقد ثورة التيار الصدري أيضاً".
وقال "ما زلت أومن أن التيار مطيع، وإذا لم ينسحب من الاعتصام من أمام البرلمان خلال مدة 60 دقيقة، فسأبرأ من التيار"، مؤكداً أنه "لا توجد تظاهرات سلمية بعد الآن ولا نريدها". وعن قرار اعتزاله السياسية، قال إنه "قرار نهائي ولا عودة عنه".
في غضون ذلك، توقفت المواجهات وإطلاق النار داخل المنطقة الخضراء وغيرها، وبدأ أنصار الصدر بالانسحاب من داخل المنطقة والمناطق الأخرى بشكل مباشر عقب كلمته.
انسحاب انصار #التيار_الصدري من #البرلمان و #المنطقة_الخضراء#العراق pic.twitter.com/Yly62VdqYv
— علاء حسين (@Alaa_hussein1) August 30, 2022
فيديو | الان انسحاب انصار التيار الصدري pic.twitter.com/Rqgy64I4mz
— انا العراق (@iraqii_im) August 30, 2022
وأعلنت قيادة العمليات المشتركة، رفع حظر التجوال في بغداد والمحافظات، وذكر بيان لخلية الإعلام الأمني أن "قيادة العمليات المشتركة قررت رفع حظر التجوال في بغداد والمحافظات".
من جهته، أثنى رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي على موقف الصدر، وقال في تغريدة له إن دعوته لوقف العنف "تمثل أعلى مستويات الوطنية والحرص على حفظ الدم العراقي، وكلمة سماحته تحمّل الجميع مسؤولية أخلاقية ووطنية بحماية مقدرات العراق، والتوقف عن لغة التصعيد السياسي والأمني، والشروع في الحوار السريع المثمر لحل الأزمات".
دعوة سماحة السيد مقتدى الصدر الى وقف العنف تمثل أعلى مستويات الوطنية والحرص على حفظ الدم العراقي . وكلمة سماحته تحمل الجميع مسؤولية اخلاقية ووطنية بحماية مقدرات العراق والتوقف عن لغة التصعيد السياسي والامني والشروع في الحوار السريع المثمر لحل الازمات.
— Mustafa Al-Kadhimi مصطفى الكاظمي (@MAKadhimi) August 30, 2022
بدوره، اعتبر رئيس مركز التفكير السياسي إحسان الشمري، قرار الصدر "خطوةً تجاه الحلّ السياسي".
خطوة تجاه الحل السياسي....
— د.احسان الشمري (@Ihssan_Shmary) August 30, 2022