يرفض سكان (باستي أحمد الدين)، وهي قرية باكستانية صغيرة محاطة بمياه الفيضانات بعد هطول أمطار موسمية غزيرة، ويقطنها 400 نسمة، المجاعة والمرض، مناشدات بالإخلاء، فيما اعتبروا ذلك مساساً بشرف نسائهم اللواتي سيختلطن بالغرباء.
ويقول السكان لوكالة “فرانس برس”، إن “المغادرة إلى مخيم إغاثة يعني أن نساء القرية سيختلطن برجال خارج عائلاتهن، وهذا من شأنه أن ينتهك شرفهن”.
فيما ليس لنساء باستي أحمد الدين أن يدلين برأيهن في الموضوع.
وتقول شيرين بيبي، 17 عاما، عندما سُئلت عما إذا كانت تفضل الذهاب إلى أمان مخيم على أرض جافة “الأمر متروك لشيوخ القرية لاتخاذ القرار”.
وتبين الوكالة أنه “لم يتبق لدى عائلات (باستي أحمد دين)، سوى كميات قليلة من الطعام بشكل مثير للقلق، وقرروا تجميع وتقنين أي قمح وحبوب تمكنوا من إنقاذها بعد هطول الأمطار.
وقد ناشد العديد من المتطوعين الذين يأتون إلى القرية لتسليم حزم المساعدات السكان المغادرة بحثا عن الأمان، ولكن “دون جدوى”.
ويقول محمد أمير، أحد سكان القرية، “نحن بلوش، والبلوش لا يسمحون لنسائهم بالخروج”، في إشارة إلى المجموعة العرقية المهيمنة في القرية.
وأضاف أمير “يفضل البلوش أن يتضوروا جوعاً وأن يفعلوا ذلك على السماح لعائلاتهم بالخروج”.
في أجزاء كثيرة من باكستان المحافظة والأبوية العميقة، تعيش النساء في ظل نظام صارم لما يسمى بالشرف، ويحد ذلك بشدة من حريتهم في التنقل وكيفية تفاعلهم – إن وجد – مع رجال خارج أسرهم، ويمكن حتى قتل النساء لجلبهن “العار” من تفاعلهم مع الرجال أو الزواج من شخص يختارونه، بدلا من أسرهم.
وتوضح “فرانس برس” أنه “وبدلا من اصطحاب عائلاتهم إلى هناك، يقوم رجال باستي أحمد الدين برحلة مكلفة بالقارب إلى أقرب مخيم إغاثة للحصول على المساعدات والإمدادات مرة واحدة في الأسبوع.
ويقول شيوخ القرية، وجميعهم من الرجال، إنه “من المقبول فقط أن تغادر النساء في حالات الطوارئ مثل اعتلال الصحة”.
ويقول أحد كبار السن ويدعى مريد حسين إنهم “لم يخلوا خلال الفيضانات الكارثية الأخيرة في عام 2010”.
ويضيف حسين “نحن لا نسمح لنسائنا بالخروج. لا يمكنهم البقاء في تلك المخيمات. إنها مسألة شرف”.
وتضرر أكثر من 33 مليون شخص في باكستان بالفيضانات التي تسببت بها أمطار موسمية قياسية فاقمها التغيّر المناخي. وتسببت الفيضانات بمقتل 1300 شخص على الأقلّ وجرفت منازل ومتاجر وطرقات وجسورا.
وأنشأت منظمة الصحة العالمية مع شركائها أكثر من 4500 مستوصف ميداني، وتمّ توزيع أكثر من 230 ألف اختبار سريع للإسهال المائي الحاد والملاريا وحمى الضنك والتهاب الكبد والشيكونغونيا.