مساعٍ حثيقة لزيادة إنتاج النفط لتلبية احتياجات السوق العالمية (فرانس برس)
شكك خبراء طاقة في جدوى التوجه الحكومي في العراق نحو عمليات مسح من أجل استكشاف النفط في مياه الخليج العربي.
وقال وزير النفط العراقي إحسان عبد الجبار إسماعيل، أول من أمس، إن بلاده تقترب من تنفيذ عمليات مسح للرقعة البحرية في المياه الإقليمية العراقية بالخليج العربي، لوجود توقعات بأنها تضم تراكيب هيدروكربونية، في إشارة منه إلى وجود مكامن نفط أو غاز فيها.
وتشهد المياه العراقية في الخليج، والمجاورة للكويت وإيران، منذ فترة نشاطاً واضحاً لشركات نفط عالمية تشارك في ورش وفعاليات تقيمها وزارة النفط وشركة سومو العراقية، الذراع القابضة لعمليات تصدير النفط العراقي عبر الخليج العربي وميناء جيهان التركي.
الإعلان الرسمي العراقي، قوبل بتشكيك من قبل مختصين وخبراء بالطاقة، اعتبروها خطوة استعراضية أو إعلامية أكثر من كونها واقعية أو اقتصادية، لاعتبارات عديدة، من أبرزها عدم امتلاك العراق القدرات الفنية اللازمة لإجراء مسوحات مماثلة، إلى جانب وجود مشاكل فنية عراقية في استثمار الحقول الموجودة والمكتشفة في البصرة وميسان والأنبار وديالى.
وقال الأكاديمي في معهد النفط بالبصرة محمد الوادي، لـ"العربي الجديد"، إن الإعلان يمثل خطة قديمة موجودة قبل عام 2003 ولم تنفذ، لكنها فعليا لا يحتاج إليها العراق في الوقت الحالي. وأضاف الوادي أن الجانب الفني في مجال التنقيب البحري غير متوفر، وهذا يعني أن الاتفاق مع شركة عالمية للتنقيب بالمياه العراقية في الخليج قد يكون له بعد سياسي على جيران العراق.
واعتبر أن بلاده ليست بحاجة إلى نفط في أعماق الخليج، وهناك عدد كبير من حقول النفط مكتشفة ومؤكدة غير مستثمرة تنتشر على طول الخريطة، في نينوى والأنبار وديالى وصلاح الدين وميسان والبصرة وحتى أطراف بغداد، إلى جانب حقول غاز مرصودة أيضا.
في السياق ذاته، وصف الخبير النفطي العراقي البارز حمزة الجواهري خطوة وزارة النفط بأنها "عبثية"، وأضاف في تصريحات نقلتها جريدة "العالم الجديد" العراقية المحلية، أن "لدى العراق أكثر من 60 حقل نفط وغاز تم استكشافها من دون استثمار، كما أن من غير المفيد الذهاب نحو هذه المنطقة البحرية المزدحمة تماما بالمنشآت النفطية العراقية للتصدير والناقلات التي تذهب إلى الموانئ الكويتية والسفن الذاهبة إلى الموانئ الإيرانية، فمن الصعب جدا إجراء أي عمليات استكشاف هناك".
ويبين الجواهري أن "المنطقة التي يراد الاستكشاف فيها تشهد صراعا وخلافا بين العراق وإيران والكويت، وأي استكشاف فيها سيكون مشتركا بين هذه الدول الثلاث، فلا يوجد شيء للعراق وحده في تلك المنطقة، ولذا نقول إن خطوة وزارة النفط عبثية ولا جدوى اقتصادية فيها".
في السياق ذاته، كشف وزير النفط إحسان عبد الجبار إسماعيل، أول من أمس، عن بناء ثلاث ناقلات بحرية بتقنيات ومعدات وأجهزة متطورة. وقال إسماعيل في بيان، إن "امتلاك الوزارة وشركة النفط الوطنية لهذه الناقلات خطوة متقدمة لتقليص النفقات المالية، ويعتبر توفيراً للعملة الصعبة التي كانت تسدد للشركات الأجنبية".