مهرجان دهوك للعنب... تسويق وتعارف وسباق على أكبر العناقيد

آخر تحديث 2022-09-29 00:00:00 - المصدر: العربي الجديد

مهرجان العنب السنوي في دهوك العراقية (العربي الجديد)

شهدت مدينة دهوك بإقليم كردستان العراق، قبل أيام، فعاليات الدورة الخامسة عشرة من "مهرجان العنب" السنوي، والذي يجمع العشرات من أصحاب مزارع العنب في المحافظة التي تشتهر بزراعته، وتعد "سلة العنب" في العراق.
وشارك في الدورة الجديدة من المهرجان 40 مزرعة متخصصة في إنتاج العنب والعديد من مشتقاته، كما حضره المئات من الزوار الذين أقبلوا على شراء الفاكهة المحببة للكثيرين، وغيرها من المنتجات مثل العنب المجفف "الزبيب".
ويهدف المهرجان السنوي الذي يستمر لعدة أيام، بحسب اللجنة المنظمة، إلى مد جسور من التواصل بين المزارعين من جهة والمشترين والتجار من جهة أخرى.

 داخل أروقة المهرجان الذي أقيم داخل أحد مراكز التسوق، وضع المزارعون المشاركون إنتاجهم من أنواع العنب المختلفة على طاولات شبه مستديرة، ووصل العدد إلى نحو مائة نوع، من أشهرها "السنجاري" و"الزرك" و"الطائفي" و"الحلواني" و"الخاتوني" و"المون دروب" و"أصابع الساحرة"، وغيرها من الأنواع المحلية التي تتباين حسب شكلها، وحجمها، وألوانها، ومواسم قطافها، فضلا عن تباين طرق رعايتها وسقيها.

قضايا وناس

التحديثات الحية

وتفيد الأرقام الرسمية الصادرة عن مديرية زراعة دهوك، باحتواء المحافظة على 38 ألف دونم من الأراضي المزروعة بالعنب، وأن الإنتاج السنوي لهذه الأراضي يقدر بـ77 ألف طن من مختلف أنواع العنب.
ويقول زبير أحمد، وهو أحد الفلاحين المشاركين في المهرجان، إنه يمكنه أن ينتج من مزرعته أكثر من خمسة أطنان من العنب سنوياً، ويضيف في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن "حقلي ينتج أجود أنوع العنب، وأحياناً يصل وزن العنقود الواحد إلى ثلاثة كيلوغرامات".
ويؤكد مدير دائرة البستنة في محافظة دهوك، أمجد عبيد، لـ"العربي الجديد"، أن "المهرجان السنوي يحقق الغاية التي تقرر إقامته من أجلها، وهي توفير فرصة لالتقاء منتجي العنب مع المسوقين والمشترين، إذ تعتبر أزمة تسويق العنب من أبرز المعوقات التي تواجه منتجيه".

الصورة

يتبارى المشاركون في عرض إنتاجهم من العنب (فيسبوك)

وتتعدد الأسباب التي تجعل من محافظة دهوك بكردستان العراق موطناً للعنب، ومن بينها أسباب جغرافية ومناخية، إذ يُزرع العنب في المناطق الجبلية ذات المناخ الملائم لأشجار العنب، كما أنها تتيح سهولة عملية قطفه التي تحتاج إلى عناية خاصة، ويساعد المناخ المعتدل الذي لا ترتفع فيه درجات الحرارة كثيراً على إمكانية قطف العنب على فترات متعددة، ما يساعد المنتجين على التمكن من تسويقه، إذ لا يمكن بيع المحصول كله خلال فترة زمنية قصيرة، كما أنه من الفواكه التي لا يمكن الاحتفاظ بها طويلا بعد قطفها، فضلاً عن أسباب اجتماعية تجعل من زراعة العنب مزاجاً عاماً، فلا يكاد يوجد منزل في دهوك لا يحوي شجرة عنب.

الصورة

معرض للعسل الجبلي على هامش مهرجان العنب في دهوك (العربي الجديد)

وتمكنت كلية دهوك الزراعية، بالتعاون مع بعض المزارعين، من إنتاج 12 صنفاً جديداً من العنب، والذي لا يتوفر إلا في المحافظة.
ورغم جودة المنتجات التي طرحت في المهرجان، يؤكد عدد من المزارعين تضرر المحصول بسبب نزوح كثير من السكان من نحو 500 قرية في مناطق شمال أربيل وشرق دهوك، هرباً من العمليات المسلحة لعناصر حزب العمال الكردستاني التركي المعارض، والذي يتخذ من المناطق الحدودية مقراً له منذ سنوات.
ويقول فرهاد علي، وهو فلاح من دهوك، إن تلك القرى كانت تنتج أصنافاً جبلية مهمة من العنب الذي لا يتوفر في مناطق أخرى، لكن الأهالي تركوا قراهم بسبب تحويل حزب العمال الكردستاني الكثير من القرى إلى معسكرات، أو فرضه إتاوات على السكان"، مضيفاً أنه "رغم كل ذلك، فالكثير من تجار العاصمة بغداد وغيرها من المحافظات، اتفقوا على شراء كميات من العنب المعروض، والمنتجات المشتقة منه، وهذا الأمر يشجع على استمرار الإنتاج، والتوسع خلال السنوات المقبلة".
وتغرق الأسواق العراقية بأنواع من العنب المستورد، والتي يطغى عليها العنب الإيراني، ما يجعل الهم الأكبر الذي يواجه المنتجين المحليين هو تسويق محصولهم.

بيئة

التحديثات الحية

وجرى تداول مقطع فيديو على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيه فلاح يستوقف الزعيم الكردي، مسعود بارزاني، الذي افتتح المهرجان، قائلاً إن الفلاحين يخسرون كثيراً، مطالباً بإغلاق الحدود أمام العنب المستورد، وأنه يبيع نحو خمسين صندوقاً من العنب بأقل من مئتي دولار.
وإلى جانب العنب، تضمن المهرجان جناحاً خاصاً بـ"النحالين"، يقدم أنواع العسل المحلي المختلفة، حيث تنتشر في البيئة الجبلية بإقليم كردستان مزارع تربية النحل التي تعتمد على المصادر الطبيعية الغذائية الغنية، وتنتج أجود أنواع العسل في العراق.