يس عراق: بغداد
تتزايد الاحاديث الحكومية ونصائح خبراء الاقتصاد بضرورة تنويع الاقتصاد العراقي ومدى خطورة استمرار الاعتماد على النفط وسط توقعات بأن يتغير الطلب على النفط بحلول عام 2030، اي بعد 8 سنوات فقط.
ورغم هذه القناعة التامة، الا ان شيئًا لم يحدث من قبل الحكومات المتعاقبة للعمل وفق هذه القناعة، بينما يستمر العراق من الاقتراب من الخطر الذي تؤكد كل المعطيات على حتمية حدوثه مهما طال الزمن، فيما يصف المختصون أن “سد احتياجات الجيل الحالي يكون على حساب تنمية واحتياجات الأجيال المقبلة”، وهي جملة مخيفة.
ولعل واحد من فرص التحول الاقتصادي وتدارك خطورة الاعتماد التام على النفط، هو ان يقوم العراق بتصدير إضافة إلى النفط الخام البنزين وباقي المحروقات.
يقول المستشار الحكومي مظهر محمد صالح: “حالياً نحن نستورد البنزين لتحقيق الاكتفاء الذاتي، يجب أن نوجد بنية تحتية تحقق الاكتفاء وتصدر الفائض، وفي هذا الإطار يجب أن نذهب لتطوير قطاع البتروكيمياويات والتكرير، والفائدة هنا ستكون كبيرة، إذ إن تكرير برميل النفط الخام الواحد يمنحنا مشتقات تزيد عن قيمته من 5-7 مرات، وقطاع الطاقة مسؤول عن 50% من الناتج المحلي الإجمالي و93% من الموارد المالية و98% من التدفقات الأجنبية، وبالتالي يجب أن تُجرى إعادة هيكلة للقطاع النفطي”.
برميل النفط الخام الذي يبلغ 159 لترا، يمكن ان ينتج 73 لترا من البنزين، و38 لترا من الكاز، إلى جانب وقود طائرات بكمية تبلغ 14.82 لتر، فضلا عن غازات بترولية مسالة بكمية تبلغ 6.6 لتر، بالاضافة الى زيت الوقود الثقيل بكمية تبلغ 6.4 لتر، ومنتجات أخرى بكمية 25.8 لتر.
واذا احتسبنا بأسعار اليوم، فأن متوسط سعر لتر البنزين والكاز عالميا اكثر من 1 دولار لكل لتر، ووقود الطائرات 0.7 دولار للتر الواحد، واذا احتسبنا باقي المنتجات الاقل قيمة المتبقية بمتوسط سعر يبلغ 0.5 دولار للتر الواحد، فهذا يعني ان البرميل الواحد سيجلب ايرادات تبلغ اكثر من 110 دولارات جراء بيع التار البنزين والكاز الناتجة عن البرميل الواحد، واكثر من 10 دولارات من بيع وقود الطائرات، و20 دولارا جراء بيع التار المشتقات الاخرى، ليكون العائد من تكرير وبيع برميل النفط الواحد يبلغ اكثر من 140 دولارا للبرميل الواحد، فيما يبلغ سعر برميل النفط حاليا 90 دولارا للبرميل، مايعني ان الايرادات ستكون اكبر من ايراد تصدير برميل النفط بنحو 60%.
بعبارة اخرى اذا قام العراق بتكرير جميع براميل النفط التي يصدرها في الوقت الحالي والبالغة 3.3 مليون برميل يوميًا، وتصديرها على شكل مشتقات بدلا من تصديرها كنفط خام، ستبلغ ايرادات العراق اليومية 495 مليون دولار، اي قرابة 15 مليار دولار شهريًا، اما عند تصديرها كنفط خام فأن ايرادها سيكون قرابة 297 مليون دولار يوميا، او اقل من 9 مليار دولار شهريًا.