إقبال كثيف على حضور مباريات كأس العالم 2022 في المقاهي العراقية (الأناضول)
تشهد المقاهي والمطاعم العراقية حركة نشطة منذ انطلاق مونديال قطر 2022، إذ زاد شغف العراقيين بكرة القدم من إقبالهم على متابعة مباريات المونديال ودعم الفرق التي يشجعونها لساعات متأخرة من الليل، وسط أجواء رياضية ساحرة.
كما فرضت مباريات كأس العالم نفسها على مستوى تفعيل الحركة التجارية في سوق الألبسة الرياضية من جهة أخرى.
دخل مضاعف
يرى أصحاب مقاهٍ أنّ موسم كأس العالم هذا العام يعدّ فرصة جيدة للعاملين في المطاعم والمقاهي التي تقدم خدمة عرض مباريات المونديال، لأنّها تحقق دخلاً مالياً مضاعفاً خلال أوقات عرض المباريات.
وقال عامر العزاوي، وهو صاحب مقهى في بغداد، إنّ مباريات مونديال قطر فتحت العديد من الفرص لتشغيل أكبر عدد من العاملين سواء كانوا في المقاهي أو المطاعم أو حتى محلات بيع التجهيزات الرياضية الخاصة بالمنتخبات المشاركة في البطولة.
وأوضح العزاوي لـ"العربي الجديد" أنهم بدأوا تحضيراتهم قبل انطلاق المونديال، فوضعوا شاشات عرض كبيرة لاستقبال الزبائن، وتوفير وسائل المشاهدة الممتعة لهم، وعلى مدى أيام المونديال يحضر المتابعون، كل يشجع فريقه المفضل بكل روح رياضية وأجواء حماسية.
وأضاف أنّه في موسم كأس العالم تجهز المقاهي العدّة من خلال ترتيبات خاصة لهذا الحدث العالمي الذي يتكرر مرة كلّ أربع سنوات، وتجهيز أماكن خاصة وشاشات متعددة لنقل المباريات على الهواء مباشرة، وتلبية طموحات الشارع الرياضي المحلي الذي يحرص على حضور المباريات بشكل جماعي خاصة في المقاهي، رغبة بنيل أجواء حماسية خارج منازلهم.
وأكد أن حضور مجموعات الشباب إلى المقاهي لمشاهدة المباريات يحقق أرباحاً جيدة تصل إلى أضعاف ما تكون عليه خلال الأيام الأخرى، خاصة أنّ الإقبال وصل إلى مرحلة الحجز المسبق من أجل ضمان مكان مناسب للمشاهدة.
مشاهدة المباريات
أعداد كبيرة من الشباب تتوافد إلى صالات المقاهي والمطاعم في العراق للاستمتاع بمشاهدة مباريات مونديال كأس العالم قطر 2022، وفي حديثهم لـ"العربي الجديد"، أوضح عدد منهم الأسباب التي تدفعهم للتوجه إلى المقاهي لمشاهدة المباريات.
وقال أحمد صباح، إنّ ما يدفعهم للمشاهدة في المقاهي هو الاستمتاع جماعياً بالمباريات، فضلاً عن حماس التشجيع الذي يجدونه هناك. وأشار صباح إلى أنّ التكاليف المالية في المقاهي ليست باهظة، خاصة أنّ الكثير من الشباب لا يمكنهم الاشتراك في باقات قنوات عرض المونديال، مما يدفعهم للمشاهدة الجماعية.
وبحسب صباح فإن أغلب المقاهي قامت بالترتيبات اللازمة وتوفير وسائل عرض المباريات بشكل جيد وسط أجواء مناسبة، من خلال وضع أعلام البلدان في أوقات مبارياتها، فضلاً عن تقديم كافة خدماتها من مشروبات ومأكولات وتسلية، بالإضافة إلى أجواء الفرح والتفاعل ضمن عرضها مباريات كأس العالم.
ولفت إلى وجود تباين للفئات العمرية التي ترتاد تلك الأماكن، موضحاً أنّ العشرينيين والثلاثينيين هم الأكثر اهتماماً، إذ وجدوا في المقاهي فرصة لتغيير الأجواء ومتابعة المونديال.
أما علي العامري، فانتقد استغلال بعض المقاهي أحداث المونديال، من خلال رفع الأسعار، وفرض رسوم على مشاهدة المباريات، بغض النظر عن طلبات الأكل والشرب. وشدد العامري على أهمية أن تكون هناك رقابة من قبل الجهات المعنية وتحديد الأسعار لتجنب استغلال وجشع بعض أصحاب المقاهي والمطاعم.
الاستفادة من تجربة قطر
من جانبه، يرى الخبير الاقتصادي، أحمد عبد ربه، أنّ استثمار القطاع الرياضي هو جزء مهم لتحقيق الدخل والإيرادات باعتباره من القطاعات المهمة التي تحقق إيرادات كبيرة من خلال الاستثمار الرياضي وتحريك بقية القطاعات الاقتصادية كالنقل والمواصلات والمطاعم والمقاهي والأسواق.
وقال عبد ربه، من خلال حديثه لـ"العربي الجديد" إنّ تنظيم قطر مونديال كأس العالم 2022، خلق إضافة مهمة في المنطقة، ولم تقتصر فوائد المونديال على قطر فحسب، إنما انعكست على البلدان الأخرى من حيث الرحلات الجوية وتذاكر الطيران، فضلاً عن إنعاش المطاعم والمقاهي في هذه البلدان ومنها العراق.
وأشار إلى أنّ هناك حركة اقتصادية كبيرة تشهدها المحافظات العراقية في المطاعم والمقاهي والمولات والأسواق المتخصصة بالتجهيزات الرياضية.