اتسعت ظاهرة الكلاب السائبة في الأحياء السكنية لمدينة الموصل (يونس كيليس/الأناضول)
أعلنت السلطات المحلية في محافظة نينوى، شمالي العاصمة العراقية بغداد، يوم الإثنين، تنفيذ حملة لمواجهة الكلاب السائبة، إثر هجوم لها تسبب بإصابة 9 أطفال بجروح مختلفة.
ولا تملك السلطات العراقية أية حلول مستدامة لمواجهة الظاهرة المتفشية، وتقوم بشكل بدائي، يصفه البعض بـ"الوحشي"، بحملات منتظمة لقتل كلاب الشوارع بواسطة فرق من الشرطة والجيش، تستخدم بنادق الكلاشنكوف لإطلاق الرصاص عليها، أو تقوم بوضع السم في طعام تدسه بمناطق وجودها، ثم تجمع جثث الكلاب النافقة لدفنها خارج المدن.
ووفقا لقائم مقام قضاء الموصل أمين الفنش، فإن "الكلاب السائبة توجد بكثرة في منطقة العبور، وهي من الأحياء العشوائية التي تقع خارج حدود التصميم لمدينة الموصل، وخاصة قرب مناطق الطمر الصحي"، مشيراً إلى أن هذه المنطقة شهدت هجوماً من قبل هذه الكلاب على الأطفال أسفر عن إصابة 9 أطفال بجروح بليغة، مبيناً، في تصريح لمحطة إخبارية عراقية، أمس الإثنين، أنه "بعد الإبلاغ عن الهجوم، من قبل الأهالي، جرى تنفيذ حملة إبادة على مجاميع الكلاب السائبة".
وأشار الفنش إلى أن "الجهات المعنية بدأت بحملة قتل تلك الكلاب، وتنتظر أي أخبار من المناطق الأخرى التي تشهد وجود الكلاب السائبة، من أجل القيام بحملات لإبادتها، حيث تكون الفرق المختصة جاهزة للقيام بمهامها".
من جهته، أكد مدير مستشفى الموصل العام، مصطفى البدراني، أن "الإصابات خطيرة إثر هجوم الكلاب على العائلة في حي العبور غرب الموصل"، موضحاً، في بيان يوم الإثنين، أن "المصابين سيتعرضون للتشوهات الدائمة في الجسد".
واتسعت ظاهرة الكلاب السائبة في الأحياء السكنية لمدينة الموصل، بعد معارك تحريرها من تنظيم "داعش" عام 2017، وحذر عضو نقابة الأطباء في الموصل، علي الشمري، من مخاطر انتشارها على حياة الإنسان.
وقال الشمري، لـ"العربي الجديد"، إن "انتشار الكلاب جاء بسبب الظروف غير الطبيعية التي شهدتها المحافظة من انتشار للجثث تحت المباني المهدمة"، مؤكداً أن "كثرة الكلاب أثرت على تحرك الأطفال في الشوارع وحتى على ذهابهم إلى المدارس".
وأشار المتحدث ذاته إلى أنه "جرى خلال الفترة الماضية تنفيذ حملات للقضاء عليها، وجرى قتل كلاب، لكن مخاطرها ما زالت قائمة"، محذراً من أن "عضّة الكلاب إذا لم تعالج بشكل سريع فقد تؤدي إلى الوفاة، لا سيما أن أغلب هذه الكلاب تحمل أمراضاً مختلفة، وأخطرها مرض داء الكلب"، مشدداً على "ضرورة استمرار تنفيذ حملات قتل الكلاب للتخلص منها بشكل نهائي".