خطوة سياسية هي الأولى من نوعها بعد تشكيل الحكومة برئاسة محمد شياع السوداني (الأناضول)
في خطوة سياسية هي الأولى من نوعها بعد تشكيل الحكومة العراقية برئاسة محمد شياع السوداني، أعلنت حركة "وعي"، إحدى القوى العراقية الناشئة، معارضتها للحكومة الحالية، داعية زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى إنهاء اعتزاله السياسي، وتدارك الأوضاع الراهنة خشية انهيار الدولة العراقية.
وقال رئيس حركة "وعي" صلاح العرباوي، وهو عضو سابق في البرلمان العراقي، في مؤتمر عقده بمقر الحركة، إن "العمر الحقيقي للحكومة وللائتلاف الحاكم ليس 100 يوم، إنما عقدان من الزمن، ومع إدراكنا أن المعادلة السياسية القديمة لا يمكن أن تنتج شيئاً جديداً، لكننا لم نشأ الذهاب للمعارضة عند تشكيل الحكومة أملاً بالتغيير".
وأضاف العرباوي أن "منح المزيد من الفرص سيؤدي إلى مزيد من الانهيار والدمار، وأن هذه الحكومة نسخة طبق الأصل عن الحكومات السابقة، كما أن الأزمات المتراكمة والمتفاقمة، التي لم تستطع الحكومة الحالية وحاضنتها السياسية حلّها أو التخفيف من حدتها، ومنها أزمة انهيار العملة الوطنية، وأزمة تضخم القطاع العام، وأزمة الفقر، وهي الأعلى تقريباً بوجود ربع الشعب العراقي تحت خط الفقر، أزمة البطالة، آفة الفساد وسرقة القرن وغيرها".
ولفت رئيس الحركة إلى أن المعارضة السياسية "لا تستهدف إسقاط نظام الحكم، بل تغييره عبر الاستفتاء العام وبوسائل سلمية وديمقراطية، ولا تدعو إلى الفوضى المجتمعية والاحتجاج العنيف وتعطيل مؤسسات الدولة، إنما تهدف إلى صناعة احتجاجٍ سلمي منضبط ومنظم وواعٍ".
ودعا العرباوي الحكومة ومجلس النواب والقضاء إلى "إعادة هيبة الدينار العراقي، وخفض نسبة البطالة إلى النصف، وذلك بتوفير فرص عمل لا وظائف، وإيقاف قرارات الاستبعاد والاستبدال السياسي، وإعادة تدوير الوجوه الفاشلة والمجربة، والتزام إجراء الانتخابات المبكرة وعدم الالتفاف عليها، وإعادة الأموال المهربة والمسروقة وزجّ السراق والمهربين في السجون".
ورغم أن حركة "وعي"، التي تأسست عقب تظاهرات "تشرين" التي اندلعت في أكتوبر 2019، ترفع شعار المدنية والتغيير، إلا أنها لم تنضم إلى تحالف "قوى التغيير الديمقراطية" التي تحوي أغلب الكيانات السياسية والأحزاب الجديدة، عدا الحزب الشيوعي العراقي، فيما تتبنى الحركة خطاباً يصفه مراقبون بأنه "الأقسى" على الأحزاب التقليدية المعروفة.
في السياق، قال الناشط السياسي أيهم رشاد إن "خيارات العمل السياسي للقوى المدنية الجديدة متفرقة، وهناك عدد ليس بالقليل من خطوط العمل، منها المعارضة الشعبية والمعارضة السياسية، واللجوء إلى اقتحام العمل السياسي ومحاولة التغيير من الداخل، إضافة إلى التهديد باللجوء إلى الشارع والاحتجاج في الميادين".
وأكمل رشاد حديثه مع "العربي الجديد"، قائلاً إن "حركة "وعي" شاركت في الانتخابات البرلمانية السابقة ولم تحصل على نتائج جيدة، لذلك تجد نفسها حالياً أمام مفترق طرق في ظل استمرار ذات المناهج وطرق العمل السياسية للحكومة الحالية"، مبيناً أن "خيار المعارضة السياسية يحفظ للحركة جهودها السابقة، ويوفر لها الوقت الكافي لاتخاذ القرارات المستقبلية".
بدوره، بيَّن الباحث في الشأن السياسي العراقي، عبد الله الركابي، أن "معظم القوى المدنية والعلمانية في البلاد تشعر بالاستياء من حكومة السوداني، والهيمنة عليها من قبل الفصائل المسلحة والمليشيات وقوى الإطار التنسيقي، وما يرافق ذلك من مشاكل اقتصادية بسبب تراجع قيمة الدينار العراقي".
واعتبر الركابي، في اتصالٍ مع "العربي الجديد"، أن "حركة "وعي" دعت الصدر لإنهاء اعتكافه، ما يعني أن الدعم السياسي للصدر بدأ يظهر من غير الجماعات التي تنتمي إلى تياره، وقد تلتحق بالحركة كيانات أخرى، حتى يجد الصدر نفسه جاهزاً للعودة إلى العمل السياسي".