غابت الرسائل فحلق "بريد العراق" بأجنحة جديدة  

آخر تحديث 2023-02-21 00:00:00 - المصدر: اندبندنت عربية

لم يعد الصندوق الأصفر في عدد من شوارع بغداد ذا أهمية بل جزءاً من الماضي، حين كانت الرسائل تجمع من قبل مكاتب البريد المنتشرة في مناطق العراق المختلفة لتذهب بدورها إلى أرجاء العالم.

التكنولوجيا المتسارعة التي غزت المعمورة جعلت الرسائل التي كانت تستغرق أسابيع في الوصول إلى هدفها ترسل في لمح البصر، لكن هذا التطور المحموم لم يلغ دور مكاتب البريد، بل ألقى على عاتقها عبء مواكبة العصر، لكي تجد لها مهمات غير التي كانت تؤديها قبل عقود.

زمن آخر يجيء

لقد أصبح منوطاً بمكاتب البريد أن تتنافس في إيصال البضائع والمستندات عبر الطرود البريدية وخدمات أخرى غير مهماتها السابقة لتستقطب زبائن جدداً غير زبائنها القدامى.

أحمد علي يتلقى بين الحين والآخر طروداً بريدية من الولايات المتحدة يقوم بإرسالها شقيقه الذي يعيش هناك، عن طريق أحد المكاتب البريدية في بغداد، التي عادت بفاعلية للعمل خلال السنوات الست الأخيرة.

يرى علي أن المدة الزمنية التي تصل الطرود فيها إليه جيدة، خصوصاً من قبل الشركات الخاصة، إذ لا تستغرق أكثر من 14 يومياً، وإن كانت التعرفة مالية أكبر من الطرد الذي استلمه أخيراً عبر مكتب بريد العراق الحكومي.

وأضاف علي أن "البريد العراقي جيد وأكثر ثقة، لكنه يحتاج إلى سرعة أكبر في إيصال الطرود التي تسلم خلال 35 يوماً".

مضمار المنافسة

وتراجع عمل البريد العراقي خلال فترة التسعينيات بسبب العقوبات الدولية وانقطاع البلاد عن العالم، ومن ثم توقف سنوات عدة بعد عمليات السلب والنهب التي حدثت عام 2003 وأدت إلى تدمير عدد كبير من مكاتب البريد التي أعيد إعمارها وتأهيلها لاحقاً.

تحول عمل البريد العراقي خلال السنوات السبع الماضية إلى إرسال الطرود البريدية وطبع وتداول الطوابع والتوفير وخدمات أخرى يحاول تقديمها لجذب أكبر عدد ممكن من الزبائن، لا سيما في ظل هذا الكم الكبير من شركات القطاع الخاص، التي باتت منافساً جيداً للبريد العراقي الحكومي.

ويبدو أن التطور الإلكتروني وتشعب وسائل الاتصال المختلفة قللا من أهمية البريد في نقل الرسائل، إذ بات دوره مقتصراً على نواح محددة، مما يتطلب مزيداً من الجرأة لخوض المنافسة وخلق مجالات أخرى.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يعود تأسيس البريد العراقي إلى عام 1921، وهو تاريخ تأسيس الدولة العراقية الحديثة، لكن إرهاصاته الأولى كانت إبان حكم الدولة العثمانية وبالتحديد عام 1868، وبذلك يعتبر البريد العراقي من أقدم شركات البريد في المنطقة، وقد انضم إلى الاتحاد البريدي العالمي عام 1929.

ظل الموظفون البريطانيون على رأس مرفق إدارة البريد العراقي حتى مطلع أبريل (نيسان) عام 1923، حين تم تعيين أول مدير بريد عراقي، وبذلك التاريخ صدر أول منشور بريدي باللغة العربية، حيث كانت المنشورات البريدية قبل هذا التاريخ تصدر باللغة الإنجليزية، ثم عربت السجلات والاستمارات البريدية وتوسعت الإدارة في فتح دوائر البرق والبريد في العراق.

اتخذ البريد العراقي في بداية تأسيسه بناية البريد المركزي (القشلة) في منطقة الميدان، وهو ما زال قائماً حالياً باسم "مكتب بريد الأقصى"، ويعتبر اقدم بناية بريدية، فيما يعد مكتب بريد "سن الذبان" في مدينة الحبانية أقدم المكاتب، حيث تأسس عام 1921.

31 مليون دولار

في 2016 أصبح البريد شركة عامة وفقاً لأحكام قانون الشركات رقم 22 لسنة 1997، وبرأسمال يبلـغ 51 مليار دينار عراقي (31 مليون دولار)، ويبلغ عدد مكاتبه 369 مكتباً في عموم العراق.

يقول مدير قسم التبادل في البريد العراقي علي هادي، إن الشركة ترسل وتستقبل الرسائل البريدية من 192 دولة حول العالم، مشيراً إلى أن الشركة بصدد إدخال عدد من الخدمات البريدية للمواطن العراقي.

وأضاف أن "شركة البريد العراقي تقدم خدمات مختلفة لجميع أنحاء العراق، من ضمنها تسلم وتسليم رسائل وطرود ومسجلات من خارج العراق وتوزيعها في كل أنحاء البلاد، ومن ضمنها محافظات إقليم كردستان"، لافتاً إلى وجود 70 مكتباً بريدياً 12 منها مختصة بتسلم الطرود.

وأوضح أن النظام الذي تعمل به الشركة عالمي يعتمد على نظام (ibs) لتسجيل كل البريد الصادر من العراق والوارد إليه، مشيراً إلى أن الشركة لديها خدمات البريد العادي والسريع، فمن الممكن إرسال بريد إلى البصرة مثلاً في غضون 12 ساعة فقط.

وكشف عن "بعض الخدمات المقرر تقديمها مستقبلاً، ومنها توصيل جوازات السفر إلى المواطنين في منازلهم، وخدمات الصناديق الإلكترونية حيث يعلم المواطن من خلال تطبيق خاص بوصول رسائل له عبر صندوقه البريدي.

ويحتل البريد العراقي المرتبة 27 عالمياً ضمن التصنيف العالمي للبريد الذي صدر أخيراً.