من زيارة سابقة لوزير الخارجية العراقي لإيران (عطا كيناري/فرانس برس)
من المُنتظر أن يصل خلال الساعات المقبلة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى العاصمة العراقية بغداد، في زيارة رسمية يلتقي خلالها عدداً من المسؤولين العراقيين، إضافة إلى قيادات سياسية مهمة في البلاد.
وقالت مصادر حكومية مطلعة على أهداف الزيارة لـ"العربي الجديد"، إن من المرتقب أن يصل عبد اللهيان، خلال الساعات المقبلة إلى بغداد بزيارة رسمية، بناءً على دعوة وُجّهت له من نظيره العراقي فؤاد حسين في وقت سابق من هذا الشهر، وسيبحث عبد اللهيان في بغداد مع الرئاسات العراقية الثلاث وعدد من القيادات السياسية العراقية، الملفات المشتركة بين العراق وإيران، المتعلقة بالاقتصاد والأمن وغيرها من الملفات المشتركة.
وبيّنت المصادر أن الوزير الإيراني سيبحث في بغداد "تفعيل عدد من الاتفاقيات السابقة مع بغداد، خصوصاً المتعلقة بقضية الربط السككي، وملف المياه، وكذلك تأمين الحدود المشتركة، مع بحث ملف تسهيل دخول الزوار الإيرانيين إلى العراق، وكذلك تسهيل دخول الزوار العراقيين إلى إيران".
وأضافت المصادر الحكومية المطلعة أن الوزير الإيراني سيبحث خلال اجتماعاته مع المسؤولين العراقيين ملف الوساطة العراقية ما بين طهران والرياض.
من جهته، قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي عامر الفايز، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، إن الزيارة تأتي من أجل بحث التطورات على الساحة السياسية والاقتصادية في المنطقة والعالم، وكذلك بحث الملفات المشتركة بين البلدين، وتعزيز الشراكة والتعاون بهذه الملفات، وخصوصاً ملفات النفط، والطاقة، والمياه، والأمن، والاستخبارات، وغيرها.
وبيّن الفايز أن "ملف الوساطة العراقية ما بين إيران والسعودية، سيكون ضمن أجندة مباحثات وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، خصوصاً أن بغداد حققت نجاحاً كبيراً في هذا الملف، وهناك رغبة إيرانية – سعودية في إكمال هذه الوساطة، والعراق قادر على تحقيق نجاح أكبر خلال المرحلة المقبلة بهذا الملف، خصوصاً أن هناك مقبولية كبيرة لرئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني لدى الجانبين الإيراني والسعودي".
وأضاف أن "العراق قادر على المضي أيضاً بوساطة جديدة ما بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والولايات المتحدة الأميركية، وهذا الملف قد يكون ضمن مباحثات وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في بغداد، خصوصاً أن هذه الوساطة عُرضَت مباشرةً من قبل العراق على واشنطن، وكانت هناك ردود إيجابية بهذا الصدد"، وفقاً لقوله.
وتعمل حكومة السوداني بالنهج ذاته الذي عملت عليه الحكومة السابقة، برئاسة مصطفى الكاظمي، في ما يتعلق بملف العلاقات الخارجية للعراق. وأبرز نقاط هذا التطابق تظهر من خلال تأكيدات المسؤولين العراقيين عدم الانضمام إلى سياسة المحاور في المنطقة، ومحاولة أداء دور التهدئة، وهذا ما يُعتبر نافذة بالنسبة إلى الحكومة التي شكلها تحالف "الإطار التنسيقي" الحاكم في البلاد، الذي يوصف بأنه مُقرب أو مدعوم من طهران، لأن تقدم نفسها كوسيط بين مختلف الأطراف.