60% مصاحب و40% حر.. هل يحقق العراق الاكتفاء الغازي ويربح 6 مليار دولار بغضون 3 سنوات؟

آخر تحديث 2023-02-27 00:00:00 - المصدر: يس عراق

يس عراق: بغداد

قادت اولويات الحكومة الحالية برئاسة محمد شياع السوداني نحو استثمار الغاز في العراق، اهتمام المختصين لمناقشة مايمكن ان يحققه العراق بغضون 3 سنوات، بعد سنوات طويلة من معاناة العراق من استيراد الغاز الايراني وانتظار الضوء الاخضر من الجانب الاميركي والمغامرة لتجنب العقوبات، فضلا عن تحول قطاع الطاقة الكهربائية في العراق الى رهينة بيد الغاز الذي يستورده العراق والاوضاع الداخلية للجانب الايراني.

يمتلك العراق 1400 مقمق من الغاز المحروق، وهي كمية تعادل 82% مما يستورده العراق من ايران، فيما يبلغ العجز بالطاقة الكهربائية في العراق اكثر من 12 الف ميغا واط، وما ينتجه العراق ويستثمره العراق حاليا يبلغ 1500 مقمق يوميًا، وباستثمار جميع الغاز المحروق سيكون لدى العراق 3 الاف مقمق جاهزة، في حين تقدر الحاجة العراقية بـ5 الاف مقمق يوميا، مايعني ان العراق سيحتاج لألفي مقمق يوميا اضافية ربما سينتجها من الغاز الحر.

عضو لجنة النفط والغاز والثروات الطبيعية في مجلس النواب علاء الحيدري قال إن الحكومة بصدد التوجه لزيادة إنتاج الغاز لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتصدير الفائض منه، والاستفادة منه بالدرجة الأساس في توفير الطاقة الكهربائية، منوها بأن أغلب المحطات الكهربائية التي تعاقد العراق عليها مع شركة (سيمنس) سيكون الغاز أساسيا في عملها.

من جانبه، قال الخبير النفطي فرات الموسوي إن الغاز الطبيعي في البلد يقسم إلى المصاحب الذي يشكل نسبة 70 بالمئة، والحر الذي تبلغ نسبته 30 بالمئة، مشيرا إلى أن مجمل إنتاج الغاز الحالي يبلغ 3 آلاف مليون قدم مكعب قياسي  ( 300 مقمق).

وبين أن الإنتاج الحالي من الغاز يصل تقريبا إلى 1600 مليون قدم مكعب قياسي، والباقي 1400 مليون قدم مكعب لا يزال يحرق، منوها بأن هناك مشاريع لاستثمار الغاز في الناصرية وميسان يمكن أن تضاف للإنتاج نهاية 2023 بحسب تقارير وزارة النفط.

وتابع الموسوي أن العام الحالي سيشهد المباشرة باستثمار حقول عكاز في الأنبار وسيبة في البصرة والمنصورية في ديالي، فضلا عن وجود مفاوضات لاستثمار الغاز في حقل أرطاوي مع شركة توتال الفرنسية للطاقة.

وأشار إلى أن العراق بحاجة إلى 5 آلاف مليون قدم مكعب قياسي للوصول إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي، وبذلك سيظل رهينا للاستيراد في ظل الزيادة السكانية والتوسع الصناعي والتجاري، موضحا أن جولة التراخيص النفطية الخامسة تحتاج لأربعة أعوام لتحقيق الاستثمار الأمثل للغاز بشكل كامل.

6 مليار دولار

من جانبه يرى الخبير الاقتصادي صفوان قصي، إمكانية تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز وتحقيق مبلغ قدره 6 مليارات دولار سنويا مع إمكانية تصدر الغاز وايصاله الى أوروبا.

وقال قصي ان “العراق يعد الثامن عالمياً من حيث احتياطات الغاز اذ يمتلك مايقرب من 132 تريليون قدم مكعب من الغاز، وهناك إمكانية لتحقيق الاكتفاء الذاتي من حاجة العراق من الغاز”.

وأضاف ان “هناك إمكانية لتصدير الغاز الى الخارج ولكن ارتفاع أسعاره عالميا وزيادة الطلب عليه تسبب بتوجه العراق نحو استثمار هذه الطاقة، وبإمكان العراق خلال ثلاث سنوات ان يقترب من تحقيق الاكتفاء الذاتي اذا ما احسن إدارة ملف الاستثمار في جذب شركات استثمارية عالمية لاستثمار هذه الطاقة”.

وبين ان “استثمار الغاز في العراق سيوفر مالايقل عن 6 مليارات دولار سنويا للاحتياجات المحلية، في حين ان عملية التصدير ترتبط بانشاء بنية تحتية لعملية تصدير الغاز المصاحب من حقول الانبار وديالى والبصرة وبإمكان ربط العراق بقارة أوروبا عبر حقول الانبار وكردستان وديالى لخلق حالة من التنزع في تصدر الغاز”.

واذا ما استثمر العراق غازه المصاحب البالغ 3 الاف مقمق يوميا بالكامل، فسيشكل 60% من مجمل كميات الغاز التي يحتاجها، فيما يتم تعويض المتبقي الـ40% عبر حقول الغاز الحر.

شارك هذا الموضوع: