منتخب شباب العراق بات قريباً من اللقب الآسيوي (العربي الجديد/Getty)
يواجه المنتخب العراقي نظيره الأوزبكي، السبت، في نهائي كأس آسيا للشباب، المقامة حالياً في أوزبكستان، في اللقاء الذي سيحتضنه ملعب "ميلي ستاديوم".
وبلغ "ليوث الرافدين"، المباراة النهائية، بعد تجاوز عقبة اليابان في نصف النهائي بركلات الترجيح بنتيجة (5 - 3)، بعد التعادل في الوقتين الأصلي والإضافي (2 - 2)، في وقت بلغ الأوزبكيون المشهد الختامي بعد الفوز بركلات الترجيح (3 - 1) على كوريا الجنوبية، بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي.
وسيحاول المنتخب العراقي الظفر باللقب الذي غاب عن خزائنه لـ23 عاما، حيث كان أخر تتويج لهم في عام 2000 بالنسخة التي أقيمت حينها في إيران، بعد الفوز على اليابان في اللقاء النهائي.
مواجهة صعبة لمنتخب العراق
في تصريح خاص لـ"العربي الجديد"، أكد حسن أحمد، المدرب السابق لمنتخب شباب العراق، أن مواجهة أوزبكستان في نهائي بطولة آسيا لن تكون سهلة، في ظل دعم الجمهور لصاحب الأرض.
وأضاف في تصريحه: "هناك بعض الأساليب والواجبات التي من الممكن أن تسهل اللقاء على منتخبنا، كما حدث في لقاء اليابان، من خلال التركيز على الكرات الثابتة وبعض الحالات الفردية، خصوصا بتواجد لاعبين مميزين على المستوى الفردي، مثل علي جاسم. بكل تأكيد الكادر الفني لمنتخب شباب العراق قرأ المنافس بشكل جيد، ويجب علينا تقسيم اللقاء لفترات، ولا يمكن أن ننفتح ونلعب بشكل هجومي من البداية، الأمر الذي يكلفنا تلقي الأهداف، لذا يجب أن نلعب بتحفظ".
وواصل المدرب حديثه قائلاً "التحفظ هو عدم المجازفة واللعب بواقعية. ونحاول أن نبطئ ريتم المواجهة مع عدم حدوث ثغرات دفاعية والاعتماد على تحصين الخط الخلفي. منافسنا في هذا اللقاء لديه مشكلة في التمركز بالكرات الثابتة، مع ضرورة التركيز على التسديد من مسافات بعيدة. أنا مطئن أنه إذا طُبقت هذه الملاحظات فسنحسم اللقاء، لكن الأمر لن يكون سهلا بكل تأكيد".
ضغط الجمهور الأوزبكي
من جهته، قال المحلل الحالي وحارس مرمى منتخب العراق السابق إبراهيم سالم، أن أصعب ما في اللقاء هو تواجد الجماهير الأوزبكية التي دائما ما تعمل على الضغط على الحكام والفريق المنافس.
وقال في تصريحات لـ "العربي الجديد": "كانت لي تجربة مع المنتخب الأولمبي العام الماضي عندما كنت مدربا لحراس منتخب العراق، الجمهور الأوزبكي صعب جدا يركز على ضغط اللاعبين والحكام، أتمنى من لاعبينا التركيز على اللقاء فقط. نملك لاعبين جيدين والجهاز الفني لديه دراية كاملة بالأمور الفنية المهمة. أتمنى أن يدير اللقاء حكم من خارج قارة آسيا حتى لا يرضخ لضغوطات الجماهير".
الاستفادة من التكتيك الكوري
أكد المدرب العراقي حمزة داود، أن مباراة نصف النهائي الأخرى بين كوريا الجنوبية وأوزبكستان ستكون مفتاح الفوز للعراق في نهائي البطولة، وأضاف في حديثه: "يجب استثمار طريقة لعب الفريق الكوري والعمل على تعزيز خطوط الفريق تجاه دفاعات أوزبكستان التي تعاني من اللعب القوي داخل الجزاء".
وأضاف قائلاً "شاهدنا منتخب أوزبكستان يلعب الكرات الطولية بسبب الأسلوب الضاغط للفريق الكوري، وهذا جانب آخر لا يوفر فرص حقيقية أمام الهدف. الجانب البدني سيكون منخفضا للفريقين بسبب الأشواط الإضافية التي خاضوها في نصف النهائي. أهم نقطة نستغلها في بناء الهجوم هي الجوانب والاحتفاظ بالكرة والتدوير ثم الدخول بأكبر عدد من اللاعبين داخل جزاء المنافس. الأرض والجمهور عاملان مرا على منتخبنا في لقاء دور المجموعات ولم يتأثر بهما. لدينا ثقة كبيرة في شبابنا بعد عبور منتخبات كبيرة ولم يبقَ سوى كأس البطولة".
حسابات خاصة للمواجهات النهائية
من جانبه، قال المدرب الحالي ونجم منتخب العراق السابق، علي صلاح، إن المنتخب الذي تقابله في دور المجموعات من المفروض أن تكون ربما عرفت نقاط القوى والضعف فيه، لكن تبقى للمباريات النهائية حسابات خاصة.
وقال في هذا الإطار "نملك منتخباً مميزاً لأنه تمكن من مجاراة منتخبات كبيرة وتفوق على اليابان في مواجهة نصف النهائي التي شهدت متغيرات تكتيكية كثيرة، لكن المنتخبات العراقية دائما ما تتفوق في المواجهات النهائية في ظل الإصرار الذي يملكه اللاعب العراقي مع الدعم الجماهيري والإعلامي الكبير. الكادر التدريبي قدم ما عليه وفي حال كانت النتيجة فوزا أو خسارة في اللقاء النهائي فقد قدم هذا المنتخب ما عليه".
وختم حديثه قائلاً "بعد هذه المستوى أتمنى أن يكون اللقب من نصيب شباب العراق لعودة البطولة إلى خزائننا بعد فترة طويلة من الغياب. الكرة العراقية بدأت تستعيد عافيتها بعد حصد المنتخب الأول للقب بطولة الخليج. نطلب المزيد من المجهود لعودة هيبة المنتخب العراقي عربيا وقاريا وحتى عالميا".
خبرة وثقة كبيرة
أما الدولي العراقي السابق والمدير الفني الحالي لفريق الحدود، عادل نعمة، فأكد لـ "العربي الجديد"، أن منتخب شباب العراق وخصوصاً في مواجهة اليابان فاز بالأداء قبل النتيجة، وقال نعمة "العامل الإيجابي هو الارتفاع في مستوى الأداء من لقاء إلى آخر، سيظهر الآن ليوث الرافدين بطريقة مغايرة عن مباراة أوزبكستان في دور المجموعات والتي خسرناها بهدف، بعد أن اكتسبوا خبرة وثقة كبيرة، واللاعبون نرفع عنهم الضغط الآن، بعد تحقيق إنجاز التأهل لكأس العالم ومن ثم بلوغ اللقاء النهائي".
وختم حديثه قائلاً "كسبنا جيلا مميزا من اللاعبين، هذا الجيل كان أمام مفترق طرق فإما الضياع في حال عدم التأهل لكأس العالم، أو كماحصل والحمد لله إذ باتت الأبواب مفتوحة أمامهم، سيحصل هؤلاء اللاعبون على استحقاقهم وسيشاركون مع أنديتهم في مسابقة الدوري ويكتسبون خبرة أكبر. بخصوص طريقة اللعب في اللقاء النهائي، فالمدرب أخبر بأدواته، لكن حسب رأيي يجب أن نستخدم أسلوب الضغط المرتفع إلى الأمام خصوصا أن لدينا لاعبين شبابا لديهم قدرة على ذلك، وهم ما كان واضحا خلال لقاء إيران واليابان".