2023-03-26T15:18:25.000000Z
عشرون عاماً مضت على غزو، إحتلال، تحرير، سقوط (سمه ما شئت) ولم يتم العثور على أسلحة الدمار الشامل التي كانت ذريعة هذه الحرب الطاحنة التي سبقتها أحد عشر عام من الحصار الإقتصادي الجائر، والسبب الرئيس لكل الحروب العبثية والحصار والغزو، هي سياسة الأنظمة السابقة والحالية التي إبتعدت كثيراً عن السياسة!
السياسة الأمريكية تجاه الدول التي إحتلتها وتدخلت بشؤونها خلال السنوات السابقة بدأت تتغير؛ وما حصل في أفغانستان بعد عشرون عاماً خير دليل فالإنسحاب الأمريكي لن يكون تكتيك أمني أو قتالي، بل الخلاص من ورطة تؤدي إلى إنهيار داخلي.
ربما نشهد خلال الفترة المقبلة تخلي أمريكي عن تأييد الإخوة الكورد وإنتهاء مرحلة (الفيدرالية والحكم الذاتي) وهناك مرحلة جديدة ستشهدها عموم المنطقة، فالتقارب الإيراني السعودي والسوري السعودي بالتأكيد سيكون سقوطاً عكسياً للسياسات الأمريكية، لأن الوجود الروسي – الصيني بدأ يؤثر، والحرب الروسية الأوكرانية دخلت مرحلة جديدة.
قبل أيام إعترف رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير وأيضاً الرئيس الأمريكي جورج بوش بأن أسلحة الدمار المزعومة كانت كذبة وذريعة للإطاحة بالدولة العراقية وإضعافها؛ ولا نعلم هل تصريحات بلير وبوش تأتي لبراءة الذمة أم هناك غايات أخرى ومغزى آخر؟ أن موقع العراق الإستراتيجي محط إهتمام أمريكا وحلفائها، وأذا إلتفتنا يميناً ويساراً سنفهم حل اللغز .
قد تبدأ الولايات المتحدة حِراكاً لإتمام ما شرعت به بعد عام 1991 وسيتم تنفيذ أهدافها وبرنامجها في المنطقة، وسيكون العراق منطلقاً رغم نفي المسؤولين العراقيين بأنهم لن يسمحوا أن يكون العراق ساحة لصراع المحاور وتصفية الحسابات، لكن اللافت وحسب المؤشرات بأن أمريكا وحلفائها عازمة على تنفيذ مشاريعها التي تأخرت بقصد أو بدونه.