يتناول العمل عوالم المراهقين والطلاب في تونس (فيسبوك)
أصدر مجلس وجهاء وأعيان مدينة الفلوجة، غربي العراق، بياناً ندّد فيه باستخدام اسم المدينة، التي اشتهرت بالمواجهات الشرسة مع القوات الأميركية، عقب غزوها البلاد عام 2003.
واعتبر المجلس، في بيانه، إطلاق اسم المدينة على مسلسل يتناول موضوع انحراف المراهقين، والعلاقات المتوترة بين التلاميذ والأساتذة وعائلاتهم بأنّه محاولات "للنيل من الفلوجة المدينة الرمز، مدينة المساجد التي أعطت للعالم أجمع دروساً في مقاومة المحتل، والدفاع عن ثوابت الدين والقيم".
وأكّد البيان أنّه "يدين زج اسم الفلوجة في الظواهر المريضة لبعض فئات المجتمع التونسي، ويدعو مجلس النواب والحكومة إلى تقديم احتجاج رسمي للحكومة التونسية وإيقاف عرض المسلسل"، مبيناً أنّ "هذه الأعمال البائسة لن تنال من رمزية الفلوجة مدينة المقاومة التي لقنت المحتل دروساً قاسية"، وفقاً للبيان الذي ذكر أنّ "قناة الحوار التونسي الخاصة" هي من بثت العمل التلفزيوني الذي يتناول ظواهر سلبية مختلفة في المجتمع التونسي.
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، اعتبر العراقيون المسلسل إساءة لمدينة الفلوجة، وكتب حساب معني بأخبار المدينة أنّ "مسلسل فلوجة الذي يعرض على قناة الحوار في تونس يجب إيقاف عرضه فوراً مع تقديم اعتذار للعراق عموماً، ولمدينة الفلوجة الباسلة، لاختيار اسمها لمسلسل هابط (...) أثار حفيظة التونسيين قبل غيرهم، حيث إنه يتطرق إلى الجنوح الأخلاقي والسلوكي لطلبة المدارس". وأضاف: "نطالب بإيقاف عرض هذا المسلسل الذي يسيء لاسم مدينتي لما لها من قدسية في ضمير الشعب العراقي".
وقال عضو نقابة الصحافيين العراقيين، محمد العلي، إنّ الأعمال الدرامية في العالم العربي "أكثر خطورة من التقارير أو التغطيات الصحافية، كون الأولى تبقى في أذهان الأجيال، وتطبع مفاهيم قد تكون خطيرة للأسف".
وأضاف العلي في حديث مع "العربي الجديد": "اختار كاتب المسلسل اسم المدينة للتعبير عن الفوضى أو انعدام القانون، لكن في الحقيقة مدينة الفلوجة أبعد ما تكون عن هذا الوصف. كأي مدينة أخرى تعرضت للاحتلال وقاومته".
واعتبر أنّ "ترسيخ بعض المصطلحات الخاطئة وغير الصحيحة أو حتّى الشعبوية في الدراما العربية مسألة خطيرة، ويجب أن تخضع لاعتبارات أخلاقية قبل كل شيء"، لأنّ "العرب أمة واحدة بالنهاية، والشعوب تتلقى الأعمال من مختلف الدول، ونحتاج لأعمال تركز على قضايا الحريات والديمقراطية، وعلى الاحتلال الإسرائيلي، وقضايا أخرى تعاني منها غالبية شعوب الدول العربية"، حسب قوله.