في 2018، أطلقت مجموعة من السينمائيّين الشباب في بغداد، الدورة الأولى من "ملتقى سينما الشباب الرمضاني" بهدف تنشيط صناعة الأفلام التي تشهد تراجُعاً مقارنةً بالدراما التلفزيونية، خصوصاً مع غياب دُور العَرض الرسمية، وقلَّة توجّه الفنّانين إلى الإنتاج السينمائي، والافتقار للدعم المالي، غي مقابل الاعتماد على دُور عرض خاصّة في المراكز التجارية.
توقّف الملتقى بعد دورته الأُولى، بسبب الاحتجاجات التي عمّت المحافظات العراقية في 2019 وما تلاها من إغلاقات بفعل جائحة كورونا التي عطّلت النشاطات الثقافية، قبل أن يعود في رمضان 2022.
مساء أوّل أمس الجمعة، انطلقت فعاليات الدورة الثالثة من الملتقى، والتي تستمرّ حتى السابع من نيسان/ أبريل الجاري، في "قاعة المسرح الصيفي" بـ"نقابة الفنّانين العراقيّين" في بغداد، بمشاركة عدد من السينمائيّين والأكاديميّين الشباب؛ حيث افتُتحت العروض بفيلم "ترانزيت" من إخراج باقر الربيعي وتمثيل أسعد عبد المجيد.
تقدّم للمشاركة في الملتقى 86 فيلماً، قُبل 28 منها فقط من قبل لجنة مشاهدة وفرز تألفّت من الفنّان مروان البياتي، والمُخرج حسنين الهاني، والمخرجة سيماء سمير؛ حيث تتنافس الأفلام على الميداليات الذهبية التي ستوزَّع في الحفل الختامي.
ومن بين الأفلام المشاركة: "قارئ بريد" لذو الفقار المطيري، و"عبّاد الشمس" لعلي سهر، و"اغتيال زهرة" لحسين العكيلي، و"مرايا" لمحمد أركان، و"أحمد شاهين ذو المضرب الذهبي" لأمجاد ناصر، و"شيرين" لزيد شكر، و"مكبّ الأمنيات" لشهد أحمد، و"كوردي" لعلي كريم سليمان، و"الملّا" لبهاء الكاظمي، و"مصحّة" لعبد الله البياتي.
وتُعرَض في الجلسة الواحدة أربعة أو خمسة أعمال؛ حيث يجري التعريف بها من قبل مُخرجيها، ويلي ذلك نقاشٌ نقديٌّ لكلِّ عمل على حدة، وبعدها يصوّت الجمهور على الأفلام المعروضة؛ حيث تتوزّع الدرجات بين لجنة التحكيم النهائية والجمهور.
وتتنوَّع موضوعات الأفلام (تتراوح مدّتها بين 20 و30 دقيقة) من قصص الحرب والنزوح إلى القضايا المجتمعية والأسرية والسياسية والتنوّع الثقافي، وقد اُنتجت خلال السنوات الثلاث الماضية، وصُوِّرت في محافظات عراقية مختلفة.
يهدف المُلتقى، حسب المنظّمين، إلى رفد السينما العراقية بأعمال جديدة، وتقديم الدعم للمُمثّلين والمخرجين، وفَتْح أبواب المنافسة التي من شأنها أن تُعزِّز الواقع السينمائي بالأفكار والمواهب الجديدة.
ويبدو اختيار رمضان ليكون موعداً للتظاهُرة منذ تأسيسها محاولةً للفْتِ النظر تجاه الأعمال السينمائيّة المفقودة من خيارات المُشاهِد في هذا الشهر؛ حيث ارتبط الموسم الرمضاني بالدراما التلفزيونية، وكأنّ ما من فرصة فيه لحقول التمثيل الأُخرى؛ كالسينما والمسرح.