لم تجر في محافظة كركوك سوى انتخابات محلية واحدة (مكرم غريب/ الأناضول)
يسعى المكون العربي في محافظة كركوك شمالي العراق، المتنازع عليها بين حكومتي بغداد وأربيل، إلى خوض الانتخابات المحلية المقرر إجراؤها في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل بقائمة واحدة، سعياً منه لتوحيد القوى العربية في المحافظة، وسط صعوبات وعقبات تعترض طريقهم.
ويعتمد قانون الانتخابات الجديد، الذي أقره البرلمان العراقي في الـ27 من مارس/آذار الماضي، نظام الدائرة الواحدة ضمن آلية "سانت ليغو"، وهي طريقة حساب رياضية تتبع في توزيع أصوات الناخبين، تجعل حظوظ الكيانات السياسية الكبيرة تتصاعد على حساب المرشحين الأفراد والكيانات الناشئة والصغيرة، وهو ما يدفع تلك الكيانات إلى السعي للتجمع وتشكيل تحالفات كبيرة تضمن الفوز.
وأول من أمس الخميس، دعت خمس قوى عربية في كركوك، إلى تشكيل تحالف مشترك، والدخول في انتخابات مجالس المحافظات العراقية بقائمة محلية عربية موحدة. وضمت تلك القوى التحالف العربي، تحالف العزم، المجلس العربي، ائتلاف دولة القانون، وهيئة الرأي العربي.
وأكد المتحدث باسم المجلس العربي الموحّد بكركوك عزام حمدان، أن "القوى السياسية العربية في كركوك عازمة على الدخول في انتخابات مجالس المحافظات العراقية بقائمة واحدة موحدة، خاصة بعد تعرّض أبناء المكون إلى إقصاء وتهميش في المحافظة"، مبينا في تصريح متلفز، مساء أمس، أن "هناك تفاهمات من أجل توحيد الأصوات العربية وتوحيد جميع القوى والأحزاب السياسية العربية لخوض تلك الانتخابات".
وأشار إلى أن "هناك خصوما ومعركة سياسية في كركوك (في إشارة إلى مكونات المحافظة)، وكلما كان هناك توحيد للجهد العربي حققنا نتائج إيجابية لحصد المقاعد البرلمانية ومقاعد مجلس محافظة كركوك".
وتابع قائلا "بدأنا بالدعوة إلى تأسيس كيان عربي موحد، ونحن في مرحلة التشاور مع جميع القوى والأحزاب السياسية العربية، وأن المجلس السياسي العربي هو الذي يرعى الاجتماعات الدورية التي تعقد مع تلك القوى"، مشيرا إلى أن "جميع القوى السياسية العربية في كركوك عازمة على الدخول في قائمة انتخابية موحدة، وأن تلك القوى تدرك خطورة الوضع الذي تعيش فيه محافظة كركوك".
وشدد "سنعمل في المجلس العربي على تأسيس تلك القائمة بمعية جميع القوى والأحزاب السياسية العربية، حتى نضمن مشاركة حقيقية لأهالي محافظة كركوك من المكون العربي. ومن ثم ندخل في مجلس محافظة كركوك بقائمة واحدة".
من جهته، أكد عضو التحالف العربي في المحافظة، عبد الله العبيدي، السعي إلى تذليل العقبات والخلافات التي تعترض تشكيل كتلة عربية موحدة بكركوك، مبينا لـ"العربي الجديد"، أن "هناك اختلافات في الرؤى والتوجهات والارتباطات الحزبية بين القوى العربية في المحافظة، وأن عملنا خلال هذه الفترة يركز على تذليلها".
وأشار إلى أن "قانون الانتخابات يفرض علينا أن نتوحد لإثبات وجودنا وضمان دور المكون العربي في كركوك"، داعيا القوى السياسية العربية في المحافظة إلى "تجاوز الخلافات والتوجه نحو تشكيل قائمة واحدة، لضمان عدم تهميش المكون في كركوك".
ولم تجر في محافظة كركوك ذات التركيبة السكانية المعقدة (عرب، كرد، تركمان) بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003، إلا انتخابات محلية واحدة عام 2005، وبعد ذلك فشلت الحكومات المتعاقبة في إجراء انتخابات فيها بسبب الخلافات المكوناتية.