الأمطار تنعش مخزون المياه في العراق

آخر تحديث 2023-04-17 00:00:00 - المصدر: العربي الجديد

شهد عدد من المحافظات العراقية موجة أمطار وسيول غزيرة على مدى يومين متتاليين، ساهمت في توفير كميات كبيرة من المياه عززت مخزون السدود والبحيرات، بعد ما شهدت الأعوام الماضية موجة جفاف شديدة أدت إلى تصحر مساحات كبيرة وانخفاض في الخطة الزراعية باتجاه الحد المسموح به للزراعة.

ويرى مختصون أن هذه الموجة سوف تحقق أهدافاً إيجابية كبيرة، إذا ما اتبعت الحكومة العراقية عدة خطوات للحفاظ على المخزون المائي.

الخزين المائي
كشفت وزارة الموارد المائية العراقية عن أن الأمطار التي شهدها عدد من المحافظات العراقية كانت مفيدة جداً، خصوصاً في مناطق شمال وشرق البلاد، وتم خزن كميات منها في السدود والبحيرات، حيث عززت الخزين الاستراتيجي المائي العراقي بأكثر من مليار متر مكعب.

وقال المتحدث باسم الوزارة، خالد شمال، في تصريحات للصحافيين أول من أمس، إن موجة الأمطار الأخيرة ونسبة الخزين الاستراتيجي ستساهم في رفع القدرة الإنتاجية من المحاصيل الزراعية، فضلاً عن كونها حققت نسبة ري مناسبة للبساتين ورفعت من مناسيب الأنهار، بالإضافة إلى تحسين جودة مياه شط العرب وعززت الغطاء النباتي الطبيعي.

وأضاف شمال أن الأمطار هطلت بغزارة في المحافظات العراقية الشمالية والشرقية وحتى المناطق الغربية بمحافظات صلاح الدين والأنبار، وكانت نسبة هذه الأمطار مؤثرة بشدة، وتم التعامل معها على أنها إيرادات مائية متحققة، وتم الدفع بها باتجاه بحيرات الخزن والسدود، وفي مناطق أخرى اتجهت إلى الأنهار بشكل مباشر.

حصل عدد من المحافظات على كميات مياه كافية لتعزيز مخزونها المائي، سواء كان من مياه الأمطار المتساقطة بشكل مباشر أو من خلال السيول القادمة من دول الجوار


وأشار إلى أن هذه الأمطار حققت ارتفاعاً في مناسيب الأنهار وبعض السدود، وحسّنت نوعية مياه نهري دجلة والفرات ويمكن استثمارها في تعزيز عملية إنعاش الأهوار، ودفع قسم منها من خلال عمودي نهر دجلة الفرات باتجاه شط العرب لتحسين بيئة مياه شط العرب.

انتعاش السدود
حصل عدد من المحافظات على كميات مياه كافية لتعزيز مخزونها المائي، سواء كان من مياه الأمطار المتساقطة بشكل مباشر أو من خلال السيول القادمة من دول الجوار، مما ساهم في انتعاش السدود والبحيرات، حيث ارتفعت مناسيب المياه في سد الموصل (شمالاً) من المياه القادمة من المناطق الشمالية.

كذلك ارتفعت مناسيب مياه نهر الفرات لتعزز السيول القادمة من أودية صحراء الأنبار الخزين المائي في سد حديثة بمحافظة الأنبار (غرباً).

وفي مناطق أذناب الأنهار وسط وجنوب العراق وصلت المياه المتدفقة لتنقذ سكان تلك المناطق من حالة الجفاف التي تشهدها منذ أكثر من عامين.

وقال مدير دائرة الموارد المائية في محافظة ديالى (شرقاً)، مهند المعموري، إن مناطق متعددة من محافظة ديالى شهدت تدفقاً أكبر للسيول القادمة من الحدود الإيرانية منذ أكثر من عامين.

وأضاف المعموري في حديثه لـ"العربي الجديد" أن السيول المنحدرة من إيران نحو حدود محافظة ديالى في مناطق مندلي وقزانية تصب في هور الشويجة على حدود محافظة واسط، والذي يستخدم لتعزيز مياه نهر دجلة، فضلاً عن أن الأمطار الغزيرة أنجزت "رية الفطام" لمحصولي الحنطة والشعير، أو ما يسمى بالسقي الأخير قبل نضوج محاصيل الزراعة الدائمة والبدء في حصادها.

وأشار مدير دائرة الموارد المائية في محافظة ديالى إلى أن ناحية مندلي سجلت أعلى معدل للأمطار منذ سنوات، إذ بلغ 105 ملم، لافتاً إلى عدم تسجيل أي حالات غرق أو أضرار للقرى والمناطق النائية في محافظة ديالى، بالإضافة إلى زيادة المخزون المائي لسدود الوند والعظيم ومندلي وبحيرات حمرين ودربندخان، ما يؤمن كميات كبيرة وغير مسبوقة للمياه منذ أكثر من عامين.