في ذکری الانفال: الطفلة الکوردیة وحذاؤها الأحمر

آخر تحديث 2023-04-19 00:00:00 - المصدر: شفق نيوز

عبد السلام برواري

2023-04-18T14:43:32.000000Z

ضابط في الجیش العراقێ کان خلال عملیات الانفال (1987-1988) برتبة عقید، یقول: "لن انسی هذا المنظر طوال حیاتي"، ویضیف: "بینما کنا نقوم بتحمیل النساء والاطفال والرجال المسنین من الکورد في العربات العسکریة، وعندما وصلنا الی منطقة صحراویة في غرب البلاد، وبدأنا بتفریق النساء والاطفال عن الرجال، لاحظت ان طفلة جميلة في الرابعة من عمرها تربت علی ساقي وتشیر الی قدمیها، ثم الی العربة التي أنزلناها منها. کانت تنتعل في احدی قدمیها حذاءا احمر اللون وکان کل همها في ظل هذە المأساة، انها قد فقدت احد احذیتها.

وعندما نظرت الی العربة التي کانت تشیر الیها، رأیت حذاءها الآخر داخل العربة، فأمرت احد الجنود بإحضار الحذاء و أعطیتە للفتاة، التي نظرت الي وقد ارتسمت ابتسامة فرح علی محیاها الملاکي الجمیل، يبدو انە قد تم شراء هذا الحذاء لها حدیثا لذلک کانت متعلقة بە.

بعدها افترقنا ولم ارَ الطفلة مرة اخری. و لکني بعد ایام و خلال استطلاع روتینی للخنادق التي تم دفن الکورد فیها، لاحظت زوج حذاء صغیر علی التراب الموجود علی حافة احدی تلک الحفر، عنها ادرکت بأنە قد تم دفن هذە الطفلة الجمیلة مع افراد عائلتها في ذلک الخندق.

لم اتمالک نفسي عندما رأیت الحذاء الاحمر و تذکرت الوجە الملائکي البرئ للطفلة الکوردیة و تساقطت دموعي غزیرة.

و الی الیوم، و بعد مرور کل هذە السنوات، و کلما مررت بسوق او محل لبیع الاحذیة و رأیت حذاءا صغیرا باللون الاحمر، اتذکر تلک الطفلة الکوردیة الجمیلة ذات السنوات الاربع، التي دفناها مع اهلها و تملأ الدموع مقلتي.