احتفل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الخميس بتسليم أول شحنة من الغاز الطبيعي لمحطة بحرية من احتياطي مكتشف في البحر الأسود، ووعد بتوفير الغاز الطبيعي مجانا للمنازل قبل الانتخابات التي تجرى في 14 مايو.
وهذا الاحتفال هو أحدث محاولة من الحكومة لاستعراض مشروعات ضخمة للطاقة والبنية التحتية في الفترة التي تسبق الانتخابات، والتي تظهر استطلاعات الرأي أن أردوغان قد يخسرها بعد نحو 20 عاما في السلطة.
وقال أردوغان في تدشين مرفأ للغاز الطبيعي في إقليم زونجولداك في شمال البلاد “سنوفر غازا طبيعيا مجانيا للاستهلاك المنزلي يصل إلى 25 مترا مكعبا شهريا لمدة عام”.
وأضاف أن الغاز الطبيعي غير المحدود للاستهلاك المنزلي سيكون مجانيا للشهر المقبل.
واكتشف الغاز الطبيعي لأول مرة في حقل سكاريا قبالة سواحل زونجولداك في 2020، وفي حقل تشاي جوما-1 المجاور في العام الماضي، ومنذ ذلك الحين يبلغ حجم الغاز الإجمالي المتوقع 710 مليارات متر مكعب.
ولا تملك تركيا سوى القليل من موارد النفط والغاز وتعتمد بكثافة على الواردات من روسيا وأذربيجان وإيران، كما تعتمد على واردات الغاز الطبيعي المسال من قطر والولايات المتحدة ونيجيريا والجزائر.
وقال أردوغان إنه سيجري إنتاج عشرة ملايين متر مكعب من الغاز يوميا من حقول الغاز في البحر الأسود في بادئ الأمر. وأضاف أن الإنتاج سيرتفع إلى 40 مليون متر مكعب من الغاز يوميا في الفترة المقبلة.
ويقول خبراء إنّ استخراج عشرة ملايين متر مكعب من الغاز يوميا يلبّي نحو ستة بالمئة من الاستهلاك السنوي لتركيا والمقدّر بستين مليار متر مكعب، وهو ما يعطي دفعاً للاقتصاد.
وخلال مراسم التدشين التي بثّها مباشرة التلفزيون التركي، قال إردوغان “إنها خطوة تاريخية على طريق اكتفاء البلاد ذاتياً من الطاقة”.
وتابع “عند بلوغ الإنتاج الحدّ الأقصى فإنّ الغاز المستخرج من البحر الأسود سيغطّي قرابة 30 بالمئة من حاجة تركيا السنوية”.
والعام الماضي تلقّت تركيا من روسيا 40 بالمئة من احتياجاتها من الغاز. وتستورد تركيا الغاز أيضاً من أذربيجان وإيران، علماً بأنّ أنقرة تبحث عن سبل لتنويع مصادر إمداداتها خصوصاً بعدما بدأت روسيا ما تسميه “عمليات عسكرية” في أوكرانيا العام الماضي.
وبلغ التضخّم في البلاد 50.5 بالمئة في حين يشهد سعر صرف الليرة التركية تدهوراً كبيراً ما أدّى إلى غلاء في المعيشة يصعب على غالبية الأتراك تحمّله.
وتمثل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية أكبر تحد انتخابي لأردوغان بعد تراجع نسبة التأييد له بسبب أزمة تكاليف المعيشة. ويتقدم مرشح المعارضة كمال قليجدار أوغلو على أردوغان في استطلاعات الرأي.
وشرعت الحكومة في تنفيذ سلسلة من مشروعات البنية التحتية والدفاع الضخمة قبل الانتخابات. وفي الأسبوع المقبل، من المقرر أن يفتتح أردوغان أول مفاعل للطاقة النووية في تركيا بنته شركة روساتوم الروسية للطاقة النووية.