شفق نيوز/ يحتدم التنافس على صدارة الدوري العراقي الممتاز لكرة القدم، أو نيل لقب الوصافة أو حتى حجز مقعد في المربع الذهبي والذي يضمن بدوره تأهل الفرق الثلاثة الأولى للمشاركة في دوري أبطال آسيا، وبالنظر إلى بقاء 13 جولة لختام هذا الموسم الكروي فمن الممكن أن يشتد الصراع أكثر وتصعد فرق أخرى للتنافس.
ووفقاً لمتابعة وكالة شفق نيوز، يعد الموسم الكروي الحالي 2022-2023 "الأسخن" في التنافس على المراكز الأولى في صدارة الدوري الممتاز منذ ثلاثة مواسم كروية، حيث اقتصر الصراع في السابق بين الأربعة الكبار -الزوراء، القوة الجوية، الشرطة، الطلبة- وكانت هناك منافسة "خجولة" بين أندية المحافظات للبقاء في "المنطقة الدافئة" بعيداً عن "شبح" الهبوط لدوري الدرجة الأولى، وخصوصاً النجف، ونفط الوسط، وأربيل، وزاخو، والأندية "النفطية" الجنوبية.
شهد الموسم الكروي الحالي عودة فريقين مهمين للدوري الممتاز وهما دهوك والحدود الذي هبط في الموسم الماضي إلى دوري الدرجة الأولى، كما شهد أيضاً بقاء فريقين "عنيدين" حديثا العهد بالدوري الممتاز وهما القاسم ونوروز، واستطاع هذان الفريقان الفتيان جذب أنظار واهتمام الجمهور الكروي لـ"بسالتهما" وإحراجهما للفرق الكبيرة، وهو أمر لم تحققه أندية جماهيرية عريقة من المحافظات حيث اقتصرت جماهير هذه الفرق على المنطقة الجغرافية ولم تحقق نجاحاً في لفت انتباه جماهير من خارج محافظاتها، منها على سبيل المثال فرق إقليم كوردستان العريقة أربيل وزاخو ودهوك حيث بقيت جماهيرها محلية ولم تحقق انتشاراً خارج هذه الجغرافيا، كذلك الأمر بالنسبة لفرق النجف ونفط الوسط وكربلاء، وأيضاً نفس الأمر ينطبق على الفرق الجنوبية وتحديداً البصرية والميسانية باستثناء "السفانة" فريق الميناء الذي يحظى بجمهور محدود خارج حدود البصرة، أما فرق المنطقة الغربية والشمالية فلم تحقق حتى حضوراً في الدوري الممتاز منذ سنين طويلة.
وفي رصد شفق نيوز، يبدو أن خسارة فريق الكهرباء المفاجئة أمس الثلاثاء أربكت حسابات فرق المقدمة وأنعشت آمال الفرق المتعطشة لحجز مقاعدها في المربع الذهبي.
في ختام الجولة الخامسة والعشرين من الدوري الممتاز ارتبكت الحسابات لجميع الأندية سواء المتصدرة أو فرق "المنطقة الدافئة" وحتى الفرق المهددة بالهبوط لدوري الدرجة الأولى.
وعلى الرغم من تضييق مساحة التنافس على صدارة الدوري بين فرق القوة الجوية -المتصدر حالياً- والشرطة الوصيف والزوراء الثالث، حيث يتساوى "الصقور" و"القيثارة" بالنقاط لكن فارق الأهداف تصدر القوة الجوية، ويتخلف عنهما "النوارس" بنقطة واحدة فقط، وليس ببعيد عنهم فريق الكهرباء برصيد 46 نقطة، الذي خسر يوم أمس خسارة غير متوقعة أمام الكرخ بثلاثة أهداف مقابل هدف، لكن قائد الكرخ "المراوغ" أحمد عبد الجبار الذي استطاع خطف لقب كأس العراق في الموسم الماضي من الأربعة الكبار في جعبته مفاجآت لا تنفد، كما أن "العنيد" لؤي صلاح قائد الكهرباء في جعبته هو الآخر "صعقات كهربائية" قد تقلب الموازين.
في المقابل هناك أيضاً فريق الطلبة الذي عاد بقوة للتنافس على الصدارة وليس فقط حجز مقعد في المربع الذهبي، وأيضاً لدينا فريق دهوك العائد بقوة للدوري الممتاز والذي يطمح لحجز أحد المقاعد الأربعة، كذلك فريق النجف قلب المعادلة تحت قيادة عبد الغني شهد وأصبح منافساً قوياً، وأيضاً نفط ميسان صاحب المعادلات غير المحسوبة فهو مرة يخفق بتحقيق فوز في المنال ومرة أخرى يخطف فوزاً غير متوقع، يليه فريق الحدود بمدربه عادل نعمة الذي يفاجئ الجميع بنتائجه كما فاجئنا سابقاً حين كان يقود فريق القاسم وتمكن من ترسيخ قدم هذا النادي الفتي في الدوري الممتاز، كما لا نغفل فريق الكرخ بقيادة "الألماني" أحمد عبد الجبار.
بعد هذه الفرق العشرة تأتي فرق "المنطقة الدافئة" التي اضطربت حساباته بشكل كبير بعد انطلاق المرحلة الثانية من الدوري الممتاز، فبعد أن كان بعضها مهدد بالهبوط لدوري الدرجة الأولى قفزت بعضها مراكز عدة، منها على سبيل المثال "القلعة الصفراء" فريق أربيل الذي غادر المنطقة الخطرة واستقر في الدافئة تحت قيادة عباس عطية، وكذلك الحال بالنسبة لنوروز، ونفط البصرة، وكربلاء، ونفط الوسط، وزاخو.
الفرق الخمسة الأخيرة في ترتيب الدوري الممتاز ما زالت نتائجها غير متوقعة ولربما تفلت من فخ الهبوط، لكن اللافت للنظر هو أن التنافس على حجز مقاعد المقدمة يحتدم يوماً بعد آخر، وغير مستبعد أن تقفز فرق "المنطقة الدافئة" إلى المقدمة أو ترتيب قريب منها، خاصة وأن الجولات المقبلة من التنافس لا تخلو من احتدام بين فرق قوية.
وترى شفق نيوز أن فرق المقدمة ليست بمنأى عن خسارة مقاعدها بالنظر إلى النتائج غير المتوقعة سواء بالفوز أو الخسارة أو تذبذب الأداء و"تراخي" اللاعبين والتبديلات السيئة للمدربين خلال مجرى المباريات السابقة، لذا يبدو أن الموسم الكروي الحالي أبعد ما يكون عن تكهنات التوقع بنتائجه النهائية، خصوصاً مع صعود فرق لم تكن لتنافس على الصدارة، ليس انتقاصاً منها أو من لاعبيها لكن مقارنة بتواريخ الفرق الجماهيرية وكتيبة لاعبيها "الأفضل" على مستوى العراق والاحتراف، لذا يبدو أمراً غير محسوم حتى الجولة الأخيرة من الدوري، بخلاف الموسم السابق الذي حسم صدارته ولقبه فريق الشرطة بسبب "انحدار" مستوى الفرق المنافسة مثل الزوراء والقوة الجوية والطلبة وغيرها.