جار التحقيق لمعرفة كيفية حصوله على السلاح والذخيرة (أحمد الربيعي/ فرانس برس)
أحبطت قوات الأمن العراقية، مساء أمس الإثنين، مجزرة دامية، على يد مختل عقلياً يحمل سلاحاً رشّاشاً وسط شارع مكتظ بالمارة، في حادث يفتح مرة أخرى الجدل حول خطورة السلاح المنتشر في البلاد وأسواق بيعه الذي يجرى بعضها عبر حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي.
وذكر إيجاز قدّمته الشرطة العراقية في بغداد أن رجلاً في العقد الثالث من العمر يحمل سلاحاً رشاشاً من طراز كلاشنكوف بعتاد كامل، خرج وسط شارع حي الجامعة غربي العاصمة مطلقاً النار تجاه بعض السيارات التي توقفت وسط الشارع.
ونقلت وسائل إعلام عراقية أن أحد أفراد الأمن تمكن من الارتماء على الشخص والسيطرة عليه، خلال توجهه لإطلاق النار تجاه المارة على الرصيف، وأكدت أن الرجل مختل عقلياً وجار التحقيق لمعرفة كيفية حصوله على السلاح والذخيرة.
وقال العقيد رياض عباس اللامي من شرطة بغداد الكرخ، لـ"العربي الجديد"، إن "أحد أفراد الأمن أنقذ الموقف الذي كاد يتسبب بمجزرة"، على حد تعبيره.
وأضاف أن التحقيقات تشير إلى أن الرجل يعاني من مشكلات عقلية، وسبق له الدخول إلى مصحة نفسية للعلاج من الإدمان على المخدرات، وكان فعلاً ينوي إفراغ ذخيرة سلاحه على المارة، وسدّد بعض الرصاصات بشكل عشوائي منه من حسن الحظ أنها كانت في السيارات وليس المواطنين".
وتداولت وسائل إعلام عراقية وناشطون لقطات مصورة من الحادث ولحظة نجاح أحد أفراد الأمن في السيطرة على الرجل والإمساك به.
???? هذا ليس مشهدا لفيلم هوليودي
بل هو في شارع مـــن شوارع بغـــــدادلحظة اعتقال شخص يحمل بندقية
— Firas W. Alsarray - فراس السراي (@firasalsarrai) May 1, 2023
ويطلق النار على مدنيين دون اصابات
تذكر في منطقة حي الجامعة ببغداد. pic.twitter.com/TO2Fddo9oJ
الحادث أعاد مجدداً الحديث عن خطورة السلاح المنفلت بالشارع وانتشار المخدرات والمؤثرات العقلية في مختلف مدن البلاد.
إحباط مجزرة دامية في #بغداد من قبل القوات الأمنية..
— AlSharqiya TV - قناة الشرقية (@alsharqiyatv) May 1, 2023
شرطي عراقي يسيطر على متعاطي مخدرات كان يطلق النار من سلاح رشاش #الشرقية_نيوز pic.twitter.com/KCZakQLnLr
وقال الناشط الحقوقي من بغداد، أحمد عصام، لـ"العربي الجديد"، إن الحادث يعيد التأكيد على خطوة السلاح المنتشر في العاصمة والمدن العراقية الأخرى، لكنه يذكرنا أيضاً بأن السلاح والمخدرات معناهما مأساة حتمية ستقع"، وفقاً لقوله.
وأضاف عصام أن "المعلومات المتوفرة لدينا تقول إن الرجل ليس مختل عقلياً، بل كان تحت تأثير المخدرات، ومحاولة الأمن القول إنه متخلف عقلياً هو للتغطية على الأزمة الحالية التي يعاني منها العراق وهي المخدرات".
فيما أكد العضو المراقب في مفوضية حقوق الإنسان العراقية، محسن السلامي، لـ"العربي الجديد"، أهمية الحادث لقوات الأمن كتذكير لها على خطورة مثل تلك المواقف.
وأضاف السلامي "لولا شجاعة أحد أفراد الأمن لكانت ستحصل كارثة حقيقية عصر يوم أمس، ومن المهم تدريب قوات الأمن للتعامل مع مثل هذه المواقف، وأيضاً الحادث تذكير لنا جميعاً بأن الحرب على المخدرات والسلاح المنفلت لا تقل أهمية عن الحرب على الإرهاب".