عضو فريق بيطري يتحدث إلى مزارع خلال حملة في مدينة كركوك (شوان نوزاد/فرانس برس)
كشفت وزارة الصحة العراقية، اليوم السبت، عن ارتفاع إصابات الحمّى النزفية في البلاد بـ95 إصابة، ضمنها 13 حالة وفاة، منذ بداية العام الجاري، ما يؤكد أنّ البلاد لم تتخلص من المرض، وسط إهمال واضح للإجراءات الوقائية.
وكانت الوزارة قد أكدت، في نهاية الشهر الماضي، تسجيل 30 إصابة بالحمّى النزفية ضمنها 7 حالات وفاة، خلال الأشهر الأربعة من العام الحالي.
ومنذ مطلع العام الماضي 2022، سجّلت المحافظات العراقية، ومنها على وجه الخصوص محافظة ذي قار (جنوبي البلاد) إصابات بمرض الحمى النزفية، والذي ينتقل من المواشي إلى الإنسان ويشكّل خطراً على حياته، وبدأت نسب الإصابات تتراوح بين الزيادة والتراجع أحياناً، وقد بلغت الإصابات نحو 400 إصابة بينها نحو 40 حالة وفاة، ومن ثم انحسرت بشكل شبه نهائي، نهاية العام الماضي.
ووفقاً للمتحدث باسم الوزارة، سيف البدر، فإنّ "محافظة ذي قار شهدت تسجيل النسبة العليا من الإصابات وبلغت 28 ثم البصرة بـ16 إصابة، ثم ميسان والنجف وفي كل منهما 8 إصابات، ثم المثنى بـ6 إصابات وبغداد، الرصافة بـ5 إصابات، وصلاح الدين 5 إصابات أيضاً، ثم بغداد- الكرخ، وديالى لكل منهما 4 إصابات، ثم الديوانية وبابل 3 إصابات، وكربلاء وواسط إصابتان، وإصابة واحدة في الأنبار".
وأضاف، في تصريح لوكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، أنه "بالنسبة للوفيات فقد سجلت 6 منها في ذي قار، وواحدة في النجف والمثنى وبغداد الرصافة وديالى والديوانية وبابل وكربلاء"، مبيّناً أنّ "الأشخاص الأكثر إصابة بالمرض هم مربو الماشية كالأبقار والأغنام والماعز وغيرهم، وكذلك العاملون في محال الجزارة (القصابون)"، مشيراً إلى أنّ "ذلك لا يعني عدم إمكانية إصابة فئات أخرى، وإنما الفئات الأكثر تماسّاً مع الحيوانات أثناء تربيتها ونقلها والمتاجرة بها أو بعد ذبحها هم أكثر عرضة للإصابة".
وأكد أنّ "الوسيلة الأكثر شيوعاً لانتقال المرض حشرة ناقلة هي القراد التي تلتصق بجلد الماشية"، موضحاً أنّ "هذا المرض معدٍ وينتقل إلى الإنسان من خلال التماس القريب مع المصاب أو أدواته أو مع اللحوم المصابة".
عضو نقابة الأطباء العراقيين، راسم الزيدي، أكد أنّ "العدد الذي كشفت عنه وزارة الصحة يمثل طفرة خطيرة بإصابات الحمى النزفية في البلاد، وهو ما يستدعي اتخاذ تدابير عاجلة للحد من أسباب انتشاره. وقال الزيدي، لـ"العربي الجديد": "يجب على الوزارة وضع خطة شاملة لجميع محافظات البلاد، لإنهاء مصادر الحمى النزفية وبأسرع وقت ممكن".
وأوضح أنّ "المصادر معروفة وهي أماكن الجزر العشوائي وساحات بيع المواشي التي مازالت مستمرة وسط المناطق السكنية"، مشدداً على أنّ "الوزارة يجب أن تتحمل مسؤوليتها إزاء هذا الملف الخطير، وأن تضع له حداً من خلال المتابعة الصارمة، ووضع العقوبات القانونية لكل المخالفين".
وحذر من أنه بـ"خلاف ذلك فسيبقى البلد بيئة غير آمنة من الأمراض وانتشارها".
وعلى الرغم من استمرار تسجيل الإصابات بالمرض، إلا أنّ الإجراءات الوقائية من متابعة ومنع الجزر العشوائي وساحات بيع المواشي وتربيتها داخل المناطق السكنية، فضلاً عن عمليات المكافحة، تكاد تكون معدومة.