تطالب تركيا العراق بوقف أنشطة حزب العمال الكردستاني داخل أراضيه (Getty)
قال مسؤول أمني عراقي في قيادة عمليات محافظة نينوى شمالي البلاد، اليوم الثلاثاء، إنّ قتيلاً واحداً على الأقل وعدة جرحى سقطوا جراء قصف بطائرة مسيرة استهدف مقراً لمسلحي حزب العمال الكردستاني في منطقة "خانصور"، ضواحي مدينة سنجار على بعد 115 كيلومتراً غرب الموصل.
يأتي ذلك مع تصاعد الدعوات السياسية في بغداد وأربيل إلى ضرورة إنهاء نفوذ مسلحي حزب العمال الكردستاني المعارض لأنقرة، والمصنف على لائحة الإرهاب، إذ يعتبر وجودهم المسلح في المدينة السبب الرئيس في عدم عودة أكثر من ثلثي أهلها حتى الآن، رغم مرور قرابة 8 سنوات على طرد مسلحي "داعش" منها.
وذكر مسؤول أمني عراقي برتبة عقيد في قيادة عمليات نينوى شمالي العراق، في حديثه مع "العربي الجديد"، أنّ طائرة مسيرة يعتقد أنها تركية استهدفت منزلاً يتخذه مسلحي حزب العمال مقراً لهم، في منطقة خانصور شمالي مدينة سنجار.
وأضاف المسؤول ذاته أنّ المنزل يعود لمواطن نازح من أهالي المنطقة، ويستخدمه حزب العمال كمقر له للتمويه والتخفي، والحصيلة هي قتيل وعدة جرحى من عناصر حزب العمال الكردستاني.
فيما نقلت وكالة "باسنيوز" العراقية الكردية المقربة من حكومة إقليم كردستان في أربيل، عن القيادي في البشمركة الكردية قاسم ششو تأكيده أنّ القصف تم بواسطة طائرة مسيرة تركية، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى لم يُعرف عددهم على وجه الدقة حتى الآن.
وقال شهود عيان في المنطقة إنّ سيارة إسعاف وصلت إلى منطقة الهجوم، وشوهد مسلحون ينتشرون بالقرب منها. وأكد أحدهم لـ"العربي الجديد" أنّ منطقة القصف تعتبر من مناطق وجود حزب العمال المكثف، وسبق أنّ اشتبك الجيش العراقي مع مسلحي الحزب العام الماضي، بسبب رفض الأخير انتشار الجيش فيها.
وأشار إلى أنّ "طيراناً مسيّراً حلّق على علو مرتفع في المنطقة بعد الهجوم، ويُعتقد أنّه طيران عسكري تركي".
وينشط المئات من مسلحي حزب العمال الكردستاني التركي المعارض داخل الأراضي الحدودية العراقية مع تركيا، حيث يتخذونها منطلقاً لتنفيذ اعتداءات مسلحة داخل تركيا.
وتطالب تركيا العراق بوقف أنشطة الحزب المسلحة داخل أراضيه، وتؤكد حقها في تنفيذ هجمات وقائية داخل العراق، من باب الدفاع عن النفس.
وتعتبر مناطق قنديل وسيدكان وسوران والزاب وزاخو ومخمور وسنجار، أبرز مناطق وجود مسلحي حزب العمال.
وتعثرت السلطات العراقية في بغداد تنفيذ اتفاقية تطبيع أوضاع المدينة وإعادة أهلها إليها، كانت قد وقعت مع حكومة إقليم كردستان بإشراف بعثة الأمم المتحدة مطلع أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2020.
ويقضي الاتفاق بإخراج عناصر حزب العمال الكردستاني وفصائل "الحشد الشعبي" من مدينة سنجار وإعادة النازحين، والبدء بخطوات إعادة اعمار المدينة بدعم واضح من بعثة الأمم المتحدة في بغداد، التي رعت جانباً من مفاوضات التوصل إلى تفاهم حول الأوضاع في المدينة المضطربة منذ تحريرها نهاية عام 2015، من سيطرة تنظيم "داعش".
والأسبوع الماضي، منعت مجموعات مرتبطة بحزب العمال نحو 25 عائلة عربية من العودة إلى منازلها في سنجار، وفور وصولها إلى مركز المدينة اعترضتهم مجموعة من الناشطين المرتبطين بحزب العمال الكردستاني، الرافضين لعودة العرب إلى المدينة، بذريعة أنّ بعضهم مطلوبين للقضاء ومتورطين بالانتماء لتنظيم "داعش".
وتبرز أزمة مدينة سنجار منذ نحو 7 سنوات، عقب انتزاع القوات العراقية والبشمركة السيطرة عليها من مسلحي تنظيم "داعش"، لكن المئات من مسلحي حزب العمال الكردستاني التركي المعارض لأنقرة تمكنوا من التغلغل داخل المدينة، وكذلك من إنشاء أجنحة مسلحة محلية له، بلغ عدد أفرادها الآلاف من الأكراد العراقيين الأيزيديين.
وتعيق الجماعة المسلحة المصنفة على لائحة الإرهاب، والتي تتخذ من مناطق عراقية شمالي البلاد منطلقاً لتنفيذ اعتداءات مسلحة متكررة داخل الأراضي التركية، تطبيع الأوضاع وإعادة الحياة الى طبيعتها بمدينة سنجار أسوة بالمدن الأخرى المجاورة لها.