في محاضرة بالمركز المصري للفكر.. الحكيم يتحدث عن تجربة الطائفية

آخر تحديث 2023-05-28 00:00:00 - المصدر: بغداد اليوم

بغداد اليوم- متابعة

أكد رئيس تيار الحكمة، عمار الحكيم، ان العراق يحاول "تصفير" الأزمات الاقليمية" مؤكدا ان البلاد "تجاوزت محاولات اغراقها في التحديات خلال السنوات العشرين الماضية".

وقال الحكيم في كلمته خلال استضافته بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية على هامش زيارته الى مصر ان "العلاقات بين مصر والعراق عميقة على كافة المستويات، واصفًا العراق بدرع الأمة العربية ومصر هي سهمها والدرع والسهم لا ينفصلان".

وأضاف أن "العراق أُريد له خلال السنوات العشرين الأخيرة أن يغرق في التحديات التي واجهها على كافة الأصعدة وخاصة تحدي الإرهاب الذي بلغ أقسى مراحله مع تنظيم داعش ولكن استطاع العراق التغلب إلى حد كبير على هذه التحديات وحتى التحدي الإرهابي لم يعد موجودًا إلا في بعض الجيوب الصغيرة في الصحاري".

وتابع الحكيم "بأن الطائفية في العراق هي طائفية سياسية فقط وليست طائفية شعبية؛ فهناك قوى سياسية أرادت التمترس خلف الطوائف للحصول على مكتسبات ولكن الشعب العراقي بدأ يلفظ ذلك تمامًا، وكان هناك إدراك وطني بأنه لا سبيل إلى تجاوز التحديات إلا بالتحاور للوصول إلى حلول ومعالجات داخلية بعيدًا عن الحلول المفروضة من الخارج والتي لا تهدف إلى مصلحة العراق بقدر المصالح الخارجية".

ولفت الى ان "هناك حالة تعايش صحي كبير، وإدراك بأن الطائفية ليست مصلحة وطنية وإنما مصلحة سياسية، وأصبح هناك ائتلاف حاكم هو ائتلاف إدارة الدولة الذي يمثل كل القوى السياسية في مجلس النواب العراقي، وهو أول ائتلاف حاكم من كل المكونات العراقية واستطاع العراق بناء تجربة ديمقراطية حقيقية، يجري الآن تقنينها لتكون هناك قواعد واضحة للتعاملات السياسية وكيفية إدارة الدولة".

وأوضح رئيس تيار الحكمة أن العراق حريص على تصفير الأزمات الإقليمية لأن كل تهدئة إقليمية تنعكس إيجابيًا على العراق ولذلك استضاف العراق خمس جولات من المباحثات بين السعودية وإيران بالإضافة إلى مباحثات بين دول أخرى، فالعراق يتحول إلى واحة للحوار بعد أن كان ساحة للصراع. مشيرًا إلى أن الأمة العربية قادرة على التحاور والتعايش مع بقية الأمم في المنطقة وركيزة ذلك هي مصر والعراق بالتعاون مع بقية الشركاء العرب لصياغة منظومة متكاملة من التعاون على كافة المستويات".

واوضح أن "المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية يعد وعاءً مثاليا لمثل تلك التفاهمات والرؤى، ويمكنه أن يلعب هذا الدور بالتعاون مع مراكز عراقية في صياغة رؤية وخارطة طريق بمسارات محددة، للدفع بالاستقرار ومصلحة الجميع بهدف البناء والتنمية".

واستمع الحكيم إلى مجموعة من الأسئلة والنقاشات التي أجراها خبراء وباحثو المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، منها ما يتعلق بالتحديات والمخاطر التي يواجهها العراق، وآفاق آليات التعاون العراقي مع دول المنطقة ومنها آلية التعاون الثلاثي مع مصر والأردن، وكذلك علاقات العراق مع دول العالم المختلفة في هذه المرحلة.

وأكد الحكيم أن هناك العديد من المجالات التي يمكن أن يكون هناك فيها تعاون بين مصر والعراق على كافة المستويات وهو أمر مهم يحرص عليه البلدان، وأكد أن هذا كان محورًا أساسيًا في لقائه مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. مشيرًا إلى أن بناء الدولة هو الحل الأساسي لمواجهة التحديات والمخاطر التي تواجه العراق، فإمكانات البلد كبيرة ولكن تستلزم إدارتها بالصورة المثلى. 

وأشار إلى أن الشراكة الاستراتيجية بين مصر والعراق والأردن قائمة على المصالح المشتركة، ويجري العمل عليها في مشاريع مشتركة للربط الكهربائي وغيرها من مجالات التعاون، معبرا عن أمله أن تنضم سوريا ولبنان لهذه الشراكة مستقبلا. مؤكدا أن العراق حريص على التكامل مع كل مسارات التعاون في المنطقة دون التقاطع مع أي منها".

وشدد الحكيم على أن "الظروف الدولية الراهنة وانشغال الدول الغربية بقضاياها والتغير في المناخ الإقليمي يحتم على دول المنطقة تعظيم التعاون فيما بينها، لتحقيق تطلعات الشعوب العربية في التنمية والرفاه".