أصبح عبدالرحمن منيف الاسم الأكثر بحثاً اليوم الإثنين، إذ تصدر الروائي السعودي محرك "غوغل" خلال الساعات الأخيرة بعد قيام الموقع بتغيير واجهته إلى صورة الكاتب.
خطوة "غوغل" تزامنت مع ذكرى ميلاد منيف الـ 90، وبهذه المناسبة احتفى الموقع بالكاتب الروائي الذي أرخ لعصر النفط في أشهر رواياته "مدن الملح" التي تعد من أشهر الروايات العربية وتتألف من خمسة أجزاء.
وظهر رسم منيف على مؤشر البحث تحديداً في السعودية والإمارات والأردن والعراق ومصر وليبيا والجزائر والمغرب، تعبيراً عن تقدير "غوغل" لمسيرة الراحل.
كتب "غوغل" رسالة شكر لعبد الرحمن منيف على إسهاماتك في الأدب العربي وتحليله للقضايا الاجتماعية والسياسية (مواقع التواصل)
وكتب الموقع رسالة قصيرة مع الصورة قال فيها "عيد ميلاد سعيد عبدالرحمن منيف، شكراً لك على إسهاماتك في الأدب العربي وتحليلك للقضايا الاجتماعية والسياسية".
حياة حافلة بالسياسة والاقتصاد والأدب
وجاء الاحتفاء بعد الحياة الحافلة التي عاشها عبدالرحمن منيف منذ ولادته عام 1933 لأب سعودي وأم عراقية، حيث ولد في بلدة تقع على طريق عيون الجواء وسط السعودية، وتربى في بيئة عائلية تحرص على التعليم والثقافة، وحصل على الشهادة الثانوية في الأردن ثم انتقل إلى بغداد والتحق بكلية الحقوق عام 1952.
شارك عبدالرحمن منيف في النشاط السياسي في بغداد وانضم إلى حزب البعث، لكنه تعرض للطرد من العراق مع عدد كبير من الطلاب العرب بعد توقيع حلف بغداد عام 1955.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي عام 1958 انتقل إلى بلغراد لإكمال دراسته في اقتصادات النفط وحصل على درجة الدكتوراه في التخصص ذاته، ثم انتقل إلى دمشق عام 1926 ليعمل في وزارة النفط في سوريا ثم منظمة "أوبك"، وخلال فترة وجوده في العراق ترجم حبه لهذا المجال بالكتابة عنه فعمل محرراً في دورية "النفط والتنمية" الشهرية.
ولم يكن منيف يحب مجال النفط فقط بل الكتابة أيضاً، وكان يعتقد أن "مهمة الأدب هي زيادة الوعي" لذا حرص أن يكون له أثر يسهم في هذه المهمة.
وبالفعل أسهم في هذا المجال وكانت بدايته الحقيقية في الكتابة خلال سبعينيات القرن الماضي بعد أن ترك وظيفته في الحكومة العراقية وانتقل إلى دمشق، وخلال تلك المرحلة كتب قصصاً قصيرة عدة قبل نشر كتابه الأول.
روايات مثيرة للجدل
نشر منيف روايته الأولى "الأشجار واغتيال مرزوق" عام 1973، وأقنع هذا العمل الناس بالتفكير في مجتمع أكثر حرية وعدالة، وخلال فترة إنتاجه الأدبي قدم الراحل للعالم نحو 15 رواية، بما في ذلك خماسية "مدن الملح" (1984-1989) التي تعد أشهر أعماله، وفيها يصف كيف تغير العالم العربي خلال عصر النفط وتعرضت لكثير من الجدل لوصفه البدوي بعد عصر النفط ومنعت من النشر في السعودية إلا أنه سمح بها أخيراً.
ولم تكن رواية "مدن الملح" الأكثر جدلاً، وأيضاً رواية "شرق المتوسط" التي أحدثت ضجة في العالم العربي، إذ كانت أول رواية عربية تصف بجرأة موضوع التعذيب في السجون، خصوصاً التعذيب التي تمارسه الأنظمة الشمولية العربية التي تقع شرق المتوسط، في إشارة واضحة إلى النظامين السوري والعراقي وقتذاك.
وترجمت بعض روايات منيف إضافة إلى كتب واقعية لأكثر من 10 لغات، وحصل على جائزتين مميزتين عن كتاباته، منها جائزة العويس الثقافية عام 1989، وجائزة ملتقى القاهرة للإبداع العربي في كتابة الروايات عام 1998.
وكان منيف صحافياً وناقداً ثقافياً ملهماً، ويمكن اعتباره واحداً من أهم المؤلفين السعوديين المعاصرين في القرن الـ 20، وقد توفي في دمشق عام 2004 عن 71 سنة.