شفق نيوز/ اختتمت الجولة الحادية والثلاثين من الدوري العراقي الممتاز لكرة القدم بنتائج لم تكن متوقعة لأغلب المباريات، وخصوصاً الفرق الأربعة الكبار الزوراء والقوة الجوية والشرطة والطلبة.
وعلى الرغم من أن الموسم الكروي الحالي 2022-2023 كان محملاً بالكثير من المفاجآت حيث أن التنافس على المربع الذهبي كان على أشّده بين الأربعة الكبار، غير أن فرقاً لم تكن بالحسبان صعدت ونافست على أن تكون أحد أضلاعه، كما أن أخرى كان من المتوقع أن تبقى نافساً شرساً لحجز مكانها في المقدمة.
"الصقور الزرقاء والإمبراطور الأصفر"
وكانت نتائج المباريات "النارية" التي اختتمت مساء أمس الثلاثاء بمباراة جنونية بين "القلعة الصفراء" فريق أربيل و"الصقور الزرقاء" القوة الجوية والتي انتهت بنتيجة 2-0 لصالح أصحاب الأرض الجمهور الأربيلي.
وكان من المتوقع فوز "الصقور" الذي يمتلك خطوطاً متماسكة ومحترفين على مستوى عالٍ، إلى جانب أقوى خط دفاع بين فرق الدوري بأقل عدد من الأهداف، مع خط وسط صلب ومثابر، وفي المقابل كانت نتائج "الإمبراطور" في آخر مباراتين مخيبة لآمال جمهور أربيل حيث خسر أمام الزوراء 3-0 في الجولة التاسعة والعشرين، وفي الجولة الثلاثين خسر أمام الطلبة أيضاً بنتيجة 3-1، لكنه أثبت شراسة غير متوقعة أمام القوة الجوية الذي فاز في آخر مباراتين له مع فريق النفط، ومن ثم مع نفط الوسط.
"القيثارة الخضراء والدببة الحمراء"
وسبقت مباراة "الأصفر والأزرق" مباراة ليست بأقل سخونة وجنوناً، حيث التقى "الفريق الأخضر" الشرطة مع "أبناء الخابور" فريق زاخو على أرض الأخير، وفي أرضه وبين جمهوره "الشرس" يتحول لاعبو زاخو إلى "دببة جبلية تفترس" منافسيها أو على أقل تقدير تنهي المباراة بالتعادل وفي أسوأ الأحوال لم تمنح الخصم سواء هدفاً واحداً، وهو ما تحقق لرجال إنفاذ القانون حيث فرضوا قانونهم لكن بصعوبة بالغة واستطاعوا أن يخطفوا هدفاً وحيداً جعلهم في صدارة ترتيب الدوري بعد خسارة القوة الجوية أمام أربيل.
"النوارس البيضاء والأزرق الأنيق"
على الرغم من تصاعد "النوارس" فريق الزوراء مع استلام الكادر التدريبي الجديد بقيادة "النوارس" السابقون المدرب حيدر عبد الأمير ومساعديه هاشم محمد، وعلي حسين رحيمة، واستعاد "الزعيم" هوية البطل التي حازها بجدارة طوال تاريخه، إلا أنه في المقابل فإن "الأنيق" فريق الطلبة هو الآخر استعاد نشاطه بقيادة المدرب الجديد أحمد خلف، لكن "الصحوة" الأخيرة للزوراء كانت تشير إلى أنه سوف يهزم الطلبة أو على أقل تقدير ستنتهي المباراة بالتعادل.
انطلقت المباراة وكانت تميل لكفة الزوراء حيث سيطر "النوارس" على مجريات الأمور لكن وبأخطاء دفاعية "متكررة" وبغفلة من دفاعات الزوراء اختطف "الطلاب" هدفاً ذهبياً رفعهم من المركز الخامس إلى الرابع بعد تعثر فريق الكهرباء، وحرموا "النوارس" من الاقتراب من مركز الوصافة بفارق نقطة واحد عن الشرطة المتعثر، وبفارق نقطتين عن المتصدر القوة الجوية.
"أسود بابل وفرسان المملكة"
في مفاجأة أخرى لهذه الجولة، أظهر "أسود بابل" فريق القاسم شراسة غير متوقعة أمام "فرسان المملكة" فريق نفط ميسان الذي بدى في الجولات الأخيرة أكثر استقراراً، حيث انتهى اللقاء بهدفين لصالح القاسم مقابل هدفاً واحداً لنفط ميسان، وهي نتيجة كانت مخيبة لآمال جمهور المملكة الميسانية.
"العميد الكربلائي والصاعق الكهربائي"
عاد "العميد" فريق كربلاء إلى الدوري الممتاز الحالي بقوة وحقق نتائج مهمة وأبهر الجمهور الرياضي بأداء متميز في أغلب مبارياته رسم ملامحها المدرب الشاب حيدر عبودي، لكن هذا الأداء المبهر يقابله مفاجأة فجرها المدرب الشاب الآخر لؤي صلاح الذي جعل فريق الكهرباء أحد أضلاع المربع الذهبي بعد "الصعقات الكهربائية" التي وجهها للفرق التي واجهها وللجماهير الرياضية واستطاع أن يفرض نفسه كند منافس على الصدارة وليس فقط الأربعة الكبار.
ويوم أمس الاثنين استطاعت "الذئاب الكربلائية" أن تسيطر على "فولتية" الكهرباء لتطفئها في نهاية المباراة بهدف دون مقابل، متجاهلة فصل الصيف المقبل وحرارته دون اكتراث لاحتمالات انقطاع التيار الكهربائي عن المحافظة "انتقاماً".
"العنيد وصقور الجبال"
استطاع الفريق "العنيد" نوروز والذي أثبت وجوده بجدارة في الدوري الممتاز بقيادة المدرب المتميز ولي كريم، بل أنه فجر مفاجآت مبهرة خصوصاً في الموسم السابق 2021-2022 حيث كان أول فريق يهزم فريق الشرطة الذي انهزم أمامه الكبار، لكن "العنيد" استطاع أمس الاثنين" هزيمة "صقور الجبال" فريق دهوك الفائز بلقب الدوري الممتاز.
وعلى الرغم من أن فريق نوروز لم يكن بالمستوى الذي ظهر به في الموسم السابق، حتى أنه الآن يصارع على "المناطق الدافئة" في تسلسل الدوري، لكن رغم ذلك فهو يتراجع في مباريات وفي أخرى يستعيد شخصيته ويفرض وجوده على حساب فرق ليست بالهينة.
"غزلان البادية وحراس الحدود"
لا شك أن "غزلان البادية" فريق النجف خلال الموسم الحالي لم يظهر بهويته المعهودة منذ عقود في الدوري الممتاز، كما أن "الحراس" فريق الحدود عاد بقوة للدوري واظهر بسالة شرسة تحت قيادة المدرب "النزق" عادل نعمة الذي جعل فريق القاسم في الموسم 2020-2021 من أشرس الفرق الشبابية، لم يكن بالفريق الذي يخسر أو يتعادل بسهولة أمام فريق "محبط" كالنجف.
لكن يبدو أن "غزلان البادية" تحولوا إلى "ذئاب" تعمل كفريق صعب المراس كما فعلوها أمام فريق الزوراء في آخر لقاء بينهما واستطاعوا خطف نقطة ثمينة من "حراس الحدود" بتعادل سلبي.
"الذهب الأخضر والكناري"
لا يخفى على أن فريق "الذهب الأخضر" النفط صدم الجماهير الرياضية بالنتائج المتدنية التي جعلته في الموسم الحالي يصارع على البقاء في الدوري الممتاز وليس المنافسة على الوصول إلى المربع الذهبي.
كما أن "الكناري" فريق الكرخ الذي أظهر مستويات متميزة منذ الموسم السابق تحت قيادة "الألماني" أحمد عبد الجبار الذي فاز بكأس بطولة العراق في الموسم السابق، كان خصماً عنيداً خلال الموسم الحالي حتى أنه استطاع في الجولة السابقة هزم الفائز بلقب الدوري 2021-2022 بجدارة وبفارق كبير عن الثلاثة الكبار الزوراء والقوة الجوية والطلبة، لكنه بمفاجأة غير متوقعة خسر أمام النفط بنتيجة 3-2.
"عندليب الفرات الأوسط والشعلة الجنوبية"
بدى "عندليب الفرات الأوسط" فريق نفط الوسط في الموسم الحالي "هزيلاً" وليس بإمكانه المنافسة حتى على البقاء في الدوري الممتاز، فمن مباراة إلى أخرى كان الأداء متذبذباً بصورة غير متوقعة حتى أنه فقد نقاطاً مهمة أمام فرق لم تكن في الموسم السابق منافسة له، ويبدو أن مغادرة بعض نجومه وكادره التدريبي أثرت عليه بشكل كبير.
لكنه قابل فريقاً "مغادراً" وهو نفط البصرة، نتائجه غير متوقعة حيث استطاع تحت قيادة مدربه عبد الوهاب أبو الهيل الوقوف بوجه فرق المقدمة وهزم القوة الجوية في نتيجة غير متوقعة.
لكن "العندليب" حافظ على "ريش جناحيه" واستطاع أن يحلق بتعادل سلبي مبعداً شبح الخسارة أمام نفط البصرة.
"المقاتلون الحمر ومصنع النجوم"
يبدو أن "المقاتلين الحمر" فريق الديوانية انتهى أمرهم والنادي سيهبط إلى دوري الدرجة الأولى على الرغم من الشجاعة والصمود الذي أظهروه أمام خصومهم، ورغم أنهم ما زالوا يقاتلون بشجاعة على أمل الهروب من مصيدة "دوري المظاليم"، لكن أيضاً فريق الصناعة الذي صنع العديد من نجوم الكرة العراقية هو الآخر في خطر محدق حيث يراوح مع الديوانية على آخر مركزيرن في ترتيب الدوري، لذا كان اللقاء محتدماً بشراسة.
لكن بنتيجة غير متوقعة تمكن "مقاتلو الديوانية" الذين أظهروا خلال المواسم الثلاثة الأخيرة "استقتالاً" لافت للأنظار للبقاء في الدوري الممتاز رغم الظروف "التعيسة" التي يعيشها النادي، استطاعوا الفوز الصناعة بنتيجة هدفين لهدف في منافسة متكافئة لكن نتائجها مفاجئة.
وفي النهاية، بطبيعة الحال لا ربط للمباريات الكروية والرياضة عموماً مع الطاقة الكهربائية والخدمات الأخرى ولا الجبال والسهول والوديان والصحاري والتضاريس، إنما هي فقط مسميات مؤسساتية، كما أن الألوان والصفات لا علاقة لها بالفرق بل هي مجرد توصيفات مستوحاة من أزياء الفرق ومناطقها الجغرافية.
اعداد احمد حسين