2023-06-02T18:32:02.000000Z
هناك من يعتاش على الآخرين من دون أدنى احترام لمهنته ولجهود زملائه في المهنة، وفي عالم الصحافة للأسف الشديد ينتشر الكثير من هؤلاء الذي يعتاشون دون أدنى حياء أو مهنية على جهود غيرهم، فيقومون بـ"السطو" على خبر أو تقرير أو ترجمة بذلت الوكالة والمراسل والمحرر وقتاً لجمع معلوماتها وتحريرها، فيأتي هذا الكسول و"يلطش" المادة ثم ينسبها إلى نفسه أو الموقع الذي يعمل فيه، أو يحولها إلى موقع آخر، في عملية مشابهة لعملية غسيل الأموال، بحسب ما سمعت من زملاء ليّ عما يقوم به هؤلاء "اللصوص".
تجد أمثال هؤلاء لا يبحثون عن معلومة، ولا يجرون اتصالات بسياسيين أو مسؤولين حكوميين أو يبحثون عن مصادر تزودهم بالأخبار، أو مراسلين كفوئين يغذونهم بالأخبار والمعلومات، ولا يلاحقون حدثاً لتغطيته، بل تراهم يتابعون بعناية وكالات إخبارية بعينها لسرقة جهود مراسليها ومحرريها بكل وقاحة دون أدنى احترام لمهنة الصحافة لأنهم بالأساس طارئون على هذه المهنة المهمة والحيوية.
هؤلاء الكسالى وأنا أعرف معظمهم معرفة شخصية شعارهم "ليش أتعب نفسي وأصرف رواتب للمراسلين، أكو غيرنا يزودنا بالأخبار" وهم يقصدون بهذا "غير" الوكالات المهنية الأخرى التي تحترم هذه المهنة وتعطيها ما تستحقه من جهد ومثابرة وتختار بعناية مراسليها ومحرريها لتقدم للمتلقي معلومة موثوقة وفيها جهد واضح في البحث والتقصي والدقة، وللأسف الشديد بات وجود هذه المؤسسات المحترمة محدوداً جداً، في حين تنتشر وكالات "غسيل الأخبار" وحقيقة هي لا تستحق حتى مسمى وكالة بل هي مواقع للنشر فقط، والطارئون العاملون فيها لا يقدرون جهود زملاء لهم في المهنة.
لا أريد تسمية هذه المواقع احتراماً لبعض الزملاء الذين يعملون بها اضطراراً بسبب أزمة العمل القائمة منذ سنوات، وبعض هذه المواقع ليس لديهم مراسلين حتى وعدد المحررين قليل جداً وبرواتب بائسة، كما أن النواب والمسؤولين لا يولونها اهتماماً لأنها بالأساس على الهامش، لذلك يضطر هؤلاء الزملاء إلى الاعتماد على الوكالات الرصينة الأخرى، وأنا أعلم أن هذا الاضطرار ليس بإرادتهم بل بتوجيه من مدير تحرير -إن كان يستحق هذا العنوان الخطير-، أو ممول الموقع.
في الوقت نفسه أنا أعتب على هؤلاء الزملاء وأذكّرهم بأنهم ربما في يوم ما حين كانوا يعملون بمؤسسات محترمة أغاضهم سرقة جهودهم أو جهود مؤسستهم من قبل الآخرين.
قلت أنني لن أذكر المواقع "اللصوصية" لأنها غير جديرة بالذكر، لكنني سأذكر الوكالة الأكثر غبناً و"قرصنة" لجهودها وجهود زملائي وأصدقائي العاملين فيها وهي الوكالة التي تقرأ فيها هذا المقال.
لست مكلفاً من أحد بكتابة هذا الموضوع بل أنا مكلف مهنياً بفضح هؤلاء "اللصوص"، حقيقة تتعرض وكالة "شفق نيوز" لسرقات يومية وبعشرات الأخبار والتقارير والترجمات من قبل مواقع "غسيل الأخبار"، وللأسف حتى بعض الوكالات التي أحترمها وأتابعها، بل ومن قبل وكالات عربية وأخرى غربية تنشر باللغة العربية، من دون الإشارة إلى أن مصدرها "شفق نيوز" ولا حتى بالتلميح، "اللصوص" ينسبون الخبر لأنفسهم، أما غيرهم فيكتفي بالقول "وكالات" أو "وسائل إعلام عراقية"، ولا أدري حقيقة أين المهنية هنا، بل أين الخشية من القانون؟ فهذه سرقة جهود وبإمكان إدارة مؤسسة شفق مقاضاة سارقي جهودها.
أيها "اللصوص" عندما تسرقون فعلى أقل تقدير أبذلوا جهداً تلاعبوا بعنوان الخبر المنشور في "شفق نيوز" ولا تنسخوه كما هو، حاولوا تغيير صيغة تحرير الخبر ولا تكونوا "كوبي بيست"، أضيفوا أو احذفوا في المعلومات، أو كأضعف الإيمان دققوا الخبر لغوياً، نحوياً، فأنتم تنسخون الخبر حتى بأخطائه اللغوية أو الطباعية إن وجدت.
وختاماً، إن كنتم غير جديرين بمهنة الصحافة ولا تفقهون أبجدياتها فلا تتطلفوا عليها وتسيئون لغيركم ممن اختار مهنة المتاعب هذه إيماناً واحتراماً لها وللقراء.