جانب من الاستعراض العسكري في السليمانية (تويتر)
أجرت "قوات مكافحة الإرهاب"، التابعة لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني، بزعامة بافل الطالباني في مدينة السليمانية شمالي العراق، استعراضا عسكريا هو الأول من نوعه منذ تفجر الأزمة السياسية في الإقليم بين الحزب الديمقراطي الحاكم في الإقليم بزعامة مسعود البارزاني، وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني المُسيطر على مدينة السليمانية ثاني أكبر مدن الإقليم.
وأظهر بيان نشرته "قوات مكافحة الإرهاب"، زعيم الحزب بافل طالباني (نجل رئيس الجمهورية الأسبق جلال طالباني)، وإلى جانبه عدد من قادة البشمركة، وبعضهم محكوم بالإعدام غيابياً من محاكم أربيل، عاصمة إقليم كردستان، بتهم تصفية ضابط أمن العام الماضي.
وقال بافل طالباني، في كلمة خلال الاستعراض الذي جرى أمس السبت: "شاركنا اليوم بفخر واعتزاز في استعراض قوات مكافحة الإرهاب، وهي قوات ديدنها الأوحد فقط حماية كردستان وشعبها العزيز".
ورغم هذه الكلمة الموجزة والمقتضبة، إلا أن مراقبين وجدوا في هذا الاستعراض المفاجئ، رسائل سياسية وأمنية لخصوم رئيس حزب الاتحاد الوطني الحالي، جرّاء المشاكل التي تعصف داخل السليمانية وتحديداً داخل الحزب الحاكم فيها، أي ما بين طالباني ولاهور شيخ جنكي، وهو الرئيس المشترك المعزول عن الحزب.
وقالت مصادر سياسية من السليمانية، لـ"العربي الجديد"، إن "الاستعراض العسكري الذي جرى لقوات مكافحة الإرهاب، لم يكن ضمن مناسبة سياسية ولا عسكرية ولا حتى قومية كردية، بل عو استعراض مفاجئ، ويمثل حالة من حالات إظهار القوة لجهة أو جهات معينة"، مبينة أن "بافل طالباني إلى جانب القادة العسكريين المقربين منه، يعانون من مشاكل سياسية وقضائية من جانب الحكومة في أربيل".
وأضافت المصادر أن "السليمانية تظن أن هناك احتمالا لهجمات من الجانب التركي ضد قواعد مهمة، ومنها المناطق التي يتواجد فيها عناصر من مسلحي حزب العمال الكردستاني، بالتالي قد تكون هذه واحدة من الرسائل التي تريد السليمانية إيصالها إلى أنقرة".
وظهر في الاستعراض، وكان مرافقاً لبافل طالباني، وهاب حلبجي وهو قائد جهاز مكافحة الإرهاب في السليمانية، المحكوم بالإعدام بتهمة مقتل الجنرال الكردي والخبير الأمني هوكار الجاف، بعبوة ناسفة ألصقت أسفل سيارته في أربيل، ما دفع مدونين وصحافيين إلى الاستغراب من هذا الظهور.
وغرّد المدون العراقي ياسر الجبوري، عبر "تويتر": "المدان والمحكوم إعداماً غيابيا وهاب حلبچي (قائد جهاز مكافحة الإرهاب في السليمانية) يظهر في سيارة عسكرية مع بافل طالباني خلال استعراض قوة الكوماندوز في السليمانية".
#البومة_تگول المدان والمحكوم اعدام غيابيا وهاب حلبچي ( قائد جهاز مكافحة الإرهاب في السليمانية ) يظهر في سيارة عسكرية مع باڤل طالباني خلال استعراض قوة الكوماندوز في #السليمانية!! pic.twitter.com/VOGTdJ5fXs
— Yasser Eljuboori (@YasserEljuboori) July 8, 2023
من جهته، وجه الصحافي الكردي محمود ياسين، تغريدة إلى السلطات العراقية، جاء فيها: "إلى القائد العام للقوات المسلحة، محمد شياع السوداني، حلفيكم في تحالف إدارة الدولة، بافل طالباني يستعرض بقوات جهاز مكافحة الإرهاب، وكوماندوس في وسط مدينة السليمانية، هل مناورات عسكرية بأسلحة وآليات الدولة جزء من المنهاج الحكومي!؟".
ألى السيد قائد العام للقوات المسلحة.
حلفيكم في تحالف ادارة ألدولة رئيس اليكيتي (بافل طالباني) يستعرض بقوات جهاز المكافحة الارهاب و كوماندوز في وسط مدينة السليمانية.
هل مناورات عسكرية بأسلحة و أليات الدولة جزء من منهاج الحكومي!؟
كاك @sabreenS11 شنو كاك بافل صار خط احمر ؟! pic.twitter.com/wUxK1BADuw
— محمود ياسين كوردي (@MahmoodYKurdi) July 8, 2023
وجاء الاستعراض العسكري في السليمانية، قبل يوم واحد من الاجتماع بين حزب الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي بزعامة مسعود بارزاني، في أربيل، الذي عقد اليوم الأحد، بخصوص البحث بشأن الانتخابات في إقليم كردستان، وترتيب الأوضاع بين الحزبين، والعلاقة مع بغداد.
وظهر اليوم الأحد، بافل طالباني عقب الاجتماع، ورد على أسئلة صحافيين، وقال إن "اجتماع حزبه مع الديمقراطي كان إيجابيا جدا"، مبيناً أن "التصريحات والمواقف اللامسؤولة لن تؤثر على مسار جهودنا للتوصل إلى اتفاق، والاتحاد الوطني لن يظل مكتوف الأيدي وسيتعامل مع الأحداث كما هي".
وشهدت السليمانية، خلال العامين الماضيين، عدة مواجهات مسلحة بين جناح بافل طالباني في الحزب، والجناح الآخر، المتمثل بلاهور شيخ جنب (ابن عم بافل)، بعد تصاعد حدة الخلافات، التي تفجرت بإجراء تغييرات في المناصب الهامة بالمحافظة، تحديداً منصبي رئاسة "مؤسسة المعلومات"، ومؤسسة "مكافحة الإرهاب" في السليمانية، لكنها استمرت حتى سيطر بافل الطالباني على رئاسة الحزب وحده.