سلوان موميكا، واسمه سلوان صباح متي موميكا، من مواليد 23 حزيران 1986 هو لاجئ عراقي في السويد من أصول مسيحية، اشتهر بتمزيقه نسخة من القرآن الكريم، وحرقها عند مسجد ستوكهولم المركزي، في 28 يونيو 2023، أول أيام عيد الأضحى، بعد أن منحته الشرطة السويدية تصريحاً بتنظيم الاحتجاج إثر قرار قضائي.
قبل سنوات كان يعلن عن نفسه أحد زعماء الحشد الكلداني، وفي إحدى مقابلاته السابقة مع قناة الشرقية تحدث عن مشاكله مع ريان الكلداني والحشد الشعبي.
في المقابلة، عرّف نفسه بأنه زعيم الاتحاد السرياني، وكان عضوا في الحركة الديمقراطية الآشورية، وفي عام 2012 حُكم عليه بالسجن ثلاث سنوات في محكمة الحمدانية لحادث سير في منطقة شيلاوة وهرب. وفي انتخابات عام 2014، أصبح شقيقه مرشحاً عن قائمة بابليون ريان الكلداني في القائمة 303، تسلسل، رقم 7.
ظهر موميكا في قناته على يوتيوب أنه يشك في كل شيء، وفي بعض كتاباته ومقاطع الفيديو الخاصة به، تحدث ضد جميع الأحزاب السياسية المسيحية في إقليم كردستان، مشيراً إلى أنها أصبحت أحزاب كردية، كما يظهر العداء الواضح للشعب الكردي.
وبعد أن أحرق موميكا نسخة من المصحف الشريف للمرة الأولى، أصدرت وزارة الخارجية العراقية بيانًا يدين سماح السلطات السويدية بهذا الفعل، واستدعت السفيرة السويدية لإبلاغها باحتجاجها، وطالبت بتسليم المواطن عراقي الجنسية ليتم محاكمته وفق القانون العراقي.
شارك عشرات العراقيين في تظاهرة أمام السفارة السويدية في بغداد كرد فعل احتجاجي على الحادثة مطالبين بطرد السفيرة السويدية. وفي 29 حزيران سنة 2023 وجّهَ رئيس مجلس القضاء الأعلى العراقي فائق زيدان باتخاذ الإجراءات القانونية لاسترداد اللاجئ، وفي 9 تموز 2023 صدر كتاب من شعبة الاسترداد في مجلس القضاء الأعلى إلى وزارة الخارجية العراقية ذُكر فيه:
«إشارة إلى كتاب محكمة تحقيق الكرخ الثالثة المرقم (18680) في 2023/7/3م۰ نرفق طيًّا ملف الاسترداد باللغتين العربية والإنكليزية الخاص بالمتهم العراقي (سلوان صباح متي موميكا) والصادر بحقه أمراً بالقبض من المحكمة المذكورة أعلاه وفق أحكام المادة (۱/۳۷۲) من قانون العقوبات لقيامه بالاعتداء بالطرق العلانية على المعتقدات الدينية وتحقيرها، ونظراً لاستيفاء الملف للشروط والضوابط المنصوص عليها بالمادة 360 من قانون أصول المحاكمات الجزائية رقم 23 لسنة 1971 المعدل عليه، راجين إيداعه لدى السلطات القضائية السويدية بالطرق الدبلوماسية وفق مبدأ المقابلة بالمثل للنظر في أمر استرداده إلى سلطاتنا على ذمة القضية المطلوب عنها وإعلامنا إجراءاتكم بالسرعة الممكنة".
موميكا، الذي كان يتزعم جماعة مسلحة متهمة بانتهاكات ضد حقوق الإنسان ضواحي الموصل عام 2017، وبسبب صراع النفوذ مع زعيم ليشيا "بابليون" ريان الكلداني، انتهى بمغادرته العراق تاركاً جماعة "صقور السريان" ليتوزع أفرادها على فصائل أخرى في سهل نينوى.
موميكا المتزوج من العراقية وله منها ابنان، هو من أهالي بلدة الحمدانية في سهل نينوى، ويواجه اتهامات ودعاوى قضائية سابقة في سهل نينوى والموصل تتعلق بانتهاكات حقوقية ومخالفات قانونية مختلفة، وأنه حين وصل إلى السويد تطوع في حزب يميني متطرف يعادي الإسلام والمسلمين ويسعى لطرد المهاجرين المسلمين.
ويقول مجلس بلدة الحمدانية إن موميكا سيئ السمعة ومطلوب بقضايا بعضها نصب واحتيال.
ردود فعل العراقيين بعد اعتزامه حرق المصحف وحرق العلم العراقي وصورة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر:
قالت الحكومة العراقية إنها ستقطع العلاقات الدبلوماسية مع السويد في حال تكرر حرق نسخة من المصحف على أراضيها، وذلك بعد أن اقتحم مئات المحتجين السفارة السويدية في وسط بغداد في الساعات الأولى من الصباح وأشعلوا فيها النيران احتجاجا على خطط لحرق نسخة من المصحف في ستوكهولم في وقت لاحق اليوم الخميس.
وقال توبياس بيلستروم وزير الخارجية السويدي إن جميع العاملين بالسفارة في بغداد بأمان لكن السلطات العراقية تقاعست عن الاضطلاع بمسؤوليتها في حماية السفارة بموجب اتفاقية فيينا.
وأضاف في بيان "ما حدث غير مقبول بالمرة، والحكومة تندد بشدة بهذه الهجمات".
وأردف "الحكومة على تواصل مع ممثلين عراقيين كبار للتعبير عن استيائنا".
ونددت الحكومة العراقية بشدة بإشعال النار في السفارة السويدية وفقا لبيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء محمد شياع السوداني. ووصف المكتب الأمر بأنه خرق أمني وتعهد بحماية البعثات الدبلوماسية.
لكن الحكومة ذكرت أيضا في البيان أنها "أبلغت الحكومة السويدية أمس عبر القنوات الدبلوماسية بالذهاب إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع السويد في حال تكرار حادثة حرق القرآن الكريم على أراضيها".
وأضافت الحكومة أن العراق يعتبر حادثة اقتحام السفارة السويدية في بغداد "خرقا أمنيا" تجب معالجته حالا مع "محاسبة المقصرين من المسؤولين عن الأمن".
ودعا أنصار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر إلى المظاهرة اليوم الخميس احتجاجا على واقعة جديدة محتملة لحرق نسخة من المصحف في السويد ستكون الثانية خلال بضعة أسابيع فحسب، وفقا لمنشورات مجموعة تحظى بشعبية كبيرة على تطبيق تيليغرام مرتبطة برجل الدين الذي يتمتع بنفوذ كبير ووسائل إعلام أخرى موالية له.
والصدر أحد أقوى الشخصيات نفوذا في العراق ويأتمر بأمره مئات الآلاف من الأنصار الذين سبق أن دعاهم للخروج إلى الشوارع، مثلما حدث في الصيف الماضي عندما احتلوا المنطقة الخضراء شديدة التحصين في بغداد وخاضوا اشتباكات أسفرت عن سقوط قتلى.
وقال الصدر اليوم الخميس إن الحكومة العراقية لا يجب أن تلجأ فحسب للإدانة والتنديد ويجب أن تتخذ موقفا حازما.
وكتب الصدر اليوم الخميس في تغريدة على تويتر "سوف أنتظر الرد الرسمي الحازم قبل أي تصرف خاص بي".
وذكرت وكالة الأنباء الفنلندية إس.تي.تي أن سفارة فنلندا، الموجودة في المجمع نفسه مع السفارة السويدية أُخليت، مضيفة أن العاملين فيها بأمان ولم يمسهم سوء.
ووافقت الشرطة السويدية أمس الأربعاء على طلب لتنظيم تجمع عام أمام السفارة العراقية في ستوكهولم اليوم الخميس. ومن المتوقع مشاركة شخصين.
وذكرت وكالة الأنباء السويدية تي.تي أن المشاركين يخططان لحرق نسخة من المصحف والعلم العراقي وأن أحدهما سبق أن حرق نسخة من المصحف أمام مسجد في ستوكهولم في يونيو حزيران.
وأحجمت الشرطة السويدية عن الموافقة على عدة طلبات في وقت سابق من هذا العام لتنظيم احتجاجات كان من المزمع أن تتضمن حرق مصاحف وأرجعت ذلك لمخاوف أمنية. وتقوم محاكم من جانبها بإلغاء قرارات الشرطة وتقول إن هذه الأفعال مكفولة بقوانين حرية التعبير في البلاد.
وقالت الحكومة السويدية هذا الشهر إنها تبحث تغيير القانون ليسمح للشرطة بمنع إحراق المصحف علنا إذا شكل ذلك خطرا على أمن البلاد.
وأظهرت سلسلة من المقاطع المصورة نشرتها مجموعة تحمل اسم (واحد بغداد) على تطبيق تيليجرام تجمع أشخاص حول السفارة في حوالي الساعة الواحدة من صباح اليوم الخميس (2200 بتوقيت جرينتش من مساء أمس الأربعاء) وترديدهم هتافات مؤيدة للصدر واقتحامهم مجمع السفارة بعد ساعة تقريبا.
وهتف المحتجون "نعم.. نعم للقرآن".
وأظهرت مقاطع مصورة في وقت لاحق دخانا يتصاعد من مبنى داخل مجمع السفارة ومحتجين يقفون على سطحه.
احتجاجات
أدانت وزارة الخارجية العراقية أيضا إضرام النار في السفارة، وقالت في بيان إن الحكومة أمرت الجهات الأمنية بإجراء تحقيق عاجل لكشف ملابسات الواقعة وتحديد هوية مرتكبيها ومحاسبتهم.
وبحلول فجر اليوم الخميس، انتشرت قوات الأمن داخل السفارة وتصاعد الدخان من المبنى فيما أخمدت فرق الإطفاء النيران، بحسب شهود من رويترز.
وفي وقت لاحق طاردت قوات الأمن العراقية بضع عشرات من المحتجين كانوا لا يزالون في محيط السفارة في محاولة لإبعادهم عن المنطقة. ورشق المحتجون في وقت سابق قوات الأمن بالحجارة ومقذوفات.
ودعا الصدر أواخر الشهر الماضي إلى احتجاجات مناهضة للسويد وطرد سفيرها بعدما أحرق عراقي نسخة من المصحف في ستوكهولم.
واتهمت الشرطة السويدية الرجل بالتحريض على جماعة عرقية أو قومية. ووصف الرجل نفسه في مقابلة مع صحيفة بأنه لاجئ عراقي يسعى إلى حظر القرآن.
ونُظمت مظاهرتان كبيرتان خارج السفارة السويدية في بغداد في أعقاب حرق المصحف، ووصل المتظاهرون إلى حرم السفارة في إحدى المظاهرتين.
وأصدرت حكومات عدة دول إسلامية، من بينها العراق وتركيا والإمارات والأردن والمغرب، بيانات احتجاج على الواقعة، ويطالب العراق بتسليم الرجل الذي أحرق نسخة المصحف لمحاكمته.
كما نددت الولايات المتحدة بالواقعة، لكنها قالت إن إصدار السويد للتصريح يدعم حرية التعبير وليس تأييدا منها للتصرف نفسه.