استنكار إسلامي وأزمات دبلوماسية إثر سماح السويد مجدداً بتمزيق المصحف

آخر تحديث 2023-07-21 00:00:00 - المصدر: العربي الجديد

أثار تمزيق نسخة من القرآن الكريم أمام مبنى سفارة بغداد لدى استوكهولم، تنديدا عربيا وإسلاميا واسعًا، فيما أسفرت الحادثة عن خلق "أزمات دبلوماسية" مع السويد.

تركيا تدين "بأشد العبارات" الاعتداء

وفي هذا السياق، دانت وزارة الخارجية التركية "بأشد العبارات الاعتداء الدنيء" على القرآن الكريم. وذكّر بيان للخارجية بأنه "بعد الاعتداء الدنيء على القرآن أمام مسجد في استوكهولم في 28 يونيو/ حزيران الماضي، اعتبر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بالقرار الذي تبناه في 12 يوليو/ تموز الجاري أن الاعتداء على القرآن يعد كراهية دينية".

وأضاف بحسب ما نقلت وكالة "الأناضول": "نتوقع أن تتخذ السويد إجراءات رادعة لمنع جريمة الكراهية هذه بحق الدين الإسلامي ومليارات المؤمنين، في إطار مسؤولياتها الدولية، وخاصة التزاماتها في نطاق الأمم المتحدة، ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، ومجلس أوروبا".

وأكدت الخارجية في البيان أن "تركيا مستعدة للعمل مع الدول التي تشهد مثل هذه الهجمات في مجالات الإسلاموفوبيا، وكراهية الأجانب، والعنصرية، والتمييز".

السعودية تستدعي القائم بأعمال السفارة السويدية

بدورها، أعلنت الخارجية السعودية، الخميس، استدعاء القائم بأعمال السفارة السويدية لدى المملكة لتسليمه مذكرة احتجاج على خليفة حادثة تمزيق نسخة من القرآن في استوكهولم.

وبحسب بيان للخارجية نقلته وكالة الأنباء السعودية، فإن مذكرة الاستدعاء تضمنت مطالبة المملكة السلطات السويدية باتخاذ كافة "الإجراءات الفورية واللازمة لوقف الأعمال المشينة، التي تخالف التعاليم الدينية كافة، والقوانين والأعراف الدولية"، مؤكدةً رفض المملكة القاطع لكل هذه الأعمال التي تغذي الكراهية بين الأديان، وتحد الحوار بين الشعوب.

كما عبرت الخارجية عن إدانة واستنكار المملكة العربية السعودية "الشديدين"، للتصرفات المتكررة وغير المسؤولة من قبل السلطات السويدية بمنح بعض المتطرفين التصاريح الرسميّة التي تخولهم حرق وتدنيس نسخ من القرآن الكريم.

الأردن: تصرف أرعن يؤجج الكراهية

من جانبها، دانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنيين، يوم الخميس، تمزيق نسخة من القرآن في استوكهولم بحماية من السلطات السويدية، معتبرة أنه "تصرف أرعن يؤجج الكراهية، ومظهر من مظاهر الإسلاموفوبيا المحرضة على العنف والإساءة للأديان".

وأكدت الوزارة في بيان، ضرورة احترام الرموز الدينية، ووقف جميع الأفعال والممارسات التي تؤجج الكراهية والتمييز، مشيرة إلى أن سماح السلطات السويدية مجدداً بالاعتداء على القرآن الكريم، هو "تصرف غير مقبول، يثير الفتنة ويهدد التعايش السلمي، ولا يمكن اعتباره شكلاً من أشكال حرية التعبير مطلقاً"، محذرة من "الاستمرار بالسماح بمثل هذه التصرفات والأفعال غير المسؤولة".

إيران تستدعي سفير السويد

إلى ذلك، نقلت وكالة "رويترز" عن وسائل إعلام رسمية في إيران قولها إن وزارة الخارجية الإيرانية استدعت السفير السويدي لدى طهران اليوم الخميس "للاحتجاج بشدة على تدنيس القرآن الكريم".

كما دعا نصر الله بحسب "رويترز"، المسلمين للحضور بكثافة إلى المساجد الجمعة والاعتصام أمامها "وهم يحتضنون القرآن".

العراق يعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع السويد

وأعلنت الحكومة العراقية، الخميس، طرد السفيرة السويدية في بغداد وقطع العلاقات الدبلوماسية مع استوكهولم، رداً على سماح الأخيرة بحرق نسخة من القرآن.

وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية باسم العوادي، في بيان صحافي، إنّ "رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وجه وزارة الخارجية بسحب القائم بالأعمال العراقي من سفارة جمهورية العراق في العاصمة السويدية، كما وجه بالطلب من السفيرة السويدية مغادرة الأراضي العراقية".

وأضاف العوادي أن "هذه التوجيهات جاءت رداً على تكرار سماح الحكومة السويدية بحرق القرآن الكريم والإساءة للمقدسات الإسلامية وحرق العلم العراقي".

واقتحم المئات من أنصار التيار الصدري، في وقت مبكر من يوم الخميس، السفارة السويدية ببغداد وأشعلوا النيران فيها احتجاجاً على ترخيص السلطات السويدية مجدداً لسلوان موميكا بحرق نسخة من المصحف والعلم العراقي أمام مبنى سفارة بغداد في السويد.

ولاقت حادثة اقتحام السفارة تنديدا واستنكارا دوليا، إذ استنكر الاتحاد الأوروبي الحادثة، فيما دانت الولايات المتحدة، "بشدة" الهجوم على السفارة السويدية في بغداد التي أحرقت خلال تظاهرة، معتبرةً أن تقاعس قوات الأمن العراقية عن حمايتها "غير مقبول".

وفي وقت سابق الخميس، منحت السويد مجدداً إذنا للمواطن العراقي المقيم لديها سلوان موميكا بتنظيم تظاهرة صغيرة أمام مبنى سفارة بغداد لدى استوكهولم، مزق خلالها نسخة من القرآن والعلم العراقي.

وفي 28 يونيو/ حزيران، مزّق موميكا نسخة من المصحف وأضرم النار فيها عند مسجد استوكهولم المركزي، بعد أن منحته الشرطة تصريحا بتنظيم تجمع رضوخا لقرار قضائي، وهو ما قوبل بموجة تنديد واسعة بالعالمين العربي والإسلامي.