حدّدت السلطات اليمنية هويّة المشتبه به في قضية قتل رئيس مكتب برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في محافظة تعز، جنوب غربي اليمن، وفق ما أفاد مسؤول أمني في وقت متأخر الجمعة.
وقال المسؤول الأمني في تعز لوكالة "فرانس برس": "مرتكب جريمة الاغتيال بحق الموظف الأممي في مدينة التربة بتعز مؤيد حميدي هو من أبناء محافظة لحج، منطقة الصبيحة"، مشيرًا إلى أنه "موجود في مدينة تعز منذ عام 2017، بعد أن فرّ من محافظة عدن بسبب الملاحقات الأمنية لعناصر تنظيم القاعدة".
وطالبت برقية عاجلة صادرة عن وزارة الداخلية اليمنية بتوقيف القاتل.
واغتال مسلح مجهول، ظهر الجمعة، الموظف الأممي أردني الجنسية مؤيد حميدي، أثناء وجوده في مدينة التّربة بالريف الجنوبي لمحافظة تعز.
وقال مصدر أمني وآخر طبي، لـ"العربي الجديد"، إنّ مسلحاً يستقل دراجة نارية أطلق وابلاً من الرصاص على موظف رفيع في برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، وذلك أثناء تناوله وجبة الغداء في مطعم بالمدينة، بعد ظهر الجمعة.
وأضاف المصدر الأمني أنّ الموظف الأممي سقط قتيلاً على الفور، فيما لاذ القاتل بالفرار إلى جهة مجهولة، مشيراً إلى أنّ الأجهزة الأمنية والعسكرية تعمل بالتنسيق فيما بينها بحثاً عن القاتل.
وفي أعقاب الحادثة، وجّه رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي بـ"ملاحقة العناصر الإجرامية المتورطة بتنفيذ الاعتداء المسلح".
ووفقاً لوكالة الأنباء الرسمية، أجرى الرئيس اتصالاً هاتفياً بمحافظ تعز نبيل شمسان، الذي "أطلع الرئيس على المعلومات الأولية التي تشير إلى تحديد هوية منفذ الاعتداء الإجرامي، والإجراءات القانونية المتخذة لملاحقة الجناة، وتقديمهم إلى محاكمة عادلة لينالوا عقابهم الرادع".
وفي السياق ذاته، عقدت اللجنة الأمنية في محافظة تعز، الجمعة، اجتماعاً طارئاً لمتابعة تداعيات الحادثة، وأكدت أنّها "تقوم بتعقب مرتكبي هذه الجريمة"، داعية المواطنين إلى "الإبلاغ عن أي معلومات قد تساعد في القبض على المجرمين".
ووقعت الحادثة بعد مدة وجيزة من إقرار منظمات إغاثة عالمية فتح مكتب رسمي لها في مدينة تعز، لتسهيل تدخلاتها الإنسانية في المدينة التي استقبلت أفواجاً من النازحين في السنوات الماضية، ويفرض عليها الحوثيون حصاراً منذ عام 2015.
ومؤيد حميدي هو ثاني مسؤول دولي يُغتال في تعز منذ إبريل/نيسان من عام 2018، حين قُتل موظف لبناني يعمل في الصليب الأحمر الدولي بنيران مسلحين مجهولين في منطقة الضباب عند المدخل الجنوبي الغربي للمدينة.
وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، الجمعة، إن ما جرى "مأساة كبيرة لنا وللعمل الإنساني"، مضيفاً أن "أي خسارة لأي موظف في العمل الإنساني هي مأساة وأمر غير مقبول".
وأوضح البرنامج في بيان أنّ "حميدي وصل مؤخراً إلى اليمن للاضطلاع بمهام عمله مديراً لمكتب منظمة الغذاء العالمي في تعز"، مضيفاً: "كان حميدي موظفاً متفانياً عمل لدى المنظمة مدة تزيد عن 18 عاماً، قضى منها فترة سابقة في اليمن، والسودان، وسورية، والعراق".
ويشهد اليمن حربًا منذ العام 2014 بين القوات الموالية للحكومة المدعومة منذ 2015 من تحالف عسكري بقيادة السعودية، والحوثيين المدعومين من إيران والذين يسيطرون على صنعاء ومناطق شاسعة في شمال البلاد وغربها.
وتخضع مدينة تعز، مركز المحافظة، لسيطرة القوات الحكومية، فيما يسيطر الحوثيون على مناطق محيطة بها ويفرضون حصارًا عليها.
(فرانس برس، العربي الجديد)