يبدو أن مسابقة كأس العالم الأخيرة التي لُعبت في نهاية العام الماضي 2022، رفعت كثيراً من أسهم لاعبي المنتخب التونسي الأول، خصوصاً بعد الفوز على وصيف بطل العالم المنتخب الفرنسي، في المباراة الأخيرة من دور المجموعات بهدف نظيف.
واستغل عيسى العيدوني لاعب خط وسط الملعب مردوده المميز في البطولة لينال عقدا مع مفاجأة الدوري الألماني الممتاز لكرة القدم في الموسم الماضي، فريق يونيون برلين، الذي ضمه في فترة الانتقالات الشتوية الماضية قادماً من فريق فرنسفاروش المجري، وليضمن في الموسم الحالي مشاركته في بطولة مهمة مثل دوري أبطال أوروبا.
ولتعويض العيدوني، لجأ نادي فرنسفاروش إلى اللاعبين التونسيين، وقرر في الميركاتو الصيفي الحالي التعاقد مع أبرز لاعب في الدوري التونسي خلال المواسم الثلاثة الأخيرة وهو محمد علي بن رمضان الذي يلعب بدوره في نفس مركز عيسى في خط الوسط، ويأتي ذلك بعد تألقه في المواجهة أمام المنتخب الفرنسي، رغم أن مدرب منتخب "نسور قرطاج"، جلال القادري، قرر تغيير مركزه والاعتماد عليه على الجهة اليسرى بدلاً من خط الوسط آنذاك.
كما أن نصيحة العيدوني نفسه، كانت مهمة للفريق المجري لضم نجم فريق الترجي الرياضي الذي رفض عددا من العروض العربية المهمة مالياً، من أجل حلم المشاركة في المسابقات الأوروبية، وتحقيق مسيرة قوية في الملاعب الأوروبية، إذ إنه يأمل في أن يكون فريقه الجديد محطة أولى نحو الانتقال إلى أندية أفضل ودوريات أقوى في المستقبل، خصوصاً أنه لم يتجاوز الـ 25 من عمره.
وفي نفس المواجهة أمام زملاء كيليان مبابي، اختار القادري أيضاً الاعتماد في مركز الجناح الأيمن على لاعب آخر من خط الوسط، وهو أنيس بن سليمان لاعب بروندبي الدنماركي، وذلك من أجل غلق جميع المنافذ أمام تشكيلة المدرب، ديدييه ديشان، في المباراة، وظهر بن سليمان بدوره بمستوى جيد في تلك المواجهة، ما جعله يدخل في مفاوضات مع فريق شيفيلد يونايتد أحد أندية الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم.
وحتى مع بقائه على دكة البدلاء في المباريات الأخيرة مع فريقه بسبب رفضه تمديد عقده، فلم يؤثر على قرار الجهاز الفني والإداري لفريق بن سليمان الجديد الذي بدا مصراً على التعاقد معه بالنظر لخصائصه الكروية المميزة، سواء من الجانب الهجومي أو على المستوى الدفاعي، لتكون تونس ممثلة بلاعب في أفضل دوري في العالم، بعد غياب طويل، في انتظار مستقبل حنبعل المجبري مع نادي مانشستر يونايتد.
واستطاع أحد نجوم المنتخب التونسي وهو إلياس السخيري الظفر بعقد مميز مع نادي أينتراخت فرانكفورت الذي يعتبر في السنوات الأخيرة أحد أفضل الفرق في الدوري الألماني، ليكون من أعلى اللاعبين أجراً في النادي الذي يضم المهاجم الدولي الفرنسي كولو مواني والنجم الألماني ماريو غوتزه والحارس السابق لباريس سان جيرمان الفرنسي، كيفن تراب، ورغم أن اللاعب السابق لنادي كولن تألق في السنوات الأخيرة التي لعبها في منافسات "البوندسليغا"، فإن تميزه أيضاً مع منتخب بلاده في المونديال العربي جعل أسهمه ترتفع بشكل كبير.
واستفاد المجبري بدوره من مشاركته في المونديال، رغم صغر سنه ورغم أنه لم يكن من اللاعبين الأساسيين في المنتخب، ليكون تحت أنظار المدرب الهولندي لفريقه مانشستر يونايتد، إريك تين هاغ، الذي قرر الإبقاء عليه ضمن لاعبي الشياطين الحمر في الفترة التحضيرية للموسم الجديد، عكس العراقي زيدان إقبال الذي غادر حسابات المدرب السابق لأياكس أمستردام، رغم أن حنبعل استفاد أيضاً من تجربته في منافسات "الشامبيونشيب" مع فريقه السابق برمنغهام سيتي والتي اكتسب خلالها نقاطاً إضافية لصالحه، في انتظار أن يحدد تين هاغ مصيره مع النادي.
ورغم أن حمزة رفيع لاعب نادي يوفنتوس الإيطالي السابق، لم يكن ضمن قائمة المنتخب التونسي في مونديال قطر، فإن اللاعب استفاد بدوره من ارتفاع أسهم التونسيين في أوروبا، بالإضافة إلى مردوده المميز في الدرجة الثالثة الإيطالية مع فريق بيسكارا، ليعود مجدداً إلى الكالتشيو، وينضم لنادي ليتشي الذي أمضى معه لمدة 3 مواسم، ومن المنتظر أن يكون عقده الجديد بوابة عودته للمنتخب الذي غاب عنه منذ بطولة كأس أمم أفريقيا التي دارت في بداية العام 2022 في الكاميرون، وقدم خلالها اللاعب مردوداً مخيباً.
كما وارتفعت أسهم المدافع منتصر الطالبي كثيراً في سوق الانتقالات، بفضل استقرار مردوده في دفاع المنتخب التونسي، وترسيمه لنفسه أساسيا على الدوام سواء مع المنتخب أو في فريقه لوريون الفرنسي الذي رفض جميع العروض للتفريط بلاعبه المميز بعد أن تألق بشكل خاص في الموسم الماضي في الدوري الفرنسي، رغم أنه الموسم الأول له الذي يخوضه هناك، وبالتالي أراد الفريق الاستفادة من خدماته لموسم آخر على الأقل، قبل أن يجني من وراء بيعه مبلغاً مالياً كبيراً، خصوصاً إذا حافظ على مستوياته المميزة التي أصبح بفضلها أحد أفضل المدافعين في المسابقة.